تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا



امـ حمد
19-06-2014, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يحصل لبعض الناس ما يسرّه من أمور دنياه ، فإنه يفرح فرحاً شديداً،فرحاً يُصاحبه أشر وبطر،يرتكب معه ما حرّم الله، وعندما يُنكر عليه يردّ مستغرباً،حـرام نفـرح،
وهذه كلمة سمعناها كثيراً،ولا زلنا نسمعها بين حين وآخر،
لقد ذمّ الله الفرح في كتابه،وهو الفرح الذي يُصاحبه أشر وبطر،قال سبحانه وتعالى عن قارون( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )
قال المؤمنون منهم،يا قارون لا تفرح بما أوليت،فتبطر،
قال مجاهد،المرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم،
لماذا مُنِع الفرح،لأن الفرح والأشر والبطر يقود إلى نسيان الآخرة وبالتالي الإفساد في الأرض ، من أجل ذلك قال الله عز وجل بعد ذلك مباشرة (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
وقال الله عز وجل عن سليمان عليه الصلاة والسلام وبلقيس(وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ،فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَال فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ )يعني أنتم تفرحون بهذه الأمور التي لا أحفل بها،
قال ابن كثير رحمه الله،أي أنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف ، وأما أنا فلا أقبل منكم إلا الإسلام أو السيف،
إن الذي يفرح في الدنيا فرحاً يُخرجه إلى الأشر أو إلى أن يرتكب ما حرّم الله تطول حسرته يوم القيامة،ولذا قال الله عز وجل عن أصحاب الشمال(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ،فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً،وَيَصْلَى سَعِيراً)لماذا( إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً،إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُور)
فلما أكثر الفرح في الدنيا ، طالت حسرته في الآخرة،
قال ابن كثير(كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً) أي فرحاً لا يُفكر في العواقب ،ولا يخاف مما أمامه ، فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل،ومن على شاكلته يختال ويتبختر،
قال عز وجل( فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى،وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى،ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى،أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى،ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى )
وأما أصحاب اليمين فقال عز وجل(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيراً،وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا )
لماذا لأنه كان في الدنيا خائفاً وجِلاً ،ومن كان كذلك لم يُخرجه فرحه إلى الأشر والبطر،وهذا من عدِل الله سبحانه وتعالى،
ولذا قال عليه الصلاة والسلام فيما يروي عن ربه جل وعلا قال، (وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين،إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة،وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة)رواه ابن حبان،
إن الفرح يجب أن يكون بكتاب الله عز وجل وباتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،
قال تبارك وتعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ،قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
لما قدم خراج العراق إلى عمر بن الخطاب خرج عمر ومولى له فجعل عمر يَعدّ الإبل ، فإذا هي أكثر من ذلك ، فجعل عمر يقول، الحمد لله،وجعل مولاه يقول،يا أمير المؤمنين هذا من فضل الله ورحمته،فبذلك فليفرحوا،فقال عمر،كذبت ليس هو هذا ،
يقول الله تعالى(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)يقول بالهدى والسنة والقرآن فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون،
وهذا مما يجمعون)رواه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان،
وقد بكى أُبي بن كعب رضي الله عنه فرحاً بأن ذُكِر في الملأ الأعلى،قال صلى الله عليه وسلم لأُبيّ رضي الله عنه(إن الله أمرني أن أقرأ عليك،قال آلله سماني لك،قال الله سماك لي قال فجعل أبي يبكي)رواه البخاري ومسلم،
وانظر بعين بصيرتك إلى فرح رسول الله،ونبي الله صلى الله عليه وسلم،دخل مكة فاتحاً وذقنه يكاد يمسّ رحله من تواضعه لله عز وجل،مع أنه في موطن نصر وعِـزّ وتمكين وغلبة على أعدائه، ومع ذلك دخل مُتخشِّعاً خاضعاً لله،لم يدخل دخول الفرحين الأشِرين،
وقبل ذلك حدّث له النصر الـمُبين في يوم أعزّ الله فيه الإسلام وأهله وأذلّ فيه الكفر وأهله،في ذلك اليوم المشهود،يوم بدر .
ولعمر الحق إن كان من شيء يستحق الفرح والبطر إنه لذلك النصر المبين،
فما حملهم النصر والعِزّ على الأشر والبطر،كما فعلت قريش حين أقبلت إلى أرض المعركة،فإنها أقبلت بفخرها وخيلائها،ورجعت بذلِّها وخيبة آمالها،
ولقد كان سلف هذه الأمة ينهون عن الفرح المؤدّي للأشر والبطر
وقيل ليوسف بن أسباط ،ما غاية الزهد،قال،لا تفرح بما أقبل،ولا تأسف على ما أدبر،قيل،فما غاية التواضع،قال،أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيت أنه خير منك،
لأن هذه الدنيا طُبِعت على كدر،فما يُفرح به اليوم قد يُساء به غداً،
ومن حقك أن تفرح كما فرح السابقون بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم،هناكَ﴿فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ،فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾القمر،
لتفرح بلقائه،وتشرب من حوضه،وتلتقي مع صحبه،غدًا ألقى الأحبة محمداً وصحبه﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)النساء،

اللهم فرِّحنا بالإسلام،وبالقرآن،وبالإيمان،واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك،التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة،
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل،ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصلي اللهم على سيدنا محمد،وعلى آله وصحبه وسلِّم، والحمد لله رب العالمين.

الصغيره
06-07-2014, 06:45 AM
اللهم ااااامين

ام حمد
بارك الله في هذا العطاء وجعله ثقل بموازين اعمالكم الصالحه وجزيتم الفردوس الاعلى ووالديك

اللهم امين

امـ حمد
07-07-2014, 04:37 AM
اللهم ااااامين

ام حمد
بارك الله في هذا العطاء وجعله ثقل بموازين اعمالكم الصالحه وجزيتم الفردوس الاعلى ووالديك

اللهم امين

تسلمين حبيبتي الصغيره
بارك الله في حسناتج يالغلا

طموح قطري
31-07-2014, 06:20 PM
الله يجزاك خير

امـ حمد
01-08-2014, 02:58 AM
الله يجزاك خير

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس