المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يجب على المحتسبين أن يسيروا على قدوتهم رسولنا الكريم



امـ حمد
29-08-2014, 05:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمحات للمحتسبين
فإن للاحتساب في ديننا مكانةكبيرة، وأهمية عظيمة، كيف لا،وهو الأمر الذي لا تستقيم أحوال العباد إلا به،ولا تصلح أمورهم إلا بوجوده،ولا يقوم اعوجاجهم إلا في التناصح بينهم،وتعاونهم على البر والتقوى،وتناهيهم عن الإثم والعدوان،
بحيث يحب الواحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه،مصداقاً لحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(والذي نفسي بيده،لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره،أو قال،لأخيه ما يحب لنفسه)أخرجه البخاري ،ومسلم،
فهذا من خصال الإيمان،فينبهه على خطئه،ويردعه عن غيه،ويقيم حجة الله تعالى عليه بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر،
ولما كان المحتسب،هو صاحب المكانة الرفيعة،والقائم مقام القدوة لكل المجتمع، كان لزاماً عليه أن يتعاهد نفسه في كل وقت، ويراجع حسابه في كل حين،
وهنا نقف مع المحتسبين،نسأل الله أن ينفعنا بها ،أن ينفع بها كل أخ قائم لله، آمر بمعروف وناه عن مُنكر
ومن هذه اللمحات،
أولاً، على المحتسبين إخلاص نياتهم لله،تبارك وتعالى،وليعلم أنه بعمله هذا يقوم بعمل الأنبياء، سائر على طريقهم، لابس ثوبهم، ويا له من فضل، وكفى به من شرف، وأنعم بها من مكانة لا تساويها مكانة(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)فصلت،
بكم تفخر الأمة، وبأمثالكم يُحافظ على كيانها، وتُصان للأمة كرامتها،
بأمثالكم تزول البدع وتموت، وتذهب المنكرات في المجتمع المسلم،
فترك الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكبر سبب لفشوِّ المنكرات في المجتمعات، وضياع حقوق الناس، وظلم بعضهم لبعض، وذهاب الخيرية في هذه الأمة(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)آل عمران،
ثانياً،يجب على المحتسبين أن يسيروا على الطريق التي سار عليها إمامهم وقدوتُهم صلى الله عليه وسلم،بعيدين عن الإفراط والتفريط، عن الغلو والتنطع،ليحققوا (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)البقرة،
مُتبعين بذلك الهدي النبوي،مبتعدين عن البدعة في الدين(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)يوسف،
فالسير على خطى النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم،مطلب شرعي مقدَّم على كل شيء،وسلامة المنهج الذي يسير عليه المُحتسب أمر له الأولوية في حق المحتسبين(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )

فبعض الناس يلتحق بركب الأخيار ويلتزم حدود الشريعة، وينافح عن الدين بيده وقلمه ولسانه، ولكنه لا يجعل غايته من ذلك تحقيق العبودية لله،تعالى،فيدخل في نيته أمور تكدِّر صفو النية ونقاءها،
فالداعية إلى الله قد يكون طالباً العز والنصر والتمكين للأمة، والصلاح للمجتمع، وهذه غاية نبيلة ومطلوبة ومرغوب فيها،
والنبي صلى الله عليه وسلم،لما أخبر عن تمكين الله،عز وجل،لدينه قال كما في حديث خباب بن الأرت قال،شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهو متوسِّد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له،ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا،قال(كان الرجل في من قبلكم يُحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشقُّ باثنتين، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليُتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يَخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)رواه البخاري،
فهو استعجال في طلب النصر، وتحقق سنن الله،تعالى،في عباده، ومن هنا ندرك الحكمة من كثرة التأكيد على أن وعد الله ،تعالى حق،وقرنه بالأمر بالصبر، والإخبار أن العاقبة للمتقين، وسنن الله عز وجل،لا تتبدَّل ولا تتغير،
وهناك أسباب راجعة إلى المجتمع المحيط بالداعية،والتي منها،
صدُّ المجتمع للداعية، والوقوف في وجهه،
وعدم تقبُّل قوله أو فعله، وقد يصل الحال في بعض الأحيان إلى أن يتعرَّض المحتسب للفتن والابتلاء، وهذا الحال يوجد في المجتمعات التي تَكثُر فيها البدع والجهل بدين الله،تبارك وتعالى،وحال هذا المحتسب لن يكون أحسن حالاً من إمام المحتسبين والداعين إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم،فقد تعرَّض لأشد الابتلاء، ولو أنا قرأنا سيرته، وأمعنا النظر فيها لكان هذا داعماً لكل أخ أوقف نفسه لدين الله،تبارك وتعالى،ولن يوجد مجتمع أشد تعسُّفاً وتعنتاً من قريش أمام النبي صلى الله عليه وسلم،ولن يوجد أكرم وأفضل محتسب وداع إلى الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد يكون من الأسباب أيضاً،وجود القصور من قبل المُحتسِب في أمور الدعوة إلى الله ،عز وجل،وعدم وجود الفقه في معالجة الأخطاء السارية في المجتمعات، وأيضاً الأخطاء التي قد تحصل من بعض أولي العلم، ومن هنا يتسلل الشيطان إلى قلبه،لتَنفيره من الاستقامة على الدين، ومن أهل الاستقامة والصلاح في النفس، وهذا ناتج عن عدم تأصُّل العلم في نفس المحتسب،ومن هنا تأتي المضايقات والسخرية وما شابه، والنفس البشرية تَضعُف أمام المضايقات،
من أسباب الانقلاب على المنهج،ما يحصل في مجتمع العلماء ومَن سار على دربهم من تنافُس الأقران، أو التقدم في منصب دُنيوي لقرين من الأقران،فيحصل للمحتسب ما يحصل من التنافُس والتنافُر حتى يصل الحال به إلى أن ينقلب على عقبيه بعد أن هداه الله، والتي ينبغي على كل إنسان،وبالأحرى والأخص الداخلون في سلك الدعوة إلى الله، الحذر منها ومن غيرها من الأسباب،

أسأل الله تبارك وتعالى،بأسمائه وصفاته أن يُثبتنا على دينه حتى نلقاه، وأن يُحيي الأمة ويردَّها إلى دينها مرداً جميلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الحسيمqtr
03-09-2014, 09:38 PM
جزاكِ الله خير

امـ حمد
04-09-2014, 02:57 AM
جزاكِ الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

Noof_mz
04-09-2014, 12:11 PM
رحم الله والديك و جزاك الله الف خير

امـ حمد
04-09-2014, 04:34 PM
رحم الله والديك و جزاك الله الف خير

بارك الله في حسناتج اختي الغاليه نووف
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا