المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشاعر الصادقة تقود إلى الكذب أحيانا ..



خالد البلوشي
01-08-2014, 05:33 AM
ظاهرة سلبية باتت تتسيّد المواقف اليومية من خلال تواصل الناس مع بعضهم البعض ، يقول أحدهم : أنا مضطر للكذب في أحيان كثيرة ، لأن الناس من حولي يجب أن يُشاهدوا مني ما يُرضيهم ، و يجب أن يسمعوا مني ما يُسَلّيهم .. و لأنني اخترت أن أكون أحد الذين يرضون الناس عنه ، فعليّ أن أسايرهم و أجاملهم .. وهذا ما يدفعني للكذب و يجعلني غير راضٍ عن نفسي ..

سألت صديقي بعد أن أتم حديثه : ما الذي فعله هؤلاء الناس من أجلك ؟ هل تألم أحدهم لأوجاعك ؟ هل شاركوك أفراحك و أتراحك ؟ فأجابني : عندما أعيش لحظات إيجابية أجد جميع من حولي كالملائكة ، فأنا أحكم بالظاهر و ظاهريا .. الجميع يحبونني .. و لكنني عندما أعيش أوقات عصيبة و لحظات أليمة أجد أن الكثير ممن حولي لا يستحقون مني الإخلاص و لا يستحقون المجاملات و الأكاذيب التي ارتكبتها بدوافع مشاعري الصادقة اتجاههم ..

هذا الصديق ... قد يبدو لكم من كلامه أنه في سن المراهقة ، و لكنه تجاوز الأربعين .. و تحدثت معه في لحظة ضعف منه ، و على الرغم من أنه تطرّق للحديث عن نفسه بشكلٍ سلبي ، إلا أنه كان مليئا بالعواطف و نحن دائما نستعيذ بالله من الإنسان الذي يخلو من العواطف .. و عندما نريد أن ننعت أحدهم بصفة قاسية نقول : هذا الشخص لا قلب له .. أو لا ضمير له .. و إن كان الفرق بين الإنسان و الحيوان هو العقل الذي أكرمنا الله به ، فيجب علينا أن نستخدم هذا العقل في التحكم بعواطفنا ..

.
.

سألني هذا الرجل : هل تُجامل من حولك ..

فقلت له : نعم و لكن في حدود المعقول ..

فقال لي : و هل أنت تكذب في مُجاملاتك ..

فأجبته : أنا إنسان و لست بقديس و لست بمعصومٍ عن الخطأ ..

و بعد أن انصرف كل واحد منا في طريقه .. سألت نفسي : هل أنا أكذب بدوافع طيبة و نبيلة .. و كان علي أن أنسى الجواب ، فالنسيان أعظم طبيب كما يقولون ..

naklan
01-08-2014, 07:00 AM
تجبرنا الحياة في بعض الاحيان ان نجامل ونجد انفسنا متورطين في الكذب الابيض
ولكن جبرنا من امامنا عليه تحياتي اخوي العزيز خالد البلوشي موضوع رائع من شخص
اروع فلك كل التقدير ولقلمك الجميل

وثائقي
01-08-2014, 07:04 AM
طرح قيم يستحق الإشادة وكما قيل رضا الناس غاية لا تدرك نحن كبشر تقتادنا القناعات وهنالك من يحابي غيره لأجلها وهنالك من لا يجامل كشخصي أحب أن اظهر كما انا وصدقت قد أواجه صعوبات تجاه ذلك في جل الأحيان ولعل أكثر ما أخشاه هو ردة فعل من يقبع أمامي فتجدني حائراً أمام طريق شققته بنفسي أأمضي أم أدبر وفي نهاية المطاف أكون صريحاً وأخترق ذاك الصمت لئلا أبقى متأرجحاً بين قناعتي وردة الفعل المخبئة تجاهي ..

أكتفي هاهنا ولعلي عدت لاحقاً ..

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..

JN000N
01-08-2014, 12:15 PM
شكرا عالمقال الرائع اخوي خالد
احنا في زمن تبدلت فيه الامور الصح وصرنا نتبع الغلط
الاوليين كانو يقولون صديقك مب من ضحكك صديقك من بجاك
وهني المعنى ان مب الي يجاملك ويفرحك بكلامه هو الصديق .. الصديق الحقيقي هو الي يواجهك ويقولك ايش عيوبك ويتمنالك الخير
وين تلقى حد يقولك ف الويه الصج ولا يجاملك الا بشكل بسيط ؟ < هالنوع من البشر ف هالزمن مكروه صار ومحد يحبه ودايما يفهمونه غلط
اما الي يجامل الاولي والتالي ويكذب ف ويهه بنية حسنه ف داخله ع اساس انه مايبي يزعله او ع اساس يجامل وخلاص صار محبوب والكل يدوره ويرافجه

ومب شرط الي يجامل ويكذب بنية طيبه فقلبه يعني هو سيء يمكن يكون شخص سلبي او مايحب يخوض ف نقاش او يواجهك ف تلاقيه يجاملك لان مب من شخصيته المواجهه

R 7 A L
03-08-2014, 10:36 AM
الي ينصح هالوقت الناس تنفر منه

الجـــوديّ
29-11-2014, 09:24 AM
صباحكم خير وانشراح ...



لفت انتباهي هذا الموضوع وانا ابدأ تصفح المنتدى من الداخل :)





الكذب هو الكذب خاصة ماحاك في النفس من خيانة وسوء باطن ..
ولكن في أحيان كثيرة الفرد لايكذب بدفع الكذب وإنما يتجمل .... وإن كان فيها تورية افضل من الكذب بالتأكيد.


أتفق مع الشخص الثاني في أن لا أحد يستحق أن أكذب من أجله .. فعلاً

شكراً على الموضوع ذو شجون أخ خالد .... ،

القبطان سلفر
29-11-2014, 12:27 PM
و بعد أن انصرف كل واحد منا في طريقه .. سألت نفسي : هل أنا أكذب بدوافع طيبة و نبيلة .. و كان علي أن أنسى الجواب ، فالنسيان أعظم طبيب كما يقولون ..





هلا اخي الكريم خالد


دعنا ننطلق من عبارتك الاخيره والتي حملت تسائل مهم لبحث الموضوع من زوايا مختلفه .

الكذب صفة منبوذه في كل وقت وحين ولكن كلمة ( كذب ) او عدم قول الحقيقة تصبح مفهوم مختلف وقد يكون إيجابي في بعض الأحيان حسب السياق التي تقع فيه .

بمعنى كل كذب لمقصد مباح وفيه نتائج ايجابيه قد يصل فيه الامر الى درجة الوجوب . مع الاخذ بعين الاعتبار ان لا يضيع الكذب حقوقا لان الحكم هنا مختلف شرعا .

فكلا الزوجين مباح لهم شرعا الكذب لدرء فتنه او زيادة المحبة والعشره بينهم وحتى في في بعض نواحي الحياة الأخرى يجيز الشرع الكذب في ثلاث كما في الحديث ( الإصلاح والحرب وحديث كلا الزوجين فيما بينهم )

اذن هنا الكذب انتفت صفته المكروهه واصبح مطلب نبيل يفضل ممارسته .

وعليه الدوافع الطيبه وحسن النية والهدف يجعل للكذب مكانة محموده في حياتنا ضمن ظروف وسياق محدد شرعا وعقلا .............. وليس على الاطلاق .


يعطيك العافيه