امـ حمد
15-08-2014, 07:51 PM
بسم اللَه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحوال القلوب مع الله أسرار يطلع عليها المخلصون من خلال ملامسة آثار الطاعات على قلوبهم،بحسب قوة إخلاصهم لربهم، ومن ذاق عرف،
فكثيرو التأمل في كل ما يدور حولهم من أحداث،وربط عموم مسيرتها بسنن الله من جهة، وحكمته البالغة التي تظهر فيما يتبعها من عواقب من جهة ثانية، لهم مع التسليم بقضاء الله وقدره، ووقع برده على القلوب سكينةً وطمأنينة،ما لا يمكن للغافلين والعابثين تحصيله بحال،
والمتقلبون في دجى الأسحار بين ركوع وسجود واستغفار،بأنين زفراتٍ تتقطع معها القلوب رهبةً ورغبة،لهم من مذاق حلاوة الإيمان ما يجعلهم بحق،يستحقرون كل متاع الحياة الدنيا عن جدارة واستحقاق،
والساعون لنصرة دينهم، الراغبون في جنان ربهم،المضحون بدنياهم في سبيل إعلاء كلمة الله، قد بلغوا بشموخ قلوبهم ذروة سنام دين الله،فحق لهم استنشاق عبير الجنان، وهم لا يزالون أحياء بأجسادهم على ظهر هذه الحياة،
والداعون لهدي ربهم،ليس لهم مطمع في دنياهم، بل كل غايتهم رضوان ربهم،لهم مع أنوار الهداية سبلاً يعجز معها الصادون عن سبيل الله مهما بلغت حيلهم، في منعهم أو حصار دعوتهم لله،
والساعون لتفريج الكربات ليلاً ونهار، والباذلون من أوقاتهم للإصلاح بين الناس ابتغاء وجه العزيز الغفار، قد نالوا من رقة القلوب ما يجعلهم رموزاً للأخيار،وعاشوا بصفاء قلوبهم عيشة الأطهار،
هؤلاء جميعاً هم ملوك وأمراء يوم القيامة، الذين يلبسهم الله برحمته تيجاناً من نور ولؤلؤٍ بطاعاتهم وإخلاصهم له،
وذلك لأنهم عاشوا في هذه الدنيا بحقٍ عبيداً لله، فلم ينسبوا الفضل إلا لله وحده ،سبحانه وبحمده،وتنكروا لذواتهم حين تيقنوا أن ما وهبهم الله من الطاعات إنما هو محض فضل وتوفيق منه سبحانه، فلم يغتروا بأنفسهم، بل كانوا في منتهى الشفقة عليها من سخط وعذاب الله،
فتحسسوا مواضع أقدامهم قبل إقدامهم، وكانوا مع كل خطوة يسألون العون من الله ربهم، فكانوا مع كل نجاح وتوفيقٍ، يحمدونه على ما وهبهم من جزيل فضله بمددهم، وعند كل عجز أو فشل، يرجعون أسبابه إلى تقصيرهم وذنوبهم،
وإذا سألت عن سرائرهم، فلقد كانوا لتقلبات قلوبهم من أشد المراقبين، ولخبايا نفوسهم من أدق المحاسبين، وذلك حينما علموا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة،فتضرعوا إلى الله أن يخرجهم من هذه الدنيا غير خزايا ولا مفتونين، ولا مغيرين ولا مبدلين،
فهلا ذقت نعمة عيش العبودية لله،لتكون ملكاً بحق،
فالذي على العبد فعله هو السعي فيما يرضي الله تعالى،
وأما أن يتطلع إلى أن يحبه الله كحبه لأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم فذاك خطأ، فإن الله تعالى قد اصطفى أنبياءه على سائر خلقه وعصمهم من كل ما يجلب سخطه، وليس بأحد أن يتطلع إلى أن يكون في رتبتهم عند الله،
وإن أهم ما يقرب إلى الله تعالى ويجلب محبته هو تقوى الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه في السر والعلانية،والتقرب إليه بالنوافل وأعمال الخير،قال سبحانه وتعالى(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
وقال تعالى في الحديث القدسي(وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) الحديث رواه البخاري،
ومما يجلب محبة الله تعالى ورضاه،الزهد في الدنيا، فقد روى ابن ماجه والطبراني عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ،رجل فقال،يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)صححه الألباني،
وقدِ اشتمل هذا الحديثُ على وصيتين عظيمتين،
إحداهما،الزُّهدُ في الدُّنيا ، وأنَّه مقتضٍ لمحبة الله لعبده،
والثانية ،الزُّهد فيما في أيدي الناس،وأنَّه مقتضٍ لِمحبَّة النَّاس،
فأما قوله (ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ ) فمعنى الزهد في الشيء،الإعراضُ عنه لاستقلاله ، واحتقاره ، وارتفاع الهمَّةِ عنه ، وعدم الرغبة فيه ؛ وقد كثُر في القُرآن الإشارة إلى مدحه ، وإلى ذمِّ الرغبة في الدُّنيا ، قال تعالى(قُلْ مَتَاعُ الدُّنيا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً )النساء،
وقد ورد في تعريف الزهد،ماقاله أبوسليمان الداراني،رحمه الله،إلى أنَّ الزهدَ في ترك ما يشغلك عن الله،
قال ابن رجب رحمه الله،ووجه هذا أنَّ قِصَرَ الأملِ يُوجِبُ محبَّةَ لقاء الله بالخروج من الدُّنيا ، وطول الأمل يقتضي محبَّةَ البقاءِ فيها ، فمن قصُرَ أملُه ، فقد كره البقاء في الدُّنيا ، وهذا نهاية الزُّهد فيها ، والإعراض عنها،
فالزُّهد في الدُّنيا يُرادُ به تفريغُ القلب منَ التعلق بها والاشتغال لها ؛ ليتفرَّغ لِطلب الله ، ومعرفته ، والقرب منه ، والأُنس به ، والشَّوقِ إلى لقائه ، وهذه الأمورُ ليست مِنَ الدُّنيا ،
فالدُّنيا لا تُذَمُّ مطلقًا ، بل قد تُحمدُ بالنِّسبة إلى من تزوَّد منها الأعمال الصالحة ،
وأنَّ فيها مساجدَ الأنبياءِ ، ومهبطَ الوحي ، وهي دار التِّجارة للمؤمنين ،اكتسبوا فيها الرَّحمة ، وربحوا بها الجَنَّة ، فهي نِعمَ الدَّارُ لمن كانت هذه صفَته،
وأمَّا ما ذكر من أنَّها تَغُرّ وتخدَعُ ، فإنَّها تُناديب مواعظها، وتنصحُ بعبرها ، وتُبدي عيوبَها بما تُري أهلها من مصارع الهلكى، وتقلُّبِ الأحوال مِنَ الصِّحَّة إلى السَّقم ، ومِنَ الشَّبيبة إلى الهرم ، ومن الغنى إلى الفقر ، ومن العِزِّ إلى الذُّلِّ ، لكنَّ مُحِبَّها قد أصمَّه وأعماه حبُّها ، فهو لا يسمع نداءها ،
وقوله تعالى( وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاس) ذلك لأن الدُّنْيَا مَحْبُوبَة عِنْدهمْ ، فَمَنْ يُزَاحِمهُمْ فِيهَا يَصِير مَبْغُوضًا عِنْدهمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ ،
وَمَنْ تَرَكَهُمْ وَمَحْبُوبهمْ يَكُون مَحْبُوبًا فِي قُلُوبهمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ،
وقال الحسن،رحمه الله،لا تزالُ كريمًا على الناس ، أو لا يزالُ الناسُ يكرمُونَك ما لم تَعاطَ ما في أيديهم،فإذا فعلتَ ذلك،استخفُّوا بكَ ، وكرهوا حديثك، وأبغضوك،
وقد تكاثرت الأحاديثُ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سألَ النّاس ما بأيديهم ، كرهوه وأبغضوه ،لأنَّ المال محبوبٌ لنفوس بني آدم ، فمن طلب منهم ما يحبُّونه ، كرهوه لذلك ؛ وأما من زهد فيما في أيدي الناس ، وعفَّ عنهم ، فإنَّهم يحبُّونه ويُكرمونه لذلك ويسود به عليهم ،
فمن أطاع الله ورسوله وأحب أنبياءه،جعله معهم في دار كرامته كما قال تعالى(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)النساء،
أسأل الله ان يخلص سرنا وجهرنا وضاهرنا وباطننا وان يجعلنا من اهل محبته،واجعلنا برحمتك من عبادك الموحدين المخلصين العابدين المتعبدين المقبولين،
أللهم آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحوال القلوب مع الله أسرار يطلع عليها المخلصون من خلال ملامسة آثار الطاعات على قلوبهم،بحسب قوة إخلاصهم لربهم، ومن ذاق عرف،
فكثيرو التأمل في كل ما يدور حولهم من أحداث،وربط عموم مسيرتها بسنن الله من جهة، وحكمته البالغة التي تظهر فيما يتبعها من عواقب من جهة ثانية، لهم مع التسليم بقضاء الله وقدره، ووقع برده على القلوب سكينةً وطمأنينة،ما لا يمكن للغافلين والعابثين تحصيله بحال،
والمتقلبون في دجى الأسحار بين ركوع وسجود واستغفار،بأنين زفراتٍ تتقطع معها القلوب رهبةً ورغبة،لهم من مذاق حلاوة الإيمان ما يجعلهم بحق،يستحقرون كل متاع الحياة الدنيا عن جدارة واستحقاق،
والساعون لنصرة دينهم، الراغبون في جنان ربهم،المضحون بدنياهم في سبيل إعلاء كلمة الله، قد بلغوا بشموخ قلوبهم ذروة سنام دين الله،فحق لهم استنشاق عبير الجنان، وهم لا يزالون أحياء بأجسادهم على ظهر هذه الحياة،
والداعون لهدي ربهم،ليس لهم مطمع في دنياهم، بل كل غايتهم رضوان ربهم،لهم مع أنوار الهداية سبلاً يعجز معها الصادون عن سبيل الله مهما بلغت حيلهم، في منعهم أو حصار دعوتهم لله،
والساعون لتفريج الكربات ليلاً ونهار، والباذلون من أوقاتهم للإصلاح بين الناس ابتغاء وجه العزيز الغفار، قد نالوا من رقة القلوب ما يجعلهم رموزاً للأخيار،وعاشوا بصفاء قلوبهم عيشة الأطهار،
هؤلاء جميعاً هم ملوك وأمراء يوم القيامة، الذين يلبسهم الله برحمته تيجاناً من نور ولؤلؤٍ بطاعاتهم وإخلاصهم له،
وذلك لأنهم عاشوا في هذه الدنيا بحقٍ عبيداً لله، فلم ينسبوا الفضل إلا لله وحده ،سبحانه وبحمده،وتنكروا لذواتهم حين تيقنوا أن ما وهبهم الله من الطاعات إنما هو محض فضل وتوفيق منه سبحانه، فلم يغتروا بأنفسهم، بل كانوا في منتهى الشفقة عليها من سخط وعذاب الله،
فتحسسوا مواضع أقدامهم قبل إقدامهم، وكانوا مع كل خطوة يسألون العون من الله ربهم، فكانوا مع كل نجاح وتوفيقٍ، يحمدونه على ما وهبهم من جزيل فضله بمددهم، وعند كل عجز أو فشل، يرجعون أسبابه إلى تقصيرهم وذنوبهم،
وإذا سألت عن سرائرهم، فلقد كانوا لتقلبات قلوبهم من أشد المراقبين، ولخبايا نفوسهم من أدق المحاسبين، وذلك حينما علموا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة،فتضرعوا إلى الله أن يخرجهم من هذه الدنيا غير خزايا ولا مفتونين، ولا مغيرين ولا مبدلين،
فهلا ذقت نعمة عيش العبودية لله،لتكون ملكاً بحق،
فالذي على العبد فعله هو السعي فيما يرضي الله تعالى،
وأما أن يتطلع إلى أن يحبه الله كحبه لأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم فذاك خطأ، فإن الله تعالى قد اصطفى أنبياءه على سائر خلقه وعصمهم من كل ما يجلب سخطه، وليس بأحد أن يتطلع إلى أن يكون في رتبتهم عند الله،
وإن أهم ما يقرب إلى الله تعالى ويجلب محبته هو تقوى الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه في السر والعلانية،والتقرب إليه بالنوافل وأعمال الخير،قال سبحانه وتعالى(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
وقال تعالى في الحديث القدسي(وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) الحديث رواه البخاري،
ومما يجلب محبة الله تعالى ورضاه،الزهد في الدنيا، فقد روى ابن ماجه والطبراني عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال، أتى النبي صلى الله عليه وسلم ،رجل فقال،يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)صححه الألباني،
وقدِ اشتمل هذا الحديثُ على وصيتين عظيمتين،
إحداهما،الزُّهدُ في الدُّنيا ، وأنَّه مقتضٍ لمحبة الله لعبده،
والثانية ،الزُّهد فيما في أيدي الناس،وأنَّه مقتضٍ لِمحبَّة النَّاس،
فأما قوله (ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ ) فمعنى الزهد في الشيء،الإعراضُ عنه لاستقلاله ، واحتقاره ، وارتفاع الهمَّةِ عنه ، وعدم الرغبة فيه ؛ وقد كثُر في القُرآن الإشارة إلى مدحه ، وإلى ذمِّ الرغبة في الدُّنيا ، قال تعالى(قُلْ مَتَاعُ الدُّنيا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً )النساء،
وقد ورد في تعريف الزهد،ماقاله أبوسليمان الداراني،رحمه الله،إلى أنَّ الزهدَ في ترك ما يشغلك عن الله،
قال ابن رجب رحمه الله،ووجه هذا أنَّ قِصَرَ الأملِ يُوجِبُ محبَّةَ لقاء الله بالخروج من الدُّنيا ، وطول الأمل يقتضي محبَّةَ البقاءِ فيها ، فمن قصُرَ أملُه ، فقد كره البقاء في الدُّنيا ، وهذا نهاية الزُّهد فيها ، والإعراض عنها،
فالزُّهد في الدُّنيا يُرادُ به تفريغُ القلب منَ التعلق بها والاشتغال لها ؛ ليتفرَّغ لِطلب الله ، ومعرفته ، والقرب منه ، والأُنس به ، والشَّوقِ إلى لقائه ، وهذه الأمورُ ليست مِنَ الدُّنيا ،
فالدُّنيا لا تُذَمُّ مطلقًا ، بل قد تُحمدُ بالنِّسبة إلى من تزوَّد منها الأعمال الصالحة ،
وأنَّ فيها مساجدَ الأنبياءِ ، ومهبطَ الوحي ، وهي دار التِّجارة للمؤمنين ،اكتسبوا فيها الرَّحمة ، وربحوا بها الجَنَّة ، فهي نِعمَ الدَّارُ لمن كانت هذه صفَته،
وأمَّا ما ذكر من أنَّها تَغُرّ وتخدَعُ ، فإنَّها تُناديب مواعظها، وتنصحُ بعبرها ، وتُبدي عيوبَها بما تُري أهلها من مصارع الهلكى، وتقلُّبِ الأحوال مِنَ الصِّحَّة إلى السَّقم ، ومِنَ الشَّبيبة إلى الهرم ، ومن الغنى إلى الفقر ، ومن العِزِّ إلى الذُّلِّ ، لكنَّ مُحِبَّها قد أصمَّه وأعماه حبُّها ، فهو لا يسمع نداءها ،
وقوله تعالى( وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّكَ النَّاس) ذلك لأن الدُّنْيَا مَحْبُوبَة عِنْدهمْ ، فَمَنْ يُزَاحِمهُمْ فِيهَا يَصِير مَبْغُوضًا عِنْدهمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ ،
وَمَنْ تَرَكَهُمْ وَمَحْبُوبهمْ يَكُون مَحْبُوبًا فِي قُلُوبهمْ بِقَدْرِ ذَلِكَ،
وقال الحسن،رحمه الله،لا تزالُ كريمًا على الناس ، أو لا يزالُ الناسُ يكرمُونَك ما لم تَعاطَ ما في أيديهم،فإذا فعلتَ ذلك،استخفُّوا بكَ ، وكرهوا حديثك، وأبغضوك،
وقد تكاثرت الأحاديثُ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سألَ النّاس ما بأيديهم ، كرهوه وأبغضوه ،لأنَّ المال محبوبٌ لنفوس بني آدم ، فمن طلب منهم ما يحبُّونه ، كرهوه لذلك ؛ وأما من زهد فيما في أيدي الناس ، وعفَّ عنهم ، فإنَّهم يحبُّونه ويُكرمونه لذلك ويسود به عليهم ،
فمن أطاع الله ورسوله وأحب أنبياءه،جعله معهم في دار كرامته كما قال تعالى(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)النساء،
أسأل الله ان يخلص سرنا وجهرنا وضاهرنا وباطننا وان يجعلنا من اهل محبته،واجعلنا برحمتك من عبادك الموحدين المخلصين العابدين المتعبدين المقبولين،
أللهم آمين.