امـ حمد
03-07-2014, 02:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زيادة العمر للمؤمن زيادة في الخير له
أخرج الإمام أحمد وابن ماجه،عن طلحة بن عبيد الله،رضي الله عنه(أن رجلين من بليٍّ قدماً على رسول الله،صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامُهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي،
قال طلحة،فرأيت في المنام،بيناً أنا عند باب الجنَّة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنَّة، فأَذِن للذي تُوُفِّي الآخر منهما، ثم خرج، فأَذِن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ، فقال،ارجع، فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يُحدِّث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم،وحدَّثوه الحديث،فقال(من أي ذلك تعجبون)فقالوا،يا رسول الله،هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً،ثم استشهد،
ودخل هذا الآخر الجنَّة قبله، فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(أليس قد مكث هذا بعده سنة)قالوا،بلى، قال(وأدرك رمضان، فصام وصلَّى كذا وكذا من سجدة في السنة)قالوا،بلى،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(فما بينهما أبعد ممَّا بين السماء والأرض)صححه الألباني في صحيح ابن ماجه،
وسمع عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما،رجلاً يتمنَّى الموت، فقال(لا تتمنَّ الموت، فإنك ميت، لكن سلوا الله العافية)
وأخرج البخاري ومسلم،عن قيس قال(أتيتُ خبَّاباً وقد اكتوى سبعاً،قال،لولا أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به)
وأخرج النسائي،عن أنس رضي الله عنه،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لا تدعوا بالموت، ولا تتمنَّوه،فمن كان داعياً لا بد،فليقُل اللهم أَحيني ما كانت الحياة خيراً لي،وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي)صحيح الجامع،
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا يتمنينَّ أحدُكم الموت لضرٍّ نزل به)
وهذا يدل على أن النهي عن تمنِّي الموت مقيد بما إذا لم يكن على هذه الصيغة،لأن في التمني المطلق نوع اعتراض، ومراغمة للقدر المحتوم، وفي هذه الصورة المأمور به نوع تفويض وتسليم للقضاء،
قال النووي،رحمه الله،وفي الحديث أن من خاف ولم يصبر على حاله في بلواه بالمرض ونحوه، فليقل(اللهم أحيني إن كانت الحياة خيرًا لي)والأفضل الصبر والسكون للقضاء،
قال السعدي،رحمه الله،في شرحه للحديث السابق،
هذا نهي عن تمنِّي الموت للضر الذي ينزل بالعبد،من مرض،أو فقر، أو خوف، أو وقوع في شدة ومهلكة،أو نحوها من الأشياء،
فإن في تمنِّي الموت لذلك مفاسد
منها،أنه يؤذن بالتسخط والتضجر من الحالة التي أصيب بها، وهو مأمور بالصبر والقيام بوظيفته، ومعلوم أن تمنِّي الموت ينافي ذلك،
ومنها،أنه يُضعِف النفس، ويُحدِث الخَوَر والكسل، ويُوقِع في اليأس، والمطلوب من العبد مقاومة هذه الأمور، والسعي في إضعافها وتخفيفها بحسب اقتداره، وأن يكون معه من قوة القلب وقوة الطمع في زوال ما نزل به، وذلك مُوجِب لأمرين،
اللطف الإلهي لمَن أتى بالأسباب المأمور بها،
والسعي النافع الذي يُوجِبه قوة القلب ورجاؤه.
ومنها،أن تمنِّي الموت جهل وحمق، فإنه لا يدري ما يكون بعد الموت، فربما كان كالمستجير من الضرِّ إلى ما هو أفظع منه،
من عذاب البرزخ وأهواله،
ومنها،أن الموت يقطع على العبد الأعمال الصالحة التي هو بصدد فعلها، والقيام بها، فكيف يتمنَّى انقطاع عمل منه خير من الدنيا وما عليها،وقيامه بالصبر على الضرِّ الذي أصابه، فإن الله يُوفِّي الصابرين أجرَهم بغير حساب،
ولهذا قال في آخر الحديث(فإن كان لا بد فاعلاً، فليقل( اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي)
فيجعل العبدُ الأمرَ مُفوَّضًا إلى ربه، الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح له، والذي يعلم من مصالح عبده ما لم يعلم العبد، ويريد له من الخير ما لا يريده العبد لنفسه، ويلطف به في بلائه، كما يلطف به في نعمائه،
أن تمنِّي الموت لضرٍّ دنيوي أمرٌ مكروه، ووجه كراهيته في هذا الحال أن المتمنِّي للموت لضرٍّ نزل به، إنما يتمنَّاه تعجيلاً للاستراحة من ضرِّه، وهو لا يدري إلى ما يصير بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرٍّ أعظم من ضرِّه، فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار،
وفي الحديث عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنما يستريح من غُفِرَ له)فلهذا لا ينبغي له أن يدعو بالموت، إلا أن يشترط أن يكون خيراً له عند الله،عز وجل،والحديث أخرجه الإمام أحمد، والبزار من حديث عائشة،رضي الله عنها،قالت،قيل،يا رسول الله،ماتت فلانة واستراحت،فغضب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وقال(إنما يستريح من غُفِرَ له)السلسلة الصحيحة،
والأحاديث الصحيحة كثيرة عن النبي،صلى الله عليه وسلم،في استحباب الدعاء والترغيب فيه، وبيان فضله في قضاء الحوائج،فهو سبب في حصول الخير، وهو من أنفع الأدوية التي ترفع البلاء وتعالجه، أو قد تمنعه وترده،
إن كل شيء مقدر قدر معه سببه، فلا يوجد قدر إلا وله سبب وقوع، وعليه يكون الدعاء من القدر، وهو من الأسباب المقدرة، ومن ثم فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة،فإذا أصاب العبد ما يكرهه أو خشي ما يصيبه،فمن السنة أن يدعو الله تعالى أن يرفع عنه البلاء ويصرف عنه شر ما يخشاه،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يرد القدر إلا بالدعاء)
رواه أحمد والترمذي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زيادة العمر للمؤمن زيادة في الخير له
أخرج الإمام أحمد وابن ماجه،عن طلحة بن عبيد الله،رضي الله عنه(أن رجلين من بليٍّ قدماً على رسول الله،صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامُهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي،
قال طلحة،فرأيت في المنام،بيناً أنا عند باب الجنَّة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنَّة، فأَذِن للذي تُوُفِّي الآخر منهما، ثم خرج، فأَذِن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ، فقال،ارجع، فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يُحدِّث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم،وحدَّثوه الحديث،فقال(من أي ذلك تعجبون)فقالوا،يا رسول الله،هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً،ثم استشهد،
ودخل هذا الآخر الجنَّة قبله، فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(أليس قد مكث هذا بعده سنة)قالوا،بلى، قال(وأدرك رمضان، فصام وصلَّى كذا وكذا من سجدة في السنة)قالوا،بلى،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(فما بينهما أبعد ممَّا بين السماء والأرض)صححه الألباني في صحيح ابن ماجه،
وسمع عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما،رجلاً يتمنَّى الموت، فقال(لا تتمنَّ الموت، فإنك ميت، لكن سلوا الله العافية)
وأخرج البخاري ومسلم،عن قيس قال(أتيتُ خبَّاباً وقد اكتوى سبعاً،قال،لولا أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به)
وأخرج النسائي،عن أنس رضي الله عنه،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لا تدعوا بالموت، ولا تتمنَّوه،فمن كان داعياً لا بد،فليقُل اللهم أَحيني ما كانت الحياة خيراً لي،وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي)صحيح الجامع،
وأخرج البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا يتمنينَّ أحدُكم الموت لضرٍّ نزل به)
وهذا يدل على أن النهي عن تمنِّي الموت مقيد بما إذا لم يكن على هذه الصيغة،لأن في التمني المطلق نوع اعتراض، ومراغمة للقدر المحتوم، وفي هذه الصورة المأمور به نوع تفويض وتسليم للقضاء،
قال النووي،رحمه الله،وفي الحديث أن من خاف ولم يصبر على حاله في بلواه بالمرض ونحوه، فليقل(اللهم أحيني إن كانت الحياة خيرًا لي)والأفضل الصبر والسكون للقضاء،
قال السعدي،رحمه الله،في شرحه للحديث السابق،
هذا نهي عن تمنِّي الموت للضر الذي ينزل بالعبد،من مرض،أو فقر، أو خوف، أو وقوع في شدة ومهلكة،أو نحوها من الأشياء،
فإن في تمنِّي الموت لذلك مفاسد
منها،أنه يؤذن بالتسخط والتضجر من الحالة التي أصيب بها، وهو مأمور بالصبر والقيام بوظيفته، ومعلوم أن تمنِّي الموت ينافي ذلك،
ومنها،أنه يُضعِف النفس، ويُحدِث الخَوَر والكسل، ويُوقِع في اليأس، والمطلوب من العبد مقاومة هذه الأمور، والسعي في إضعافها وتخفيفها بحسب اقتداره، وأن يكون معه من قوة القلب وقوة الطمع في زوال ما نزل به، وذلك مُوجِب لأمرين،
اللطف الإلهي لمَن أتى بالأسباب المأمور بها،
والسعي النافع الذي يُوجِبه قوة القلب ورجاؤه.
ومنها،أن تمنِّي الموت جهل وحمق، فإنه لا يدري ما يكون بعد الموت، فربما كان كالمستجير من الضرِّ إلى ما هو أفظع منه،
من عذاب البرزخ وأهواله،
ومنها،أن الموت يقطع على العبد الأعمال الصالحة التي هو بصدد فعلها، والقيام بها، فكيف يتمنَّى انقطاع عمل منه خير من الدنيا وما عليها،وقيامه بالصبر على الضرِّ الذي أصابه، فإن الله يُوفِّي الصابرين أجرَهم بغير حساب،
ولهذا قال في آخر الحديث(فإن كان لا بد فاعلاً، فليقل( اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي)
فيجعل العبدُ الأمرَ مُفوَّضًا إلى ربه، الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح له، والذي يعلم من مصالح عبده ما لم يعلم العبد، ويريد له من الخير ما لا يريده العبد لنفسه، ويلطف به في بلائه، كما يلطف به في نعمائه،
أن تمنِّي الموت لضرٍّ دنيوي أمرٌ مكروه، ووجه كراهيته في هذا الحال أن المتمنِّي للموت لضرٍّ نزل به، إنما يتمنَّاه تعجيلاً للاستراحة من ضرِّه، وهو لا يدري إلى ما يصير بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرٍّ أعظم من ضرِّه، فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار،
وفي الحديث عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنما يستريح من غُفِرَ له)فلهذا لا ينبغي له أن يدعو بالموت، إلا أن يشترط أن يكون خيراً له عند الله،عز وجل،والحديث أخرجه الإمام أحمد، والبزار من حديث عائشة،رضي الله عنها،قالت،قيل،يا رسول الله،ماتت فلانة واستراحت،فغضب رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وقال(إنما يستريح من غُفِرَ له)السلسلة الصحيحة،
والأحاديث الصحيحة كثيرة عن النبي،صلى الله عليه وسلم،في استحباب الدعاء والترغيب فيه، وبيان فضله في قضاء الحوائج،فهو سبب في حصول الخير، وهو من أنفع الأدوية التي ترفع البلاء وتعالجه، أو قد تمنعه وترده،
إن كل شيء مقدر قدر معه سببه، فلا يوجد قدر إلا وله سبب وقوع، وعليه يكون الدعاء من القدر، وهو من الأسباب المقدرة، ومن ثم فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة،فإذا أصاب العبد ما يكرهه أو خشي ما يصيبه،فمن السنة أن يدعو الله تعالى أن يرفع عنه البلاء ويصرف عنه شر ما يخشاه،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يرد القدر إلا بالدعاء)
رواه أحمد والترمذي.