المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ



امـ حمد
01-08-2014, 02:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )فاستشعرها
تنتاب كل منّا أوقات يشعر فيها أنّه بات وحيداً من الهموم والمتاعب والقلق،ولكل متعَب أرقته الحياة طويلاً،ولكل وحيدٍ حزين،ولكن فلنتذكر قوله تعالى
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )الله يكفي عبده،الذي عرف مقام الألوهيَّة، وعرف مقام العبوديَّة،عرف فقره وغنى ربًّه،عرف ضعفه وقوة ربه، عرف جهله وعِلم ربه،عرف حقيقة افتقار الإنسان إلى الله، وعرف عظمة الله عزَّ وجل،
هذا العبد الذي عرف،وأطاع، والذي تقرَّب إلى الله،
هذا هو المقصود بقوله تعالى(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )
فبعد أن تعرف، وتستقيم على أمر الله، وبعد أن تتقرَّب إليه،ألا يكفيك أمر الدنيا،ألا يكفيك أمر خصومك،ألا يكفيك أمر أعدائكن
ألا يوفِّقك إلى ما تحب وترضى،ألا ترى الأمور ميسَّرةً،
هل يستطيع أحدٌ كائناً من كان أن ينال منك،كيف ينال منك وأنت مع الله،وكل من في الكون بأمر الله عزَّ وجل،هذه الآية تشمل كل مؤمن(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)لذلك هذه الآية إذا عقلها المؤمن تبثُّ في نفسه الطمأنينة،
أنت مع من،أنت مع الخالِق،وخصومك مع المخلوقين،
أنت مع الرازق وخصومك مع المرزوقين، أنت مع من بيده ملكوت السماوات والأرض،
أفيعقل أن تؤمن به وأن تستقيم على أمره،وأن يخوِّفك من خصومك،وأن يحوجك إليهم،وأن يسلطهم عليك،وأن يجعل مصيرك بين أيديهم،لكن إن لم نعبده ربَّما كان ذلك،
وإذا كان المؤمن عبداً لله بالمعنى الصحيح(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )
سيدنا يوسف كان عبداً لله عزَّ وجل، ماذا فعل معه أخوته الذين حسدوه وكادوا له وألقوه في الجب،كان في النهاية أن دخلوا عليه فعرفهم( وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ )
(قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)سورة يوسف،
هذه الآية لها تطبيقٌ عمليٌ في حياتنا اليوميَّة، أي أنك إذا كنت مع الله لا ينبغي أن تخاف أحداً، ولا ينبغي أن تخشى أحداً، لا ينبغي أن تستجيب لتهديدٍ ولا لوعيدٍ، لأنك مع الذي من بيده ملكوت السماوات والأرض، أنت مع من،خصومك كلهم في قبضته أتخشى أناساً والله معك( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ)
التّوفيق غيث إن أذنَ الله بهطوله على حياتك ما شقيت أبداً، فاستمطروه بالصلاة والدّعاء، وحسن الظن بالله ثم حسن الظن بالناس دائماً،وحتى تتيقن أن المسألة هي مسألة ،توفيق،انظر إلى ،الذِّكر،من أسهل الطاعات، لكن لا يوفق له إلا قليل،
اللهم وكلتك نفسي وسائر أمري وماأهمني فتولني وأنت حسبي وكفي بك حسيباً.