المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن سبباً في تعاسة تائب



امـ حمد
18-06-2014, 02:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تكن سبباً في تعاسة تائب
من فضل الله،عزّ وجل،على هذه الأمة،أن حباها باباً عظيماً من أبواب الخير،الذي لا يخيب طارقُه، ألا وهو باب التوبة،فهذا الباب الذي فتحه الله فضلاً منه،ومنَّة علينا،حتى نعود إليه ونستغفر،
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنهما،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لو أن العباد لم يذنبوا،لخلق الله،عزَّ وجل،خلقاً يذنبون،ثم يغفر لهم،وهو الغفور الرحيم)المحدث،الألباني، المصدر،صحيح الجامع ،
فلو أخطأت وتبت، ثم أخطأت وتبت،فلا يغلق الله هذا الباب،فبادر ولا تسوِّف،فالعمر ما هو إلا سويعات،
فعن ابن عمر عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنَّ الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)رواه الترمذي في سننه وحسنه الألباني،
الغرغرة، بلوغ الروح الحلقوم، والمراد الموت،
ومهما كان عظم المعصية والإثم، فمن التجأ إلى الله بقلبٍ سليم منكسر،يريد الإصلاح، فهذا هو طريق التوبة،
فعن ابن عباس،رضي الله عنهما(أن قوماً كانوا قَتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا،وانتهكوا، فأتوا النبي،صلى الله عليه وسلم،
قالوا،يا محمد،إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن،لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة،قال،يبدل الله شركهم إيماناً،وزناهم إحصانًا،ونزلت(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)الزمر،رواه النسائي في سننه،وقال الشيخ الألباني،صحيح،
فلقد منَّ اللهُ على كثيرٍ من أهل الجاهلية، فأسلموا وصلح حال دينهم ودنياهم، فأصبحوا من عظام الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، ولقد منَّ الله على كثيرٍ من الناس، فأصبحوا منَ العلماء والعبّاد الصالحين،وهذا هو الحال إلى ما شاء الله،فكم من تائب سكب الدموع،واستغفر الله على ما فرَّط في حق الله، وتاب عن صغائر الإثم وعن كبائرها،ومن منَّا وليس له عثرة أو ذلَّة،
ولكن نرى من الناس من يتجرَّأ على الله، ويحجِّر رحمة الله الواسعة،وكأن مفاتح باب التوبة في يده يفتحها لمن شاء،
فعن أبي سعيد الخدري،رضي الله عنه،أن نبي الله،صلى الله عليه وسلم،قال(كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فأتاه فقال،إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة،فقال،لا، فقتله، فكمَّل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض،فدل على رجل عالم،فقال،إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة،فقال،نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلِق إلى أرض كذا وكذا،فإن بها أناساً يعبُدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق، أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة،وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة،جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله،
وقالت ملائكة العذاب،إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاه ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال،قيسوا ما بين الأرضين،فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة)رواه مسلم في صحيحه،
فكم مِن يريد توبة صدَّه الناس بجهلهم أو بتكبرهم عن طريق الصواب، وتركوه في حيرة من أمره في ظلمات المعصية،
فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،سمعتُ رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب، فيقول،أقصر، فوجده يوماً على ذنب،
فقال له،أقصر،فقال،خلني وربي، أبعثتَ عليَّ رقيباً،
فقال،والله،لا يغفر الله لك،أو لا يدخلك الله الجنة،فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد،كنت بي عالماً،
أو كنت على ما في يدي قادراً،
وقال للمذنب،اذهب فادخل الجنة برحمتي،
وقال للآخر،اذهبوا به إلى النار)من بيده الادخال الي الجنة او الي النار،من بيده المغفرة او العذاب،
ارجعوا الي قول الله بالحديث،عن جندب،بن عبد الله،رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قال رجل، والله لا يغفر الله لفلان، فقال عز وجل من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، قد غفرت له وأحبطت عملك) رواه مسلم،
قال أبو هريرة،رضي الله عنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته)رواه أبو داود في سننه،وصححه الألباني،
وكم من تائب فرح بدموع توبته،على ما للمعصية من أَلم ومرارة، فقد غسلت ران القلوب،هذه هي الرحمة الربانية التي تتنزل على العباد،
ولكن كم من متكبر أُعجب بعبادته وصلاحه،وكان سبباً في تعاسة تائب،
فينظر للعصاة بعين التكبر على أنهم أقل منه صلاحاً وعبادة وعلماً،
فيسبب الألم والحسرة لذلك التائب والتعاسة حتى ييأس مما هو فيه،
فالله قد قبل التوبة وغفر الذنب، وبدَّل السيئة حسنة، ولكن المتكبرين من الناس لم ينسوا، ولم يرحموا،
أَو ليس من الأَولى أن نأخذ بيد التائب، ونكون له عوناً ناصحين بمحبة ورحمة،لا بتكبر وإعجاب،
فعن أبي عبيدة بن عبدالله عن أبيه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(التائب من الذنب كمن لا ذنب له)رواه ابن ماجة،وحسنه الألباني
وكم من صاحب صغائر تغافل عنها، وما تاب وغرته الأماني، حتى تعاظمت وأصبحت بعظم الكبائر،ومع ذلك يرى أخطاء الناس،ولا يرى ما فيه من نواقص،ويعيب على الناس وينكر عليهم ويسبب لهم الألم،
فصغائر الذنوب تتعاظم حتى تصبح مهلكة،دون أن يلقي صاحبها لها بالاً، وقد تفاخر بعدم ارتكابه الكابر،فتغافل عن الصغائر لإعجابه بنفسه،
فلتفرح،بتوبة التائبين، فلا تدري أن تُبتلى وتحرم من التوبة لتكبرك وإعجابك بنفسك، فالله يفرح بتوبة عبده، فلا تكن أنت سبباً في تعاسته، بعبارات الحقد والكبر،
فعن أنس بن مالك،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم،كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح،اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)
رواه مسلم في صحيحه،
نسأل الله أن يهدينا إلى الطريق المستقيم،ويتوب علينا أجمعين، ويتجاوز عنَّا سيئاتنا، ويغفر لنا،إنه هو التواب الرحيم.

كازانوفا
18-06-2014, 08:41 AM
كم هي جميله التوبه والاجمل هو الرجوع الى خالقنااا
سبحانه كيف هو حليم وغفور بناا

جزيتي خيرااا وجعله المولى في ميزان حسناتك ان شالله

امـ حمد
18-06-2014, 04:50 PM
كم هي جميله التوبه والاجمل هو الرجوع الى خالقنااا
سبحانه كيف هو حليم وغفور بناا

جزيتي خيرااا وجعله المولى في ميزان حسناتك ان شالله


تسلمين حبيبتي كازانوفا
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

ابوعلي
18-06-2014, 04:59 PM
الله يجزيج الخير ام حمد وفي ميزان حسناتج ان شاء الله

امـ حمد
19-06-2014, 02:06 AM
الله يجزيج الخير ام حمد وفي ميزان حسناتج ان شاء الله
تسلم أخوي ابو علي نورت صفحتي المتواضعه
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس