امـ حمد
20-08-2014, 03:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا نغض البصر
لا شك أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن،فكم فسد بسبب النظر من عابد،وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين،وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة،
فالعين مرآة القلب،فإذا غضَّ العبد بصره غضَّ القلب شهوته وإرادته،وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته،
ونقش فيه صور تلك المُبصِرات،فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة،
فالإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة،
والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري،كلها لا تصنع شيئاً إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون،
وإلا أن يفلت زمام الأعصاب والإرادة، فإما الأمراض العصبية والنفسية الناشئة من الكبح بعد الإثارة، وهي تكاد تكون عملية تعذيب،
وغض البصر،أدب نفسي،ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الاطِّلاع على المحاسن والمفاتن في الوجوه والأجسام،
كما أن فيه إغلاقاً للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم،
فوائد غض البصر،
الفائدة الأولى،تخليص القلب من ألم الحسرة،فإنَّ من أطلق نظره دامت حسرته، فأضرُّ شيء على القلب إرسال البصر،فإنه يُريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه،وذلك غاية ألمه وعذابه،كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه،ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )النور،
الفائدة الثانية،إنه يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر،وذلك لقهره عدوه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه،
فإنه لما كف لذته وحبس شهوته لله وفيها مسرة نفسه الأمارة بالسوء، أعاضه الله سبحانه مسرة ولذةً أكمل منها،كما قال بعضهم،والله للذة العفَّة أعظم من لذة الذنب،وإنه يُخلِّص القلب من أسر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته،ومتى أَسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه وسامه سوء العذاب،
الفائدة الثالثة،إنه يسد عنه باباً من أبواب جهنم،فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مُواقعة الفعل، وتحريم الله سبحانه وتعالى وشرعه حجابٌ مانع من الوصول،
فمتى هتك الحجاب وقع في المحظور ولم تقف نفسه عند غاية، فإن النفس في هذا الباب لا تقنع بغاية تقف عندها،وذلك أن لذتها في الشيء الجديد، فغض البصر يسدُّ عنه هذا الباب،
لماذا غض البصر،
تنفيذ أوامر الله،عز وجل،قال تعالى( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ،ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )النور،
وهذه الآية اشتملت على ثلاثة معانٍ،تأديب،وتنبيه، وتهديد،
أما التأديب،فقوله تعالى( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)ولا بد للعبد من امتِثال أوامر ربه والتأدب معه،وإلا كان سيئ الأدب،
وأما التنبيه،فقوله( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)فالزكاة هي الطهارة والزيادة، لأن غضَّ البصر يزيد طهارة القلب فيزداد العبد من الطاعات،
وأما التهديد،فقوله( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )قيل لأحد الصالحين،كيف أغض بصري،قال،أن تعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى المنظور إليه،
واستجابةً لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم،عن ابن بريدة عن أبيه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي(يا علي لا تُتبع النظرةَ النظرة،فإن لك الأولى،وليست لك الآخرة)رواه أبو داود،
وحسنه الشيخ الألباني،
وضمان دخول الجنة،فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال(اضمَنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة،اصدُقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتُمنتم، واحفظوا فروجكم،وغضُّوا أبصاركم،وكفوا أيديكم)رواه أحمد،
تجنُّب الوقوع في الزنا،قال تعالى( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا )الإسراء،
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة،فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع،واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا،والقلب يَهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرجُ ويكذبه)رواه مسلم،
المعينات على غضِّ البصر،
شغل النفس بالحق،فالنفس لا تمل السعي والحركة والطلب والعمل، فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،
كثرة الصيام،ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب،من استطاع منكم الباءة فليتزوج،فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج،ومن لم يستطِع فعليه بالصوم،فإنه له وجاء)رواه البخاري ومسلم،
مراقبة الله،عز وجل،والخوف منه،قال تعالى( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )غافر،
والبعد عن المثيرات،ابتعد عن كل ما يُثير،ولا تعذب نفسك،بالنظر إلى الحرام،فيجب الابتعاد عنه قدر الاستطاعة،والبعد عن رفقاء السوء الذين يُزيِّنون المعصية،والخوف من سوء الخاتمة والتأسف عند الموت،
صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار،فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين،والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل،والدعاء والاستعانة بالله عز وجل وسؤاله النجاة من هذه الفتنة،
اللهم غض بصرنا وحصن فروجنا وطهر قلوبنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا نغض البصر
لا شك أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن،فكم فسد بسبب النظر من عابد،وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين،وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة،
فالعين مرآة القلب،فإذا غضَّ العبد بصره غضَّ القلب شهوته وإرادته،وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته وإرادته،
ونقش فيه صور تلك المُبصِرات،فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة،
فالإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة،
والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري،كلها لا تصنع شيئاً إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون،
وإلا أن يفلت زمام الأعصاب والإرادة، فإما الأمراض العصبية والنفسية الناشئة من الكبح بعد الإثارة، وهي تكاد تكون عملية تعذيب،
وغض البصر،أدب نفسي،ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الاطِّلاع على المحاسن والمفاتن في الوجوه والأجسام،
كما أن فيه إغلاقاً للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم،
فوائد غض البصر،
الفائدة الأولى،تخليص القلب من ألم الحسرة،فإنَّ من أطلق نظره دامت حسرته، فأضرُّ شيء على القلب إرسال البصر،فإنه يُريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه،وذلك غاية ألمه وعذابه،كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه،ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )النور،
الفائدة الثانية،إنه يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر،وذلك لقهره عدوه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه،
فإنه لما كف لذته وحبس شهوته لله وفيها مسرة نفسه الأمارة بالسوء، أعاضه الله سبحانه مسرة ولذةً أكمل منها،كما قال بعضهم،والله للذة العفَّة أعظم من لذة الذنب،وإنه يُخلِّص القلب من أسر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته،ومتى أَسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه وسامه سوء العذاب،
الفائدة الثالثة،إنه يسد عنه باباً من أبواب جهنم،فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مُواقعة الفعل، وتحريم الله سبحانه وتعالى وشرعه حجابٌ مانع من الوصول،
فمتى هتك الحجاب وقع في المحظور ولم تقف نفسه عند غاية، فإن النفس في هذا الباب لا تقنع بغاية تقف عندها،وذلك أن لذتها في الشيء الجديد، فغض البصر يسدُّ عنه هذا الباب،
لماذا غض البصر،
تنفيذ أوامر الله،عز وجل،قال تعالى( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ،ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )النور،
وهذه الآية اشتملت على ثلاثة معانٍ،تأديب،وتنبيه، وتهديد،
أما التأديب،فقوله تعالى( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)ولا بد للعبد من امتِثال أوامر ربه والتأدب معه،وإلا كان سيئ الأدب،
وأما التنبيه،فقوله( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)فالزكاة هي الطهارة والزيادة، لأن غضَّ البصر يزيد طهارة القلب فيزداد العبد من الطاعات،
وأما التهديد،فقوله( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )قيل لأحد الصالحين،كيف أغض بصري،قال،أن تعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى المنظور إليه،
واستجابةً لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم،عن ابن بريدة عن أبيه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي(يا علي لا تُتبع النظرةَ النظرة،فإن لك الأولى،وليست لك الآخرة)رواه أبو داود،
وحسنه الشيخ الألباني،
وضمان دخول الجنة،فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال(اضمَنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة،اصدُقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتُمنتم، واحفظوا فروجكم،وغضُّوا أبصاركم،وكفوا أيديكم)رواه أحمد،
تجنُّب الوقوع في الزنا،قال تعالى( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا )الإسراء،
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة،فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع،واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطا،والقلب يَهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرجُ ويكذبه)رواه مسلم،
المعينات على غضِّ البصر،
شغل النفس بالحق،فالنفس لا تمل السعي والحركة والطلب والعمل، فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل،
كثرة الصيام،ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب،من استطاع منكم الباءة فليتزوج،فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج،ومن لم يستطِع فعليه بالصوم،فإنه له وجاء)رواه البخاري ومسلم،
مراقبة الله،عز وجل،والخوف منه،قال تعالى( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )غافر،
والبعد عن المثيرات،ابتعد عن كل ما يُثير،ولا تعذب نفسك،بالنظر إلى الحرام،فيجب الابتعاد عنه قدر الاستطاعة،والبعد عن رفقاء السوء الذين يُزيِّنون المعصية،والخوف من سوء الخاتمة والتأسف عند الموت،
صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار،فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين،والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل،والدعاء والاستعانة بالله عز وجل وسؤاله النجاة من هذه الفتنة،
اللهم غض بصرنا وحصن فروجنا وطهر قلوبنا