تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار الصوم وآدابه



امـ حمد
28-06-2014, 04:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسرار الصوم وآدابه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال الله عز وجل(كل عملِ ابن آدم له، إلا الصيام،فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله،فليقل،إني صائم،
والذي نفس مُحمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيبُ عندَ الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما،إذا أفطر فرحَ، وإذا لقيَ ربَّهُ فرح بصومه)رواه الشيخان،واللفظ للبخاري،
إن مثل الصوم في أركان الإسلام وشرائعه كمثل امتحان سنوي دقيق، يستغرق من العام شهراً كاملاً، تُمتحَن فيه أعمال العبد وشؤونه، حتى تُمَرَّن على الإخلاص والقوة، وتَخلُص من الدنس والضعف والهزال، ويتجدَّد الامتحان كلَّ عام،حتى يتخرَّج الصائم عضوًا نافعًا، ولَبِنَة سليمة قوية في بناء هذه الأمة الإسلامية،
وإذا كان هذا الامتحان السنوي إجباريًّا في كل عام، فإنَّ هناك امتحانًا اختياريّاً،سنَّهُ معلِّم الناس الخير، ومُخرِجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربِّه،صلوات الله وسلامه عليه،
سنه في خلال كل شهر ما عدا شهرَ رمضان، بل في كل أسبوع لمن شاء أن يترقَّى في معارج الكمال، ويَبلُغ الذِّروة في فضائل الأعمال،
وليس الصوم نفسه بحاجة إلى مصفاة أو امتحان،لأنَّ الله العليم الحكيم قد اصطفاه لنفسه، واختصَّه من بين العبادات والشرائع بالإضافة إليه،تكريمًا له وتشريفًا، ومزيَّة له دون غيره من الطاعات،لا جرم أنه يتولَّى تصفيته وتنقيته على حسب ما قدَّر لعبده من منزلة، وما رفعه من درجة،
ولعل السر في اختصاص الصوم بهذه المرتبة العليا من التشريف والتكريم،لأن الصوم،لخفائه،أبعد ما يكون عن الرياء، فليس للصائم فيه حظٌّ ولا شهوة، كما له في غيره من العبادات،أو لأن الاستغناء عن الطعام والشراب وما إليهما، من صفات الرب الذي يطعم ولا يُطْعَم، فأضاف الصوم إليه،لأنه يوافق صفةً من صفاته الربانية، وإن جلَّت صفاته سبحانه عن الشبيه والنظير﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾الشورى،
ولما كرَّم الصوم،سرًّا محجوبًا لا يُطلِع عليه أحدًا من عباده، كما كان الصوم نفسُه سرًّا بين العبد وربه، جزاءً وِفاقًا،
وإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، في أعمال ابن آدم الظاهرة التي أُسندت إليه، وأنبأه الله ثوابها، وعظيم جزائها، فكيف بهذا السر الذي اختصَّ الله به نسبةً وجزاء،وإذا كان الصيام نصف الصبر كما صحَّ في الأثر)أخرجه البخاري،ومسلم،
فإن الصائمين في طليعة الصابرين الذين بشَّرهم ربُّهم بأنهم (يُوَفَّوْن أجرَهم بغير حساب)رواه الترمذي،وابن ماجه،
فأي صوم هذا الذي كرمه الله ذلك التكريم، ووفَّى صاحبه ذلك الجزاء العظيم،لا ريب أنه درجاتٌ متفاوتة بتفاوت الصابرين المخلصين، ولعلَّ أدناها أن يتخلى من الآثام الظاهرة والباطنة قولاً وعملاً، ويتحلَّى بالآداب النبوية فقهًا وهدياً،
وأما صيام العامة وأشباه العامة، وهو مجرَّد الإمساك عن الطعام والشراب، وما إليهما مع اقتراف الآثام، فليس من الصيام الرباني في شيء،
وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم(من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابه،
والذي يدلُّ عليه الهدْي النبوي في هذا الحديث وغيره، أن المراد إنما هو الصوم الذي يؤدي وظيفته التي من أجلِها شُرِع،وحكمته التي من أجلها كُتِب،بقوله،عز من قائلٍ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾البقرة، ،وقوله،صلى الله عليه وسلم(الصيام جُنَّة)رواه البخاري،ومسلم،
والجُنَّة،السُّترة والمانع،لأن الصوم الحقَّ يمنع صاحبه من الرفَث والآثام، ومن غضب الله وعذابه،
ومَثَل مَن لا يقيه صيامُه الذنوب والآثام، كمَثَلِ من لا تَنْهاهُ صلاته عن الفحشاء والمنكر، وكلاهما لا يزداد من الله إلا بعدًا،
وإذا كان الصيام حِصْنًا له من عدوِّه،نفسِه وهواه وشهوتِه،وإبليس وذِّريِّتِه، فَمِنْ كَيْس الصائم أن يكون يقِظًا فَطِنًا، يأخذ حذره،وأقربُ المنافذ إلى العدو رَفَثُ الصائم وصخَبُه، وسِبابُه وجِدالُه، وما إلى هذا من آفات لسانه الذي بين فكَّيه،
والرفث،السُّخف،وفاحش الكلام،
والصخَّب،المِراء والجدال،
وليس الصائم وحده هو المقصودَ بالنهي عن هذه الصغائر، التي قد تكون ستارًا لما وراءها من كبائ،بل غير الصائم مِثله في أصل النهي،ويُطالَب الصائم من الاجتهاد والمحافظة والوقار بما لا يُطالَب به غيرُه،
فإذا شَاتَم الصائمَ أحدٌ أو خاصَمه، فلْيَعْفُ وَلْيَصفحْ، ولا يقابلنَّ الشرَّ بمثله، وليذكُرِ اليوم وحُرمَتَه، ولْيقُلْ بقلبه ولسانه مرة أو مرتين: إني صائم، فذلك أدنى أن يكُفَّ عن خصمه،ثم لا بأس أن يجلس إن كان قائمًا، أو يقوم إن كان جالسًا؛ فذلك أعون على صَرْف الشيطان وجُنْدِه، فما استعان الشيطان على أحد بمِثل غضبه وصخَبه،
هذا الصائم الوقور المتَّقي المُمسِك عن الطعام والشراب والشهوة فحسب، بل كان بصيامه وتقواه، قوَّةً من جُند الله ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾المدثر،
وكان روحًا وثَّابًا إلى المجد والعلا، سائحًا في ميادين الخير، والتعاون على البر، والدفع بالتي هي أحسن، يهدي إلى سبيل الرشاد بصومه،
والخلوف،هو تغيُّر رائحة الصائم من أثر الإمساك عن الطعام والشراب، وتقزُّز الناس منه ، لكنه عند الله تعالى آية الرضا والمحبة للصائم،
ثم بشَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك الصائمَ ببشارتين،
أحدهما،عاجلة في خِتام كل يوم من أيام صومه، بتمام عبادته وسلامتها وتوفيق الله له فيها، ثم برزق الله له، وإنعامه عليه بالحلال الطيِّب الذي يُعينه على عبادة ربه والإخلاص له،
وثانيهما،آجلة بلقاء ربه راضيًا مرضيًّا، مستبشرًا بجزائه الذي وعده إياه على لسان نبيِّه،مما(لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر)رواه البخاري،ومسلم،

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واقبل توبتنا،وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا،
اللهم بشرنا بجنة عرضها السماوات والأرض يا أكرم الأكرميـن.

طير حوران
28-06-2014, 09:50 PM
جزاك الله خير

Win8
29-06-2014, 12:22 AM
موضوع جميل جدا

شكرا جزيلا

امـ حمد
29-06-2014, 01:47 AM
جزاك الله خير

الله يعطيك العافيه طير حوران
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
29-06-2014, 01:48 AM
جزاك الله خير

الله يعطيك العافيه طير حوران
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
29-06-2014, 01:49 AM
موضوع جميل جدا

شكرا جزيلا
الشكر لله سبحانه وتعالى
الله يعطيك العافيه
وجزاك ربي جنة الفردوس