المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المال ليس بمعيار للتفاضل عند الله



امـ حمد
21-06-2014, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وما يُدريك،لعل هذا المُحتقَر يُساوي آلاف البشر
ليس عيباً أن تكون فقيراً،لأن الله هو الذي فاضل بين عباده في الرزق،لحكم عظيمة قد تخفى علينا،
قال تعالى(وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ)النحل،
وقال(قُلْ إِنَّ رَبّى يَبْسُطُ ظ±لرّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ)سبأ،
ليس من العيب في شيء أن نكون من الفقراء،لأن المال ليس بمعيار للتفاضل عند الله تعالى(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى)سبأ،
وثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَال،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم(إِن اللهَ لا ينظر إِلَى صوركم وأموالكم،ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأعمالكم)رواه مسلم،
إنّ الناس يتفاضلون عند الله بالتقوى،لا بحسب،ولا بنسب،ولا بجاه ،ولا بمكانة،ولا بمال،ولا بولد،ولا برئاسة، فقط(إن أكرمك عند الله أتقاكم)الحجرات،التقوى،ولا شيء سواها،
ما من عيبٍ في ذلك،لأن الفقر الحقيقي هو فقر القلب،وليس قلةَ المال ، ولكننا في زمان انتكست فيه المفاهيم ، وطغت الماديات، واستحوذت على الكثير منَّا استحواذ السبع الضاري على فريسته التي لا تملك من أمرها شيئاً،
عند ابن حبان في صحيحه سؤالٌ طرحه نبينا صلى الله عليه وسلم ،على أبي ذر رضي الله عنه،قال صلى الله عليه وسلم(يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى)فقال أبو ذر رضي الله عنه،نعم يا رسول الله،فجاء السؤال الثاني،فترى قلة المال هو الفقر،قال،نعم يا رسول الله،فقال صلى الله عليه وسلم(إنما الغنى غنى القلب،والفقر فقر القلب)صحيح البخاي،ومسلم،وفي روايه(إنما الغِنى غِنى النّفس)
إن المرء لو جمع من الدنيا ما جمع قارونُ منها،ولم يقنع بما قسم الله له فهو فقير قد أتعب نفسه ، ونأى بها على موطن راحتها،فلم يعرف الشكر لقلبه سبيلاً،ولا الطمأنينة لنفسه طريقاً،
عندما يُراد معرفة شخص ما،فإنه يُسأل عن،عملـه،أو عن مالِـه،أو عن وضعه الاجتماعي،أو عن قبيلته وعشيرته،
أما في المقاييس الشرعية،لم يحفل بها الإسلام،ولم يولِها عناية كما يوليها الناس اليوم،
فكم من أشعث أغبر ذي طمرين،لا يؤبه له،لو أقسم على الله لأبرّه،
ورب أشعث مدفوع بالأبواب،لو أقسم على الله لأبرّه،
ثيابه بالية،غير ذي شأن،لا يؤذن له،بل يحجب ويُطرد لحقارته عند الناس،ولكنه عند الله ليس بمحتقر،بل هو عند الله عظيم،
مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال(ما تقولون في هذا،قالوا،حريٌّ إن خَطَب أن يُنكح،وإن شَفَع أن يُشفع،وإن قال أن يُستمع،قال،ثم سكت،
فمرّ رجل من فقراء المسلمين،فقال،ما تقولون في هذا،
قالوا،حَريٌّ إن خطب أن لا يُنكح،وإن شفع أن لا يشفع،وإن قال أن لا يستمع،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،هذا خير من ملء الأرض مثل هذا) رواه البخاري،
أما في مقاييس الناس،فبحسب ما يملك،وبقدر ما يرفعه الدينار والدرهم،أو بما له من مكانة ومنصب،وما هذه بموازين الشرع،إلا أقل من بعض جناح بعوضة،
وليست بِعلامة على رضا الله عن العبد،لأن الله يُعطي الدنيا من يُحبّ ومن لا يُحب لهوانها عنده،وما هذه الأشياء بدليل كرامة العبد على ربِّه،وإلا لما اختار نبي الله،صلى الله عليه وسلم،أن يكون عبداً رسولاً،
ولقد مات مصعب بن عمير ولم يترك إلا ثوباً،كانوا إذا غطوا به رأسه خرجت رجلاه،وإذا غُطي بها رجلاه خرج رأسه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(غطوا رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر)و( الإذخر )وهو حشيش معروف طيب الرائحة،
وهذا حديث صحيح،أخرجه البخاري،ومسلم،وأبو داود والنسائي،
لقد كان مصعب بن عمير،كريماً مُكرّماً عند الله،ولكن المظاهر لا تُسمن ولا تُغني من جوع،
بعض الأمثلة ممن يساوون عند الله الشيء الكثير،
عن علي رضي الله عنه قال،أمر النبي صلى الله عليه وسلم،عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء( من عود أراك) فانكشفت ساقه فنظر أصحابه إليها، فضحكوا من حموشة ساقيه (أي دقة ساقيه فقد كانت رفيعة للغاية لفقرهم)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما تضحكون،والذي نفسي بيده لرجل عبد الله أثقل في الميزان من جبل أحد) صحيح رواه البخاري،
ياألله رجله أثقل من جبل أحد فما بال قلبه لو وزن،
عن جابر،قال،سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول(اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)متفق عليه،هل تتخيل رجل عادي،كم يساوي هذا عند الله،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة)وقال،اقرؤوا إن شئتم(فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)رواه البخاري ومسلم،
ويقال له يوم القيامة هذا الذي كان عزيزاً كريماً مهاباً كبيراً بين الناس (ذق إنك أنت العزيز الكريم)أي عند نفسك وعند الناس،
لماذا كان هذا يساوي،وهذا لا يساوي،
الشيء وقر في القلب،فهؤلاء الذين يساوون جعلوا في قلوبهم حب الله تعالى وحب النبي صلى الله عليه وسلم، فامتثلوا وأطاعوا وفعلوا كل ما يحبه الله تعالى ورسوله، وتركوا كل ما لا يحبه الله ورسوله،
وهؤلاء الآخرين وضعوا في قلوبهم حب الدنيا فهوت بهم وصاروا لا يساوون لأنهم ملأوا قلوبهم بما لا يساوي،
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء)صحيح رواه ابن ماجه والترمذي،
فإياك إياك والدنيا ان تتسلل إلى قلبك بل كن كما كانوا هم،جعلوا الدنيا في أيدهم،وأحبوا الله والرسول قولاً وفعلاً،
قال أحمد شوقي،
الناسُ صنفان، موتى في حياتهمُ،،،،،وآخرون ببطن الأرض أحياء
فليست قيمة الإنسان بما يلبس من ثياب ، ولا بما يركب من مراكب ، ولا بما يتبوأ من مناصب،

أسأل الله أن يكفينا بحلاله عن حرامه ، وأن يغنينا بفضله عمن سواه ، وأن يفرج همّنا ،

خالد البلوشي
21-06-2014, 08:48 PM
اللهم آمين ...
وقفة مهمة لتهذيب النفس ..
جزاك الله خير أختي أم حمد

امـ حمد
22-06-2014, 02:11 AM
اللهم آمين ...
وقفة مهمة لتهذيب النفس ..
جزاك الله خير أختي أم حمد




بارك الله في حسناتك اخوي خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس

طموح قطري
31-07-2014, 06:23 PM
الله يجزاك خير

امـ حمد
01-08-2014, 02:54 AM
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم



بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس



بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
01-08-2014, 02:55 AM
الله يجزاك خير

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس