خـفـ الـلـيـلـ ـوقـ
25-08-2006, 01:39 AM
كما قلنا من قبل احتاج الأمر من السينما الأمريكية قرابة الخمس سنوات حتي تستوعب صدمة 11/9/2001 لتعيد تقديمها في أفلام روائية مثل الرحلة يونيتد 93 و مركز التجارة العالمي وهو نفس الأمر الذي يمكن ان يقال عن حرب العراق والغزو الأمريكي لأفغانستان.. وعلي طريق المخرج الأمريكي المتمرد مايكل مور صاحب فيلم (11/9 فهرنهايت) التسجيلي عن تلك الأحداث والذي فاز بجائزة مهرجان كان الكبري سار المخرج البريطاني مايكل ونتر بونوم ولكن هذه المرة للغوص في أحد أخطر جوانب ما تطلق عليه الولايات المتحدة الحرب علي الإرهاب وأكثرها اثارة للجدل وهو أسلوب معالجتها لهذه الظاهرة وتحليلها لأسبابها.. واختار وينتر بونوم وزميله مات وايتكروس ابشع مظاهر الحملة الأمريكية وهو معسكر جوانتانامو الشهير الذي حولته الي قطعة حقيقية من جهنم وألقت فيه ببضع مئات من الشباب المسلم دون أدلة أو إثباتات حقيقية علي ضلوعهم في عمليات إرهابية بل ودون اي حق في محاكمة أو نقض للاجراءات أو معاملة وفق القانون الدولي الذي ينظم معاملة أسري الحرب فقد لفقت الإدارة الأمريكية تخريجة قانونية لسلب هؤلاء المعتقلين كل حقوقهم حين اطلقت عليهم اسم مقاتلون أعداء واختارت ان تلقي بهم في معسكر حربي يقع علي الأراضي الكوبية ولا يخضع للقوانين الأمريكية التي ربما كانت ستكون أرحم بكثير عليهم من قوانين هذا المعسكر.. ويعالج صناع فيلم الطريق الي جوانتانامو واقعة حقيقية لثلاثة شبان بريطانيين اعتقلوا لمدة سنتين في هذه القاعدة الأمريكية ومعتقلها الرهيب.. ويتابع الفيلم الذي يمزج بين التمثيل والتسجيل رحلة ثلاثة شبان من مدينة تريبتون البريطانية في عام 2002 الي كراتشي في باكستان لحضور حفل زفاف أحدهم.. في نفس الوقت الذي تكون فيه القوات الأمريكية قد بدأت حملتها العسكرية ضد افغانستان.. ومن أحد المساجد ينطلق الشبان الثلاثة علي متن شاحنة الي قندهار لمساعدة الأفغان استجابة لنداء أحد الخطباء في المسجد وتتعرض القافلة التي تقلهم للقصف فيقررون العودة من حيث انطلقوا لكن قوات تحالف الشمال تلقي القبض عليهم وتسلمهم للقوات الأمريكية التي تعتبرهم أعضاء في تنظيم القاعدة ويتعرضون للضرب والتعذيب من قوات التحالف والقوات الباكستانية والأمريكية للاعتراف بعضويتهم المزعومة في القاعدة وعلاقتهم بأسامة بن لادن ورغم عدم وجود اي أدلة أو اعترافات يتم شحنهم الي القاعدة العسكرية الأمريكية في خليج جوانتانامو الكوبي ليستمر الاستجواب والتعذيب قبل ان يلقي بهم في زنزانات المعتقل الشهير الرهيبة.. ويستعين الفيلم بالشبان الثلاثة الحقيقيين الذين تعرضوا لهذه التجربة في اعادة تجسيدها، ورواية فصولها وقد صعد الشبان الثلاثة علي منصة مهرجان برلين مع المخرجين في لحظة استلام الجائزة، ورغم ان المخرج مايكل وينتر بونوم قال في مؤتمر صحفي لا أعتقد ان فيلمي موجه ضد الأمريكيين ولا يحاول أن يصفهم بالأشرار.. وأن الباكستانيين طيبون.. الفيلم يحاول فقط ان يقول ان مجرد وجود معتقل مثل جوانتانامو في حد ذاته أمر صادم .
:looking: :looking: :looking:
منقول
:looking: :looking: :looking:
منقول