المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من الرِّشوة



امـ حمد
07-08-2014, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحذير من الرِّشوة
قال تعالى﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾النحل،
أحمده،سبحانه،وأشكره،أحلَّ لنا الطيبات، وحرَّم علينا الخبائثَ،
فما أحلَّه لكم فكلوه هنيئًا مريئًا، وما حرَّمه عليكم فلا تُقدِموا عليه وتَباعَدوا عنه،
وغذُّوا أجسامَكم بالطيبات من المأكولات والمشروبات،فالجسد الذي يَنبُت على السُّحت والحرام النارُ أولى به، فأيكم يريد أن تكون النار مصيره، وجهنم مأواه،فإن الله تعالى طيِّب لا يَقبل إلا طيبًا،
فأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين،
قال تعالى﴿ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴾المائدة،
فلِزامًا على المسلم ألا يعتدي،بمعنى لا يتجاوز،ما نهاه عنه الله تعالى، فمَن خالَف أمرَ الله،بأكل الحرام، فهو المعتدي،لأن الله تعالى يقول﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾البقرة،
وحينئذٍ تَثبُت محبة الله للملتزمين أوامره، الواقفين عند حدوده،
والله تعالى يعلم خائنةَ الأعين وما تُخفي الصدور، يعلم الضمائر والسرائر وسوء النيات والطوايا،
إن الرِّشوة،من طرق اكتساب المال الذي حرَّمته شريعتنا تحريمًا جازماً،وقد شدَّد الشرع الوعيدَ على آخذها ودافعها والساعي بينهما بأن جعلهم مطرودين عن رحمة الله تعالى، مُتعرِّضين لسُخطه وغضبه،قال صلى الله عليه وسلم(لعَن الله الراشي والمرتشي)رواه أحمد والطبراني من حديث ثوبان رضي الله عنه،
وما دخلت الرِّشوة مجتمعًا إلا أفسدته، فكل منهم ظالم،
المرتشي، لأخذه ما يحمله على الجور في حكمه، أو التساهل في عمله،والدافعُ لها،لكونه عونًا كبيرًا على الظُّلم، وعلى تشجيع الظالمين، ومفسدًا لقلوبهم على الآخرين،
والساعي بينهما،راضٍ بفعلهما ومُعِين لهما على الإثم ومُقِر لمنكرهما، والراضي كالفاعل، وما اشتهر بها أحدٌ كما اشتهرت اليهود بها، فإن الله تعالى ذمَّهم وعابهم، كما ذمَّهم على الكذب، ووصفها الله تعالى بأنها سحت،فهي سبب لسحت الدين أو البدن أو المال،بمعنى،محوه وذَهابه، أو إزالة بَركتِه،قال تعالى﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾المائدة،
قال المفسرون،هي الرِّشوة في الأعمال ممن ولَّته الدولة براتب معيَّن على أي عملٍ من أعمال المسلمين، كثيرًا أو قليلاً، كبيرًا أو صغيرًا، فإنه لا يَحِل له أن يأخذ شيئًا من أي فرد من الأفراد الذين وَلِي مصالحهم، وإن كانت في جانب القضاة والرؤساء، فهي أشدُّ حرمة،قال،صلى الله عليه وسلم(مَن استعملناه على عملٍ وزرقناه عليه رزقًا، فما أخذه بعد ذلك فهو غلول)صحيح البخاري،
أيها الموظف المسلم، عليك مراقبة الله تعالى ليصلح عملك، وطهِّر مالَك يُبارِك لك فيه اللهُ تعالى، فلا تأخذ بسبب عملك شيئًا من هذا السُّحتِ بغير طريقة مشروعة، سواء من بيت المال أو من أفراد مراجعين، والمعقبين لمصالحهم وشؤونهم، ولا يَعُم شؤمك مجتمعك، فيَفسُد عملك فتصبح خائنًا لله تعالى ولرسوله،صلى الله عليه وسلم،ولأئمة المسلمين وعامتهم،
والرِّشوة ما وقعت للموظَّف بطلب تلميحًا أو تصريحًا، سواء كان المدفوع مالاً أو عملاً يحمله على إنجاز عملك دون غيرك، أو يجور على غيرك، ويجري مجرى الرِّشوة ما يُقدَّم من دون طلبٍ باسم الهدية أو كرامة، أو نحوها مما اصطلح عليه الناس،
وما قُدِّم هذا للموظف إلا بعد تولِّيه هذا العمل،ليستميل قلبه، ويَجذِب ميولَه، فإن ذلك كله يكون رِشوة مُحرَّمة، وإن اختلفت الأسماء، فالبلاء واحد، والنتيجة والمحذور حاصل،
استعمل رسول الله،صلى الله عليه وسلم،رجلاً على صدقات بني سليم، فلما جاء حاسبه،قال،هذا لكم، وهذا هدية، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم(فهلا جلَستَ في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديَّتُك إن كنتَ صادقًا)صحيح البخاري،ثم خطبَنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال(أما بعد، فإني أستعمِل الرجلُ منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول،هذا مالكم، وهذا هدية أُهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه، حتى تأتيه هديته)صحيح البخاري،
يريد النبي،صلى الله عليه وسلم،أن يُبيِّن أن هذه الهدية التي بسبب هذه الولاية على العمل، إنما هي حرام وممنوع منها العامل،
أما إذا كانت من الهدية الجائزة، بل والمستحبة التي تكون بين الناس لغير ذلك الغرض المحرَّم،
كما قال،صلى الله عليه وسلم(وتهادوا، فإن الهدية تُثبت المودة، وتَسُل السخيمةَ) صحيح الترمذي،
فهذه لا بأس بها، والهدايا التي تُدفَع لمن بيده عمل هي المُحرَّمة، كالطبيب الموظَّف في المستشفى وسائر الأعمال،فإنها تَحمِل الطبيبَ على أن ينصح لمن أهدى إليه، ويصرف له الدواء الجيد، وعكس ذلك يَغفُل عنه، ويَحول بينه وبين الدواء، وكذا سائر الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم(هدايا العمال سحت)
ما هذا إلا لتسيروا على طريقة التعاون والتكاتف،وأن يحب أحدكم لأخيه ما يحب لنفسه، وهذه من أقوى دعامات المجتمع الإسلامي وأركانه وقواعده،
وكثيرًا ما يأتي في خطاب القرآن إضافة ما لبعض المسلمين للآخر،اعتبارًا منه أن المسلمين يد واحدة، وتماسُكهم كالحلقة المفرَغة لا يُدرى أين طرفاها؛ قال تعالى﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾النساء،
وعن بريدة،رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(القضاة ثلاثة،واحد في الجنة،واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به،
ورجل عرف الحق فجار فهو في النار،
ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار) أخرجه أبو داود وابن ماجة بسند صحيح،
قال تعالى﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾النساء، ناهيًا المسلمين أن يقتل بعضهم بعضًا، فجعلهم كالنَّفْس الواحدة، فيا لها من تعاليم سامية، وتشريعات عالية،لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمِثلها لعجزوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، فاتقوا الله تعالى ، وجنِّبوا أنفسَكم أكلَ الحرام، ونزِّهوا بطونكم ولباسَكم عن الحرام،حتى يبارك الله لكم في صحتكم وفي ذريتكم.

أسأل الله تعالى أن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.

الحسيمqtr
03-09-2014, 09:41 PM
جزاكِ الله خير

امـ حمد
04-09-2014, 02:52 AM
جزاكِ الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

Noof_mz
04-09-2014, 12:09 PM
جزاكم الله خير على الموضوع الناس ماتنتبه لموضوع الرشوة الله يكافينا شرها اذا زادت ممكن تدمر المجتمع

امـ حمد
04-09-2014, 04:36 PM
جزاكم الله خير على الموضوع الناس ماتنتبه لموضوع الرشوة الله يكافينا شرها اذا زادت ممكن تدمر المجتمع

بارك الله في حسناتج اختي الغاليه نووف
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

مرهوب
09-09-2014, 10:51 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
09-09-2014, 05:02 PM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الدهر
وجزاك ربي جنة الفردوس