تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ...لا يحوشك!! ؟؟...المُتحكّك (و كذلك المتحككة!!)



عابر سبيل
01-07-2014, 01:49 PM
الـمُــتـــحــــكّــك







أحرزت مسرحية من تأليف صديقي (ه) جائزة قيّمة، فأحببتُ أن ألقاه لأهنئه. ذهبتُ إلى شارع المطاعم، فألفيته قاعداً في المقهى يشرب البن المضاف إليه الحليب ومُنكباً على الكتابة. قطعتُ عليه انسجامه، عانقته وباركتُ له الفوز. رد بفتور وبدا عليه الشرود. سألته ماذا يكتب، أطلق آهة طويلة وقال: «مسرحية المُتحكك». ضحكتُ وقلت له: «ما هذا المُتحكك.. أهو مكوك فضائي أم قرد استوائي؟». رمى القلم فوق الأوراق المطروحة على الطاولة وحدّق في وجهي، وشرع يهذي بكلام غريب مفكك:

» المُتحكك.. من هو (المُتحكك)؟ إنه نمط من البشر أصابه الله بموهبة لا تضاهى في إيذاء الآخرين. إنه باختصار كائن مؤذ! سوف تسألني: ولكن كيف أعرفه؟ أعطني أوصافه. حسناً، (المُتحكك) من السهل جداً التعرف عليه، فهو إذا لقيك في الشارع أمسك بك من ذراعك وشبكها بذراعه، وأقسم عليك بأغلظ الأيمان أن تترك أعمالك ومواعيدك لتلبي دعوته للعشاء في منزله، فإن كنت تجهل «تحككه» فإنك ستصدقه، وتنجر وراء كلماته المعسولة المُرحبة، لتفاجأ بأنه بعد مضي شطر من الليل، وأزوف موعد الرحيل – كما تقتضي اللياقة– يقدم لك كوباً من الماء الحار، مُعدداً فوائده الصحية، ومُرتجلاً خطبة عصماء طنانة الألفاظ عن حكمة أهل الصين، وولعهم بهذا المشروب العجيب! ثم إنه يختم الأمسية بالاعتذار عن تقديم العشاء، نظراً لخلو البيت من الزاد، شاتماً أطفاله الذين لا يغمض لهم جفن حتى يقضوا قضاءً مبرماً على كل ما في المطبخ من طعام صالح للأكل. ثم يذكر عَرَضاً أن الدكاكين والمطاعم في حارته تبكر بالإغلاق – حرصاً من أصحابها على إدراك صلاة الفجر – فحينئذ تبادر بالانصراف، ولسانك يلهج بالثناء والشكر لصاحب البيت على كرمه الواصل حد التبذير، لاعناً نفسك التي سولت لك تلبية دعوة ذلك (المُتحكك)!».توافد الأصدقاء الذين كانوا جالسين على مقربة منه ولم يجسروا على مقاطعته حتى أتيت. تابع حضرته نميمته الخبيثة وهو يتفرس في ملامحي:

جماعة منكم سوف تقول: لا لا.. لم نعرفه بعد، هات مزيداً من الإشارات الدالة عليه.

صدقوني لو واصلت الليل بالنهار في الحديث عنه لما أوفيته حقه! فعلى سبيل المثال (المُتحكك) رجل مهووس بالسياسة، متزوج بالقضية – لا أحد يعرف ما هي القضية التي تزوجها بالضبط – فالح في التنظير، ورسم الخطوط العامة لسياسة الدولة، وتقريباً هو يزعم أنه يقدر على تصحيح الأوضاع في البلاد بقوة لسانه. وللأمانة فإن له لساناً يمكن اعتباره أسرع ماكينة في العالم لإطلاق الشتائم البذيئة المقذعة بحق كل سياسيي البلد، بغض النظر أكانوا في السلطة أم في المعارضة، أو من اليمين أو اليسار، فهو يرى نفسه أحق بالوزارة من غيره، وأجدر بالمناصب والوجاهة وتقدير الناس من أي مخلوق آخر، فكيف بالله عليكم يتجاوزونه وهو السياسي المخضرم، والصحفي الأفهم، والأديب المُلهم، ورجل الدولة صاحب الكرش الأفخم؟؟ فإذا أنت جالسته وسألته عن المهنة التي يُحصّل منها لقمة عيشه، فسيرد عليك بكل وقاحة أنه مرتزق، فمهنة الارتزاق هي الحل السحري لكافة مشاكله في الحياة، ثم يخبرك بطرقه ومسالكه في هذه المهنة الرذيلة التي اختارها لنفسه: «أصدر صحيفة، وازعم أنها مستقلة، حرة، أبية، شمّاء، متطورة، فوق أكاديمية، سابقة للأحداث قبل وقوعها، نزيهة، مخلصة، لا تقبل المعونات المشروطة، ولا الإعلانات بغرض التأثير على سياستها، وأخيراً الكذبة الكبرى بالزعم بأنها وطنية حتى العظم، وصولاً إلى عظمة العصعص». وفي هذه الجريدة «التَحَكُكِية» لن يكتب صاحبنا حرفاً عن الوطن إلا إذا دفعت له الدولة، ولن يعتبر نفسه مواطناً صالحاً صاحب ذمة وأمانة إلا إذا تدخل الوزراء في الموضوع، ودفعوا اشتراكات سخية في صحيفته الهزيلة الصفحات، التافهة المضمون.

كنتُ أتصببُ عرقاً بارداً، لأنني كما يعلم الجميع أمتلك صحيفة نصف شهرية متواضعة:omg:، ولولا أنني صديقه الأعز والأقرب إلى نفسه لظننته يقصدني! دعوت الجميع إلى العشاء على حسابي. اتجهنا إلى مطعم (العزعزي) وطلبتُ أربعة أصناف من الطعام. كان عددنا ستة، وبحساب البركة التي يضعها الله في طعام الجماعة فإنني أعتبر نفسي قد أغدقتُ عليهم.

كاتب قصة مبتدئ قصير القامة نظارته أعرض من منكبيه أعاد فتح الموضوع، وطلب من كاتبنا المسرحي – نجم الليلة- المزيد من الإيضاحات عن مسرحيته الجديدة وشخصية بطلها. فتوقف عن الأكل وأطلق العنان للسانه:

»المُتحكك أديب فاشل، يختلط بالأدباء ويظن أن التحكك بهم كافٍ ليصير مبدعاً، وكأن الإبداع ينتقل بالعدوى! المُتحكك يتلهف للتعرف على كل زير نساء مشهود له بالقبول لديهن، وهو يتمسح بالفحل من الرجال تمسح القط بصاحبه ليسمع منه حكاياته مع النساء. فهو يستمتع بأخبار فلان استمتاعاً شديداً ويلتذ بها، وكأنه الفاعل، ويقوم هو بالعد للفحل الذي يسرد غزواته.. وهو لا يكتفي بهذا، وإنما يجمع أرقام هواتف هؤلاء الفحول ويحتفظ بها، وهدفه الاتصال بهم من وقت لآخر ليعرف الجديد من أخبار مغامراتهم النسائية! البعض يظنه شاذاً فيه ميول أنثوية خفية، والبعض الآخر يظنه عنيناً. لكن الأقرب إلى الصواب أنه :secret:إضافة إلى فشله في الأدب، فاشل في الفراش أيضاً، فيُصر على التحكك بالفحول لظنه أنهم سيعدونه ويصير فحلاً!».

انفجرنا جميعاً ضاحكين. وأما أنا فقد طفرت الدموع من عيني لشدة انبساطي، حتى أن كركراتي الصاخبة لفتت انتباه الندل وزبائن المطعم. كاتب القصة القميء افترت شفتاه عن ابتسامة ماكرة، وقال إنه على وشك معرفة الشخص الحقيقي الذي استمد منه كاتبنا المسرحي الكبير صفات بطل مسرحيته الجديدة.. صعد الدم إلى رأسي عندما رأيته ينظر إليّ بوقاحة ويغرق في الضحك. لا إرادياً مددتُ يدي إلى نظارته العريضة وكسرتها. ساد الوجوم للحظات، وجثم علينا توتر لا يمكن تحمله. انتفخ عرق الغضب في جبين كاتبنا المسرحي وتكلم بصوت متهدج ملتهب:

المُتحكك رجل بخيل ومنافق، يدعو الناس للأكل على حسابه مُتظاهراً بالكرم، بينما يترك ابنه الهزيل خارج المطعم واقفاً كالكلب! .

لم أصدق، لقد أشار بسبابته إلى ابني الذي تركته خارج المطعم لمعرفتي أنه ليس جائعاً.. كف جميع من في المطعم عن الحركة وركزوا أنظارهم عليّ. ما عاد بإمكاني الإدعاء بجهلي مقاصده، ولا الإعراض عن إساءاته لي، لم يترك أمامي خياراً آخر.. فأخرجتُ مسدسي وأطلقتُ عليه ثلاث رصاصات في الصدر أردته قتيلاً.

*
*
،،

هذه كانت "مجرد"
قصة قصيرة!!

المصدر

http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?n=F995322E-ED7A-460F-9DE7-514BC0B6EF6B&d=20140701

مختلفة عقليا
01-07-2014, 02:34 PM
السلام عليكم .،

ممكن الانانيه تعمي العين .،

وممكن الحسد والحقد .، يذبحون اي علاقه .،

والقصه تقهررر .، ما احب استنتج .،

بس القصه مشووووقه .،

ويسلموو .،

عابر سبيل
02-07-2014, 08:57 AM
السلام عليكم .،

ممكن الانانيه تعمي العين .،

وممكن الحسد والحقد .، يذبحون اي علاقه .،

والقصه تقهررر:nop: .، ما احب استنتج .،

بس القصه مشووووقه :discuss:.،

ويسلموو .،


و عليكم السلام و رحمة الله..

فعلا..اكثر ما لفت انتباهي للقصة..اسلوب الكاتب..
حقا فيه ابداع و شيء جديد و مغاير..
من البداية الى النهاية "غير المتوقعة"!

الجوهرة الثمينة
02-07-2014, 03:26 PM


اتصور الكاتب (المجهول ) يعاني من خلل دماغي وتداخلت لديه الأحداث الحياتيه فحبك هالنص المبهم

وأسلوب بطل قصته اسقاط لشخصيته ....... ايش علاقة الأحتكاك بالسياسه ؟؟؟

مع تحفظي على عنوان القصه المقرف

شكرآ عابر

عابر سبيل
02-07-2014, 05:13 PM


اتصور الكاتب (المجهول ) يعاني من خلل دماغي وتداخلت لديه الأحداث الحياتيه فحبك هالنص المبهم

وأسلوب بطل قصته اسقاط لشخصيته ....... ايش علاقة الأحتكاك بالسياسه ؟؟؟

مع تحفظي على عنوان القصه المقرف

شكرآ عابر


العفو اخت/الجوهرة،
لكن لا اعلم لم ربطت الامر بشخصية الكاتب،
مع انك ذكرت انه مجهول!!؟؟

انت ركزت فقط على السياسة،
مع ان القصة شملت مجالات عدة
يشطح فيها بطلها!

لو ركزنا على اخر فقرة!!
فقرة الابن الذي تُرك خارج "العزومة"
ظنا من "الحكومة" ان شعبها غير جائع!!؟؟
او هي صورة اخرى من سذاجة ماري انطوانيت
عندما اشتكو لها الجوع و الحاجة للخبز، فاستهترت
قائلة ليأكاوا البسكويت/الكعك!!؟؟

الا يمكن ان نسقط نحن "ترميزات" على شخوص الاقصوصة!!:telephone: