امـ حمد
09-07-2014, 05:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرض علينا الصيام،لنكتسب به التقوى الإيمانية التي تحجزنا عن المعاصي والآثام، ولنتوقى به كثيرًا من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية،قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
فالصيام فرصة ثمينة لتغيير بعض جوانب السلوك وتقويمها، وإصلاح النفوس وتهذيبها، فالاعتناء بجوانب التغيير في هذا الشهر الفضيل، والحرص على الاستفادة من مدرسة الصوم لتحقيق التقوى التي يسمو فيها المسلم للرقي في سلم الرفعة الروحية والأخلاقية،
هي من أجلِّ المقاصد التي شرع الصيام من أجلها،
إن مدرسة الصيام هي مدرسة الأخلاق، ومجمع المكارم، وملتقى الفضائل، يتعلم فيها الصائم القناعةَ والزهد والتعفف والرضا،
فهناك عدة جوانب أخلاقية وسلوكية في الصيام ،
أولاً، الصائم يربي نفسه على الإخلاص، ويستجيب لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا،غُفر له ما تقدم من ذنبه)رواه البخاري،والإخلاص لله من أعظم وألزم القربات إليه، فلا خير مِن عملٍ أو جهد إذا خلا من الإخلاص لله سبحانه وتعالى،
فالله غني عن الشركة، ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه،
ثانياً، والصيام فيه مجاهدة لرغبات النفس والجسد، وفي ذلك تقوية لإرادة المسلم، فالصائم يكبح جماح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم، وفى ذلك عون له على أن يمتنع عن الحرام باقي الأوقات،
ثالثاً، في الصيام تدريب الصائم على تحمل الأذى، والحلم والصفح لمن أساء إليه، مكتفياً بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم(فإن سابَّه أحد أو قاتَله، فليقل،إني امرؤ صائم)رواه البخاري،
رابعاً،في الصيام تزكية للنفس وتهذيب لها،والتقليل من الطعام والشراب، مع أن بعض الناس لم يفهم حقيقة الصوم، يمتنع في النهار عن الطعام حتى إذا أقبل الليل انقض على الطعام بنهم،فالتهم نصيب الليل والنهار معاً،
وصففت أمامه أنواع الأطعمة ليحشرها جميعاً في بطنه،
هذا الصائم ما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم(إن المؤمن يأكل في مِعًى واحد، وإن الكافر أو المنافق يأكل في سبعة أمعاء) رواه البخاري،
خامساً،الصائم يربي نفسه على الصبر، فمن رُزق الصبر في حياته رزق الخير كلَّه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وما أعطى الله أحدًا من عطاء أوسع من الصبر)رواه أبو داود،
والصبر أفضل ما يعين المرء على العبادة ومكابدة العيش ومشاقِّ الحياة،
كما أنّه يعين على الطّاعة ومقاومة هوى النّفس، ويبعدها عن الشّهوات والنّزوات، ويرتفع بها عن مهاوي الرّذائل ومساوئ الأخلاق،
وقد سمّي شهر رمضان بشهر الصّبر كما في الحديث الصّحيح(صوم شهر الصّبر وثلاث من كلّ شهر،يذهبن وحر الصّدر)رواه أحمد وابن حبان،
فإذا أصبح المسلم واسع الصّدر يميل إلى العفو والغفران، وامتلأ كيانه بالرّحمة والشّفقة على من سواه،
امتلأت نفسه بالقناعة والرّضا،وبالرّفق الذي يزين المسلم وينشر بهاءه ووقاره،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِن الرفق لايكون في شيء إِلا زانه، ولا ينزع من شيء إِلا شانه)رواه مسلم،
(إنّي امرؤ صائم،إنّي امرؤ صائم،إنّي امرؤ صائم) إنّها إجابة تنمّ عن ضبط النّفس وكبح جماحها،أي،إنّني مسلم صائم بعيد عن الغيظ والغضب والجهل والبذاءة،
الصيام يدفع المسلم إلى عدم الانجرار إلى مزالق الشرّ والسوء، وألا ينتقص من أدب المسلم وأخلاقه، فنهى عن قول الزّور والعمل به، فقد قال صلى الله عليه وسلم(من لم يدع قول الزّور والعمل به،فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري،وقال عليه الصلاة والسلام(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه البخاري،
وروى أحمدُ والبزّار وابن حبان في صحيحِه بسندٍ صحيح،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رجل،يا رسولَ الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها،قال(هي في النار)قال،يا رسول الله، إنّ فلانة تذكُر من قلة صلاتها وصيامها، وإنها تتصدّق بالأثوار من الأقط،ولا تؤذي جيرانها،قال(هي في الجنة)
فالصيام يعنى بضبط اللسان عن الغيبة والنميمة والبهتان والسخرية،
الصيام يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع، فيسارع إلى مد يد العون له، وجاءت زكاة الفطر لتؤكد هذا الجانب وتذكِّر به،لتدوم الرابطة والمودة والإخاء بينهم على طول الدوام،
وفي شهر رمضان تتربَّى الأنفُس،وتعتاد على تغيير مراداتها وأهوائها،فكم من نفس أقلعت عن الكلام السيِّئ بعد أن تربَّت وتعوَّدت في هذا الشهر على هجران قبيح القول،وكم مِن شخصٍ عاد محافظًا على الصلاة في المسجِد جماعةً مع المصلين،وكل ذلك كان في مدرسة الثلاثين يوماً المباركة في هذا الشهر العظيم،
والصيام يعلم الصائم ما يفرح له المؤمن من توفيق الله وعونه لأداء العبادة والإخلاص لله حينما يذكرنا الرسول(للصائم فرحتان،إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)رواه البخاري ومسلم،
قال تعالى(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس،
حسن الخلق الذي غرسه الصّيام في نفس المسلم إلى جانب الأركان الأخرى لهذا الدّين، تضاعف له الأجر، وتزيد من رصيده، فيصل به إلى ذروة التّربية، كما يصل به إلى أعلى مكانة ينالها المؤمن في الآخرة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة) رواه أحمد والترمذي،
فالمؤمن الذي تربّى في مدرسة الصّوم، علاوة على مدرسة الإسلام الكبرى، كأنّه في صلاة دائمة وصيام دائم، بما اكتسبه من حسن الخلق، وجمال التّربية، ومنهج الاستقامة والطّاعة،
فهنيئًا للمسلم بالصّوم وبهذا الشّهر الكريم،
اللهم اجعلنا من الذاكرين فى نهاره والقائمين ليله،واعده علينا أعوام عديدة ونحن متمسكين بسنتك وسنة حبيبك المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام،
اللهم أجعلني وأياكم من صوامه وقوامه ومن الذين صامه إيماناً وإحتساباً،واجعلنا من الساجدين الصالحين التائبين الناهين عن المنكر،ويحفظكم ربي ويسعد أيامكم ويبارك في أعماركم وأعمالكم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرض علينا الصيام،لنكتسب به التقوى الإيمانية التي تحجزنا عن المعاصي والآثام، ولنتوقى به كثيرًا من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية،قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
فالصيام فرصة ثمينة لتغيير بعض جوانب السلوك وتقويمها، وإصلاح النفوس وتهذيبها، فالاعتناء بجوانب التغيير في هذا الشهر الفضيل، والحرص على الاستفادة من مدرسة الصوم لتحقيق التقوى التي يسمو فيها المسلم للرقي في سلم الرفعة الروحية والأخلاقية،
هي من أجلِّ المقاصد التي شرع الصيام من أجلها،
إن مدرسة الصيام هي مدرسة الأخلاق، ومجمع المكارم، وملتقى الفضائل، يتعلم فيها الصائم القناعةَ والزهد والتعفف والرضا،
فهناك عدة جوانب أخلاقية وسلوكية في الصيام ،
أولاً، الصائم يربي نفسه على الإخلاص، ويستجيب لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا،غُفر له ما تقدم من ذنبه)رواه البخاري،والإخلاص لله من أعظم وألزم القربات إليه، فلا خير مِن عملٍ أو جهد إذا خلا من الإخلاص لله سبحانه وتعالى،
فالله غني عن الشركة، ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه،
ثانياً، والصيام فيه مجاهدة لرغبات النفس والجسد، وفي ذلك تقوية لإرادة المسلم، فالصائم يكبح جماح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم، وفى ذلك عون له على أن يمتنع عن الحرام باقي الأوقات،
ثالثاً، في الصيام تدريب الصائم على تحمل الأذى، والحلم والصفح لمن أساء إليه، مكتفياً بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم(فإن سابَّه أحد أو قاتَله، فليقل،إني امرؤ صائم)رواه البخاري،
رابعاً،في الصيام تزكية للنفس وتهذيب لها،والتقليل من الطعام والشراب، مع أن بعض الناس لم يفهم حقيقة الصوم، يمتنع في النهار عن الطعام حتى إذا أقبل الليل انقض على الطعام بنهم،فالتهم نصيب الليل والنهار معاً،
وصففت أمامه أنواع الأطعمة ليحشرها جميعاً في بطنه،
هذا الصائم ما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم(إن المؤمن يأكل في مِعًى واحد، وإن الكافر أو المنافق يأكل في سبعة أمعاء) رواه البخاري،
خامساً،الصائم يربي نفسه على الصبر، فمن رُزق الصبر في حياته رزق الخير كلَّه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(وما أعطى الله أحدًا من عطاء أوسع من الصبر)رواه أبو داود،
والصبر أفضل ما يعين المرء على العبادة ومكابدة العيش ومشاقِّ الحياة،
كما أنّه يعين على الطّاعة ومقاومة هوى النّفس، ويبعدها عن الشّهوات والنّزوات، ويرتفع بها عن مهاوي الرّذائل ومساوئ الأخلاق،
وقد سمّي شهر رمضان بشهر الصّبر كما في الحديث الصّحيح(صوم شهر الصّبر وثلاث من كلّ شهر،يذهبن وحر الصّدر)رواه أحمد وابن حبان،
فإذا أصبح المسلم واسع الصّدر يميل إلى العفو والغفران، وامتلأ كيانه بالرّحمة والشّفقة على من سواه،
امتلأت نفسه بالقناعة والرّضا،وبالرّفق الذي يزين المسلم وينشر بهاءه ووقاره،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إِن الرفق لايكون في شيء إِلا زانه، ولا ينزع من شيء إِلا شانه)رواه مسلم،
(إنّي امرؤ صائم،إنّي امرؤ صائم،إنّي امرؤ صائم) إنّها إجابة تنمّ عن ضبط النّفس وكبح جماحها،أي،إنّني مسلم صائم بعيد عن الغيظ والغضب والجهل والبذاءة،
الصيام يدفع المسلم إلى عدم الانجرار إلى مزالق الشرّ والسوء، وألا ينتقص من أدب المسلم وأخلاقه، فنهى عن قول الزّور والعمل به، فقد قال صلى الله عليه وسلم(من لم يدع قول الزّور والعمل به،فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)رواه البخاري،وقال عليه الصلاة والسلام(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه البخاري،
وروى أحمدُ والبزّار وابن حبان في صحيحِه بسندٍ صحيح،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رجل،يا رسولَ الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها،قال(هي في النار)قال،يا رسول الله، إنّ فلانة تذكُر من قلة صلاتها وصيامها، وإنها تتصدّق بالأثوار من الأقط،ولا تؤذي جيرانها،قال(هي في الجنة)
فالصيام يعنى بضبط اللسان عن الغيبة والنميمة والبهتان والسخرية،
الصيام يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع، فيسارع إلى مد يد العون له، وجاءت زكاة الفطر لتؤكد هذا الجانب وتذكِّر به،لتدوم الرابطة والمودة والإخاء بينهم على طول الدوام،
وفي شهر رمضان تتربَّى الأنفُس،وتعتاد على تغيير مراداتها وأهوائها،فكم من نفس أقلعت عن الكلام السيِّئ بعد أن تربَّت وتعوَّدت في هذا الشهر على هجران قبيح القول،وكم مِن شخصٍ عاد محافظًا على الصلاة في المسجِد جماعةً مع المصلين،وكل ذلك كان في مدرسة الثلاثين يوماً المباركة في هذا الشهر العظيم،
والصيام يعلم الصائم ما يفرح له المؤمن من توفيق الله وعونه لأداء العبادة والإخلاص لله حينما يذكرنا الرسول(للصائم فرحتان،إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)رواه البخاري ومسلم،
قال تعالى(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس،
حسن الخلق الذي غرسه الصّيام في نفس المسلم إلى جانب الأركان الأخرى لهذا الدّين، تضاعف له الأجر، وتزيد من رصيده، فيصل به إلى ذروة التّربية، كما يصل به إلى أعلى مكانة ينالها المؤمن في الآخرة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة) رواه أحمد والترمذي،
فالمؤمن الذي تربّى في مدرسة الصّوم، علاوة على مدرسة الإسلام الكبرى، كأنّه في صلاة دائمة وصيام دائم، بما اكتسبه من حسن الخلق، وجمال التّربية، ومنهج الاستقامة والطّاعة،
فهنيئًا للمسلم بالصّوم وبهذا الشّهر الكريم،
اللهم اجعلنا من الذاكرين فى نهاره والقائمين ليله،واعده علينا أعوام عديدة ونحن متمسكين بسنتك وسنة حبيبك المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام،
اللهم أجعلني وأياكم من صوامه وقوامه ومن الذين صامه إيماناً وإحتساباً،واجعلنا من الساجدين الصالحين التائبين الناهين عن المنكر،ويحفظكم ربي ويسعد أيامكم ويبارك في أعماركم وأعمالكم .