المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو سترته بثوبك



امـ حمد
13-08-2014, 05:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لـو سترته بثوبك
أمر الإسلام بالستر،ويتطلّع إلى إخفاء الزلات،وكتمان العيوب،
إذ أن إفشاء ذلك يعيب صاحبه،وهو سبب لفشو الفاحشة،وانتشار الفساد،
روى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة،أن هزالاً كانت له جارية ترعى له،وأن ماعزًا وقع عليها فخدعه هزال وقال،انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأخبره فعسى أن ينزل قرآن فأتاه فأخبره فأمر به فرجم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهزال(يا هزال لو سترته بثوبك لكان خيرًا لك مما صنعت به)رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي،
ومِن هُنا جاء الحث على ستر المسلمين والمسلمات،
فقال عليه الصلاة والسلام(من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) . رواه البخاري ومسلم،
وهذا الستر متعلق بالمعاصي والآثام لا أن يستره بالكسوة ونحوها،
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله،قوله،ومن ستر مسلماً،أي رآه على قبيح فلم يظهره للناس،
وقال الإمام النووي رحمه الله،في هذا فضل إعانة المسلم وتفريج الكرب عنه،وستر زلاته،
وروى في التمهيد بإسناده أن عمار بن ياسر رضي الله عنه،أخذ سارقاً،فقال،ألا أستره لعل الله يسترني،
ولكن من هـو الذي يُستر عليه،قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله،واعلم أن الناس على ضربين،
أحدهما، من كان مستوراً لا يُعرف بشيء من المعاصي ، فإذا وقعت منه هفوة أو زلة ، فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها،لأن ذلك غيبة محرمة ،
وهذا هو الذي وردت فيه النصوص،وفي ذلك قال الله تعالى( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )والمراد إشاعة الفاحشة على المؤمن فيما وقع منه واتُّهم به مما بريء منه،كما في قضية الإفك،
ومثل هذا لو جاء تائباً نادماً وأقرّ بحده لم يفسره، بل يؤمر بأن يرجع ويستر نفسه،كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم،ماعزاً والغامدية ،
والثاني، من كان مشتهراً بالمعاصي ، مُعلناً بها ولا يبالي بما ارتكب منها ، ولا بما قيل له هذا هو الفاجر المعلن ، وليس له غيبة كما نصّ على ذلك الحسن البصري وغيره،ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره،لتُقام عليه الحدود،واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم،واغد يا أنيس على امرأة هذا،فإن اعترفت فارجمها، ومثل هذا لا يُشفع له إذا أُخذ ولو لم يبلغ السلطان ، بل يُترك حتى يُقام عليه الحدّ لينكّف شـرّه،ويرتدع به أمثاله،
قال مالك،من لم يُعرف منه أذى للناس،وإنما كانت منه زلة ، فلا بأس أن يُشفع له ما لم يبلغ الإمام ،
وأما من عُرف بشرّ أو فساد ، فلا أحب أن يَشفع له أحد، ولكن يُترك حتى يُقام عليه الحدّ،
وقد صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال(إن الله ستّـير يُحب الستر)رواه النسائي وصححه الألباني،في صحيح الجامع،
والعجب من أُناس يسترهم الله فيأبون إلا هتك الأستار،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كل أمتي معافى إلا المجاهرين ،وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً،ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول،يا فلان عملت البارحة كذا وكذا،وقد بات يستره ربه ،ويصبح يكشف ستر الله عنه)رواه البخاري ومسلم،
ومن هذا الباب أن يقع المسلم الفاحشة،أو يُسافر في لهوه الفتّان،ثم يرجع يُحدّث أصحابه بما فعل،فهذا يحمل الوزر مُضاعَفاً،فيجمع على خطيئته خطايا،
فيحمل الوزر من حيث أنه ارتكب ما حرّم الله عز وجل،ومن حيث جُرأته على محارم الله جل جلاله،
ويحمل الوزر من حيث أنه هتك ستر الله عليه،وجاهر بمعصيته، ويحمل الوزر من حيث أنه زيّن الفاحشة لغيره،وجرّاه عليها،
وأسوأ من هذا أن يُفاخر بالجريمة،ويفتخر بالفاحشة،
وأسوأ منه أن يُفاخر في جرائم آثام لم يفعلها،ليظهر بين أقرانه بصورة البطل المغوار،صاحب المغامرات
،والليالي الملاح،
ومن هتك الأستار أن تضع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها،
ولذا لما دخل نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها فقالت،أنتن اللاتي تدخلن الحمامات،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت الستر فيما بينها وبين الله عز وجل)رواه الإمام أحمد وغيره،
ونحن لم نؤمر أن نتتبع عورات عباد الله،ونهتك ما ستر الله عنا منهم،
ولذا قال عليه الصلاة والسلام(إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم)رواه البخاري ومسلم،
وقال عليه الصلاة والسلام(لاتؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم،ولا تتّبعوا عوراتـهم،فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي،وهو حديث صحيح،
فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله ويتتبّعون عوراتهم،
فاجتهدوا،في ستر الآثام،
ولكن من الناس من تجده يسعي لا كتشاف اسرار الناس حتى يذلهم بها وقد ستر الله عليهم ويعتبر نفسه ملاكاً مطهراً،ويتمنى للناس الشر لا الخير،ويفضحهم أمام الاخرين بدعوى النصح،
من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته من حيث لا يدري،

اللهم ثبتنا ولا تجعلنا ممن ادمن على معاصيك واستهون الخوض فى محارمك،
نسأل الله أن يسترنا فوق الأرض،وتحت الأرض،ويوم العرض.

المتفرج
13-08-2014, 08:14 AM
جزاش الله خير الجزاء يا ام حمد

وجعلها الله في ميزان حسناتش يارب

راجي العفو
13-08-2014, 09:04 AM
موضوع قيم ومهم و جميل ..

جزيت الفردوس ..

امـ حمد
13-08-2014, 04:06 PM
جزاش الله خير الجزاء يا ام حمد

وجعلها الله في ميزان حسناتش يارب

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
13-08-2014, 04:07 PM
موضوع قيم ومهم و جميل ..

جزيت الفردوس ..



بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس