امـ حمد
26-08-2014, 04:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم،وهي،شهر الله المحرم ورجب المعظم،وذو القعدة،وذو الحجة،
لأن الأجر فيها مضاعف،والعطاءَ من الله تعالى فيه غزير،
قال الله تعالى(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)التوبة،
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،في بيان ذلك(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً،منها أربعة حرم، ثلاث متواليات،ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)صحيح البخاري،
وقد حرم الله تعالى،هذه الشهور لأسبابٍ من أهمها،أن يتفرغ المؤمنون للمزيد من صور العبادة الموسميَّة،
وأشهر ما يميز شهر المحرم مع غيره من بقية الأشهر في شأن عبادة الصوم، فقد استحبَّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم،كثرةَ الصيام على جهة النافلة،فعن أبي هريرة رضى الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)صحيح مسلم،بسندٍ صحيح،
ومن أيام الله في شهر المحرم التي يستحب صيامها،يوم عاشوراء، فقد أكدَّ صيامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما قال(ما رأيت النبي صلى اللَه عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إِلاّ هذا اليوم يوم عاشوراء)صحيح البخاري،
والعلة التي من أجلها ذلك هو طلب المغفرة لذنوبِ عامٍ قد مضى، فعن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )صحيح الترمذي،وصححه الألباني،
والإهتمامِ بصيامه مبني على قاعدة دينية،فهو اليوم الذي نجى الله تعالى،فيه موسى من الغرق كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال(قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال،ما هذا فقالوا،هذا يوم عظيم يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون،فصامه موسى شكراً،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه )مسند الإمام أحمد،
وعلى هذا سار أصحابه الكرام يصومون يوم عاشوراء ويأمرون أهليهم وحتى الصبيان بصيامه،
ولا يخفى عظيم الأجر على التعبد ببقية صور العبادة في شهر الله المحرم،
وأما شهر رجب فهو من الشهور الكريمة عند الله،
وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،يصوم كثيراً من رجب، وعن ابن عباس رضي الله عنه يقول(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول،لا يفطر،ويفطر حتى نقول،لا يصوم )صحيح مسلم،
ولكن الأمر لم يكن على إتمام الشهر كله مثل رمضان،
وأما ذو الحجة،فهو أيام الحج وأركانه وموسمه الأعظم من التروية إلى عرفه ويوم النحر والتشريق، وفيه الإحرام والطواف والسعي والمبيت والوقوف والحلق والهدي والدعاء والإنفاق،
بركات العمل الصالح،والعمل الصالح هو زاد المسير إلى الله تعالى في هذه الرحلة الدنيوية العاجلة،حتى يصل المؤمن إلى رضوان ربه ورحمته ويبقى عمله عند الله مذخورٌ،ويزيد الأجر إذا كان في شهرٍ قد حرمه الله تعالى،
قال الله عز وجل( فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ )الأنبياء،
وأصحاب العمل الصالح هم ورثة النعيم المقيم في الجنة، قال الله تعالى(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة،
وعندما يدخل المؤمنون الجنة بعملهم الصالح فلهم عند الله أعلى الدرجات،وعندئذ،يتقلبون بين أصناف النعيم الذي لا ينفد ويتقلدون أبهى الحلل،
وفي الدنيا والآخرة سيجد أهل العمل الصالح في الأرض الود الجميل في القلوب جزاءً بعملهم،
فلا يتساوى أهل العمل الصالح والطالح(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ)غافر،
فالمؤمن على طول حياته لا ينفك من العمل الصالح الذي هو قرين الإيمان،
من صور العمل النافع،وعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها على سبيل المثال،
المحافظة على صلاة الجماعة،لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى،قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )صحيح البخاري،
فما بالنا بأيام الأشهر الحرم التي يضاعف الله تعالى فيها أجور العمل الصالح،
الصيام ، الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه، ولذلك كان أجره غير محدد بأضعافٍ معينةٍ كما أخبرنا القرآن والسنة عن الأجور التي تتضاعف إلى عشر أمثالها أو أكثر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم،فإنه لي وأنا أجزي به،ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)صحيح البخاري،عن أبي هريرة رضي الله عنه،
ولكن أجره يزيد في الأشهر الحرم، وقد وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من وجد في نفسه طاقةً على الصيام، فليصم،
ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو،
ولهذا(كان الصديق أبو بكرٍ رضي الله تعالى عنه يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء،
ووصى عمر بن الخطاب ابنه عبد الله عند موته فقال،عليك بخصال الإيمان وسمى أولها الصيام في شدة الحر،
ومن جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين،
قال عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم(صدقة السر تطفئ غضب الرب ) رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الترغيب،
إنها لصورٌ من الطاعات التي تبيض الوجوه يوم العرض على رب العباد،
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل الصالح والغنائم الباردة وأن يثيبنا خير الثواب وعظيم الجزاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن العمل الصالح يتميز خلال الأشهر الحرم،وهي،شهر الله المحرم ورجب المعظم،وذو القعدة،وذو الحجة،
لأن الأجر فيها مضاعف،والعطاءَ من الله تعالى فيه غزير،
قال الله تعالى(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)التوبة،
وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم،في بيان ذلك(إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً،منها أربعة حرم، ثلاث متواليات،ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)صحيح البخاري،
وقد حرم الله تعالى،هذه الشهور لأسبابٍ من أهمها،أن يتفرغ المؤمنون للمزيد من صور العبادة الموسميَّة،
وأشهر ما يميز شهر المحرم مع غيره من بقية الأشهر في شأن عبادة الصوم، فقد استحبَّ فيه النبي صلى الله عليه وسلم،كثرةَ الصيام على جهة النافلة،فعن أبي هريرة رضى الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)صحيح مسلم،بسندٍ صحيح،
ومن أيام الله في شهر المحرم التي يستحب صيامها،يوم عاشوراء، فقد أكدَّ صيامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما قال(ما رأيت النبي صلى اللَه عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إِلاّ هذا اليوم يوم عاشوراء)صحيح البخاري،
والعلة التي من أجلها ذلك هو طلب المغفرة لذنوبِ عامٍ قد مضى، فعن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )صحيح الترمذي،وصححه الألباني،
والإهتمامِ بصيامه مبني على قاعدة دينية،فهو اليوم الذي نجى الله تعالى،فيه موسى من الغرق كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال(قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال،ما هذا فقالوا،هذا يوم عظيم يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون،فصامه موسى شكراً،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه )مسند الإمام أحمد،
وعلى هذا سار أصحابه الكرام يصومون يوم عاشوراء ويأمرون أهليهم وحتى الصبيان بصيامه،
ولا يخفى عظيم الأجر على التعبد ببقية صور العبادة في شهر الله المحرم،
وأما شهر رجب فهو من الشهور الكريمة عند الله،
وكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،يصوم كثيراً من رجب، وعن ابن عباس رضي الله عنه يقول(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول،لا يفطر،ويفطر حتى نقول،لا يصوم )صحيح مسلم،
ولكن الأمر لم يكن على إتمام الشهر كله مثل رمضان،
وأما ذو الحجة،فهو أيام الحج وأركانه وموسمه الأعظم من التروية إلى عرفه ويوم النحر والتشريق، وفيه الإحرام والطواف والسعي والمبيت والوقوف والحلق والهدي والدعاء والإنفاق،
بركات العمل الصالح،والعمل الصالح هو زاد المسير إلى الله تعالى في هذه الرحلة الدنيوية العاجلة،حتى يصل المؤمن إلى رضوان ربه ورحمته ويبقى عمله عند الله مذخورٌ،ويزيد الأجر إذا كان في شهرٍ قد حرمه الله تعالى،
قال الله عز وجل( فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ )الأنبياء،
وأصحاب العمل الصالح هم ورثة النعيم المقيم في الجنة، قال الله تعالى(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة،
وعندما يدخل المؤمنون الجنة بعملهم الصالح فلهم عند الله أعلى الدرجات،وعندئذ،يتقلبون بين أصناف النعيم الذي لا ينفد ويتقلدون أبهى الحلل،
وفي الدنيا والآخرة سيجد أهل العمل الصالح في الأرض الود الجميل في القلوب جزاءً بعملهم،
فلا يتساوى أهل العمل الصالح والطالح(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ)غافر،
فالمؤمن على طول حياته لا ينفك من العمل الصالح الذي هو قرين الإيمان،
من صور العمل النافع،وعلى المسلم أن لا يكسل أبداً عن العمل الصالح هذه الأيام وأن يغتنم هذه الفرصة من صنوف العمل الصالح في الأشهر الحرم والتي منها على سبيل المثال،
المحافظة على صلاة الجماعة،لأن الأجر فيها أضعاف صلاة الذين يصلون فرادى،قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )صحيح البخاري،
فما بالنا بأيام الأشهر الحرم التي يضاعف الله تعالى فيها أجور العمل الصالح،
الصيام ، الذي هو من أجلِّ القربات، وهو سرٌ بين العبد وربه، ولذلك كان أجره غير محدد بأضعافٍ معينةٍ كما أخبرنا القرآن والسنة عن الأجور التي تتضاعف إلى عشر أمثالها أو أكثر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم،فإنه لي وأنا أجزي به،ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)صحيح البخاري،عن أبي هريرة رضي الله عنه،
ولكن أجره يزيد في الأشهر الحرم، وقد وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من وجد في نفسه طاقةً على الصيام، فليصم،
ويزيد الأجر كذلك إذا كان الصيام في الصيف الذي تزداد فيه حرارة الجو،
ولهذا(كان الصديق أبو بكرٍ رضي الله تعالى عنه يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء،
ووصى عمر بن الخطاب ابنه عبد الله عند موته فقال،عليك بخصال الإيمان وسمى أولها الصيام في شدة الحر،
ومن جليل الأعمال الصالحة هذه الأيام الصدقة، وهي في ذاتها دليلُ هدايةٍ قلبية وعمليةٍ للمؤمنين،
قال عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم(صدقة السر تطفئ غضب الرب ) رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الترغيب،
إنها لصورٌ من الطاعات التي تبيض الوجوه يوم العرض على رب العباد،
أسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل الصالح والغنائم الباردة وأن يثيبنا خير الثواب وعظيم الجزاء.