المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى ولا تناجشوا



امـ حمد
02-08-2014, 05:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ففي الحديث الشريف(لا تحاسدوا ولا تناجشوا)فحكم النجش محرم، كما صرح بالنهي عنه في حديث ابن عمر أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،نهى عن النجش،
ومعنى لا تناجشوا،والنجش في اللغة،الخداع أو الارتفاع والزيادة، وفي الشرع،أن يزيد في ثمن سلعة ينادي عليها في السوق ونحوه ولا رغبة له في شرائها، بل يقصد أن يضر غيره،
لما يترتَّب عليه من المفاسد العظيمة، والأضرار الكثيرة التي لا تُحصى، فإن أراد ضرر المشتري، فقد ضارَّ مسلماً،ومَن ضارَّ مسلماً، فهو ملعون،
ومن أراد نفع البائع، فقد أدخل عليه باباً من أبواب الربا،
فتسبَّب في أكله الحرام، ووضع الزائد نفسه موضع الخائن الكاذب،لأنه يزيد في السلعة ولا يريد شراءها،
فعن ابن أبي أوفى،رضي الله عنهما،قال(الناجش آكل ربا خائن)
ومن العلماء مَن فسَّر النَّجش بما هو أعم من ذلك؛ فجعل كل مكرٍ بأخيك المسلم نجشًا، وكلَّ خداع يَزيد عليه الثمن أو له نجشًا، وكُلَّ حيلة تأكل بها شيئًا من مال أخيك أو تَستخرِج بها جزءًا من ماله فهو نجش،على هذا يا عباد الله يكون معنى قوله(ولا تناجشوا)أي، لا تُخادعوا ولا يَختِل بعضكم بعضاً بالمكر والاحتيال، وإنما يُراد بالمكر والمخادعة إيصال الأذى إلى المسلم إما بطريق الاحتيال أو بأي طريق يلزم وصول الضرر إليه ودخوله عليه،
وفي حديث أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم(من غشَّنا فليس منا، والمكر والخِداع في النار)الراوي،أبو هريرة رضي الله عنه،صحيح مسلم،وحسنه الألباني،
وفي حديث أبي بكر الصديق،رضي الله عنه(ملعون مَن ضارَّ مسلماً أو مكَر به)أخرَّجه الترمذي،
فيدخل في هذا التحذير النجش المنهي عنه وجميع أنواع المعاملات المنهي عنها، كتدليس العيوب وكتمانها، وغش المبيع الجيد بالرديء، وثمن المسترسل، وهو الذي لا يُحسن أن يُماكس، كالصغير، والأبله، والغافل عن الأسواق، والمرأة، فكل غبن هؤلاء مُحرَّم، وليس فيه فخر للبائع، ولا يفرح بما كسبه منهم،
ومن هذا القبيل اغتنام ثِقة أخيك إذا وثِق بك لمعرفته لك، أو لحسن ظنِّه بك، سواء اشترى منك أو وكَّلك بالشراء، فكل هذه المسائل من باب المكر والخداع التي هي من أقبح الصفات،
فيجب على المسلم أن يتنزَّه عنها،لأنها من صفات الكفر والمنافقين، ولا بد أن تُحيط بصاحبها،قال،جل ثناؤه﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾فاطر،
فليخش معصيةَ الله تعالى وإيذاء خلق الله الذين لا يجوز إدخال الأذى عليهم،
فاتقوا الله تعالى، واتقوا كلَّ عمل وكل خُلق يُفكِّك روابط الأخوة، ويُحدث التباغض، ويزرع الأحقاد،أو يُشتِّت الشمل، أو يُعين على الإثم والعدوان،
قال تعالى﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾المائدة،
فالنجش يجب علينا أن نحذره بأي مبيع كان،سواء في السيارات أو الأراضي أو سائر البضائع،وفي عقود البيع أو الاستئجار،
فالحذر من أن يزيد الإنسان في الثمن أو الأجرة
وعقوبات هذه المعصية منها العاجل، كنقص البركة، والتسبب بهلاك المال،إما لتجشُّمه الحرام أو الاستجابة لدعوة المظلوم،
ومنها إن كان مسلماً فإنه لا يهضم هذا العمل الذي تحمل به كذباً وغشّاً وخداعاً، وكما يحرُم على المسلم أن يأكل الحرام فإنه يحرُم عليه أن يوصله لغيره،
فلنتق الله تعالى في كلِّ أعمالنا وأقوالنا، ولنُراقِبه،فهو يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور،
قال تعالى﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾المائدة،
فالمقصود أن ما فيه إيذاء برفع السعر، أو إيذاء بمنع الناس من الشراء،فهو من الأمر المحرم وهو من النجش، والاحتكار،
وأن العلة أن يرزق الله الناس بعضهم من بعض،ولهذا،قال عليه الصلاة والسلام،في حديث،مسلم( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض)
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك،وبطاعتك عن معصيتك،وبفضلك عمن سواك،اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،برحمتك يا أرحم الراحمين.

ام عبدالله@
03-08-2014, 10:31 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
03-08-2014, 04:43 PM
جزاك الله خير



تسلمين ام عبد الله
بارك الله في حسناتج