المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى كل ناصح نقول رفقاً بالمنصوحين



امـ حمد
24-08-2014, 02:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الله رفيق يحب الرفق
الرفق،هو التأني في الأمور والتدرج فيها،
وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال،
عن عائشة رضي الله عنها،عن الرسول صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله رفيق يحب الرفق،ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)صحيح مسلم،
وفي حديث أبي الدرداء،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير)أخرجه الترمذي وصححه وابن خزيمة،
وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة،بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم،
فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة،اتباعاً لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب,لا سيما إذا كان ممن يتصدى لدعوة الناس إلى الحق فانه مضطر إلى استشعار اللين والرفق،كما قال تعالى(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
وإلى كل ناصح نقول،رفقا بالمنصوحين وقولاً لينا،فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به،
فهل تأملتم خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى وأخيه هارون عليهما السلام في قوله تعالى(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخُشٌىْ)
أي اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوز الحد في كفره وطغيانه وظلمه وعدوانه(فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا)
أي،سهلاً لطيفا برفق ولين وأدب في اللفظ،من دون فحش ولا غلظة في المقال او فظاظة في الأفعال،لعله بسبب القول اللين يتذكر ما ينفعه فيأتيه،أو يخشى ما يضره فيتركه،
فإن القول اللين داع لذلك والقول الغليظ منفر عن صاحبه ،
وقد فسر القول اللين في قوله تعالى(فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى)
إلى كل من ولي أمر المسلمين سواء كانت ولاية عامة أو ولاية خاصة كن رفيقاً بمن هم تحت مسئوليتك فقد قال صلى الله عليه وسلم(اللهم من ولي من أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه)صحيح مسلم،
فكن معيناً لهم على قضاء حوائجهم،وإياك أن تماطل بهم أو تسعى للإضرار بهم فإن الله ســائلك عن ذلك فإن أحسنت أحسن الله إليك وإن أسأت جازاك الله على إساءتك بما تستحق وكنت مذموما في الدنيا والآخرة،
رسالة إلى كل أب وأم أنعم الله عليهما بالبنين والبنات،والى كل معلمه ومعلم انعم الله عليهما بذلك العلم نقول،
رفقا بالقوارير من بناتكم ومربيات الأجيال ورفقا بالبنين من أبنائكم صناع المجد،فإنكم برفقكم وحسن أسلوبكم تصلون إلى مالا تستطيعون أن تصلوا إليه بالشدة والعنف فالتربية بالرفق والإحسان أكثر نفعاً وأشد قبولاً في نفوس هؤلاء الأولاد،
فالعنف معهم دون سبب لا يولد إلا العنف والكراهية والانفعالات لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(
ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)
الراوي،عائشة وأنس بن مالك،وصححه الألباني،المصدر،صحيح الجامع،
وإلى كل ابن كريم نقول،رفقا بوالديك،فإذا كان الرفق مطلوب مع الآخرين فهو مع الوالدين أوجب وأولى،بل إن التأفف في وجههما إثم وقطيعة،
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فأحسن صحبتهما وأرفق بهما فانهما باب من أبواب الجنة،
رسالة إلى كل الأزواج نقول،رفقا بزوجاتكم ورحمة بهن فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،أرفق وارحم بعائشة رضي الله عنها من أبيها أبو بكر رضي الله عنه،حينما جرى بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلام حتى دخل أبو بكر حكماً بينهماً،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم(تكلمي أو أتكلم)
فقالت رضي الله عنها،تكلم أنت ولا تقل إلا حقاً،
فلطمها أبو بكر رضي الله عنه،حتى أدمى فاها وقال،أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها،
فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم،وقعدت خلف ظهره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(إنا لم ندعك لهذا,ولم نرد منك هذا)صحيح البخاري،
فقد كان الزوج العظيم أرفق بزوجته من أبيها وأحلم عليها منه وأشفق عليها،
فهل اقتديتم برسول الله صلى الله عليه وسلم،
رسالة إلى كل الزوجات نقول،رفقاً بأزواجكن ورحمة بهم تقديراً لظروفهم وعدم الإثقال على كاهلهم وتكليفهم بما لا يستطيعون خاصة بأمر الطلبات وكثرتها فالكفاف خير،
وليكن لنا في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن،قدوة حسنة حينما آثروا واختاروا الباقية على الفانية،بعد ان خيرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،بذلك في قوله تعالى(إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ،وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)
من رفق رسول الله صلى الله عليه وسلم،عن عائشة رضي الله عنها قالت،إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم،فقال اليهود، السام عليكم(الموت عليكم)فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وعليكم)قالت عائشة رضي الله عنها،السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مهلاً يا عائشة،عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش )
فقالت عائشة رضي الله عنها،أو لم تسمع ما قالوا،فقال الرسول صلى عليه وسلم( أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم،فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في) رواه البخاري،ومسلم،
( لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش )
فانظر إلى الآثار المباركة بالرفق فاعمل به تسعد وتسعد الآخرين وإياك والعنف فإنه شقاء لك وللآخرين .

abina
29-08-2014, 02:16 AM
جزاك الله خير

الصغيره
29-08-2014, 03:48 AM
جزيت الجنه وجعله الله ثقل مزيدا لاعمالك الصالحه وينفع الله به من مره وقرآه

اللهم امين

امـ حمد
29-08-2014, 02:51 PM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك

امـ حمد
29-08-2014, 02:52 PM
جزيت الجنه وجعله الله ثقل مزيدا لاعمالك الصالحه وينفع الله به من مره وقرآه

اللهم امين










تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج ياعمري

مرهوب
09-09-2014, 01:49 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
09-09-2014, 04:53 PM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الدهر
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
17-09-2014, 06:00 PM
جزاكِ الله خير

امـ حمد
17-09-2014, 11:13 PM
جزاكِ الله خير


بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس