المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبل أن ياتي الامتحان الأخير



امـ حمد
10-08-2014, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أن يأتي الامتحان الأخير
يحكى أنّ أحد الأشخاص كان محظوظاً ، حيث قُدّمت له أسئلة الامتحان قبل حلول زمن الامتحان بوقت ليس بالقليل ، فاستشاط غضباً أحد الحاقدين عليه ، وتحول حقده إلى عمل يؤدي بالطالب إلى الرسوب ، لكنه ألبس عمله لباس من يريد لهذا الممتحن خيراً ، فتبرع أن يدرّسه على نفقته الخاصة ، ويحضر له المدرسين ( الأكفاء )على شرط أن ينهل العلم منهم ، ولا يعود إلى المراجع العلمية كما أن هذا الخبيث الحاقد أوعز إلى المدرسين أن يكون تدريسهم آيل بالتلميذ إلى الرسوب،
إننا حين نسمع مثل هذه القصة نأسف لحال الطالب المخدوع ، ونحمل لوماً على هذا الحقد الدفين الذي دعا صاحبه إلى تخطيط محكم ،
وأنفق لخطته جهده ووقته وتفكيره وسخّر جنوده ليوقع هذا الطالب في الرسوب ، ترى ما هو شعورنا لو علمنا أنّه لن تتكرر فرصة الطالب لتأدية الامتحان مرة أخرى،
وأنه الامتحان الأخير،
إن هذه القصة تتكرر مع كثير من النّاس وذلك حين يعلمون مسبقاً أنهم سيسألون يوم القيامة أسئلة محددة ، جوابها نسيج عمرهم وما فعلوه في هذا العمر ، وعلى رأسها سؤالهم،
من يعبدون،وماذا يعرفون عن الرسول عليه الصلاة والسلام،وما دينهم،
هذه الأسئلة يضعها المؤمن نصب عينيه ، ويكون مرجعه كتاب الله وسنة رسوله ، وإذا جاءه من يلبس لبوس النصح ، ويضمرله الشر محّص قوله ، ورد كيده في نحره،وبقي حذراً منه،
لكنّ من اسلم قياده للشيطان وأعوانه ، وأمضى سحابة حياته متتبعاً خطواتهم ، مخدوعاً ببريق زيفهم فهو خاسر،
اليوم نرى،كما هو حال بعض الناس في كل عصر،من جرفتهم تيارات الإلحاد ، فاستمعوا لأولئك الملحدين ، وما أنكروا عليهم انحراف فطرتهم فجالسوهم وسايروهم ، وأطربهم فكر غير مسؤول فصادف هوى في أنفسهم يبرر لهم سوء أعمالهم فانحرفت فطرتهم وضاع منهم جواب أول سؤال من أسئلة الامتحان الأخير ألا وهو (من ربّك)
بينما يكون الموفق من الناّس يبني إيمانه بربه معترفاً بربوبيته وألوهيته يشكره على نعمة الحياة ، وعلى نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى ، ويجدد العهد،يوميّاً معه والوعد ، ويستغفره ، ويسأله ، ويرجوه ، فإذا جاءه وقت السؤال ،قال،ربي الله،
وكذلك دأب المغرضون من شخصية الرسول ينتقصون ، وبرسالته يشككون ، يأخذون شبهات وبها يتناقشون ، وما استطاعوا أن ينتقصوا ممن اختاره الله واجتباه إلا في نفوسهم ونفوس من أصغى إليهم ، وأمست أحاديثهم زوبعة في فنجان،ولوثة سكنت في العقل الجبان ، فهؤلاء هم الذين لا يدرون عند سؤال من نبيّك جواباً،
أمّا من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأنّه قد بلغ الرسالة ونصح الأمة ، وبناء على هذا الإيمان سار على هدي المصطفى العدنان ، فيجيب عن السؤال ويحظى بالجنان،
ويأتي السؤال الثالث،ما كتابك،فيجيب المسلم،القرآن ، وكيف لا يعرف الإجابة وقد كان في حياته يتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، وينتهي عن نواهيه ، ويلتزم بأوامره ، لكن الخاسر من أعطى للمشككين بالقرآن أذناً صاغية فاتخذ القرآن مهجوراً ، واحتكم إلى غيره مغبوناً،
إنّ أهل الفجور أعدوا لتشكيك المسلمين بالقرآن عُدداً،وأنفقوا من أجل ذلك مالاً وجهداً،حين أخرجوا فرقانهم فما أضلوا إلا من كان في قلبه مرض،لكن المؤمنين ازدادوا بالقرآن تمسكاً،وما ادخروا وسعاً لإحيائه في قلوب الناس الغاقلين،
وكذلك فإن أهل الحقد والحسد لم يدعوا السؤال الرابع دون بذل الجهد الا وهو ما دينك،
فحاربوا دين الإسلام بالكلام والسنان ، لقد علموا أن الإسلام يحيا بالرجال ، فصرفوا قلوبهم عن بعض الأحكام وشغلوهم عن أداء أركانه بملهيات مخزيات ، وحاولوا إضعاف أهله تارة بالبطش ، وأخرى باللهو والطيش،وقالوا،هذا هو الإسلام ، قاصدين بذلك التنفير ، مسخرين المال والنفير ، أقلامهم تكتب ، وإذاعاتهم تبث ، وتلفازهم ينشر بصريح العبارة أو بطريقة ملتوية غدّارة،
قال تعالى(أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وقال،صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت)
وقد أمر الله،تعالى،عباده بالإكثار من ذكره فقال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرا،وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً،هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)
فذكر الله كثيراً وسبحه كثيراً، فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وإحسانه،
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة،وثبتنا على الطاعة يارب العالمين،
وصلوا وسلموا على عبد الله ورسوله فقد أمركم الله بذلك فقال،تعالى( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)
لقد آن الأوان أن نردد من قلوبنا ، وتصدق بذلك جوارحنا،رضيت بالله ربّاً ،وبمحمد صلى الله عليه وسلّم نبيّاّ ورسولاً ، وبالإسلام ديناً قبل أن ياتي الامتحان الأخير فنفوز الفوز المبين،

معاند احساسه
10-08-2014, 05:47 PM
الله يجزاج الف خير

امـ حمد
11-08-2014, 04:52 AM
الله يجزاج الف خير

بارك الله في حسناتك أخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس