المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية التفريق بين الأولاد في المضاجع



امـ حمد
01-09-2014, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعطى التشريع الإسلامي للطفل كامل حقوقه في كافة المراحل وكافة المجالات ومن هذه الحقوق,الحقوق التربوية للطفل بهدف بناء مجتمع أخلاقي سليم,وذلك من خلال أوامره لأولياء الأمور بمراعاة هذه الحقوق وحثهم على تربية الأطفال وتنشئتهم نشأة إسلامية واجتماعية سليمة,وبالتالي هما مسئولان أمام الله ثم أمام المجتمع عن تنزيه أطفالهم عن مفاسد الأخلاق وإبعادهم عن كل فعل يرتبط بالفاحشة وتعويدهم على الأخلاق الحميدة ومنها حفظ العورات والتحلي بالحياء,
والشريعة الإسلامية واضحة فيما يرتبط بحق الطفل ضد كل ما يساعد على الانحرافات الأخلاقية والجنسية ومنها الأمر النبوي بالتفريق بين الأبناء في المضاجع فقد روي أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)أخرجه أحمد وأبو داود وصحّحه الألباني,
ويتضح في الحديث إعجاز الإرشاد النبوي لكونه أتى متزامنا مع فترة البلوغ ابتداء من سن العاشرة والآثار الناجمة عنها والمرتبطة بهذه الفترة, حيث تبدأ التغيرات الجسدية في الظهور،
وروي الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا بلغ أولادكم سبع سنين ففرقوا بين فرشهم وإذا بلغوا عشر سنين فاضربوهم على الصلاة ) صححه الألباني،
فالتفريق بين الأبناء في المضاجع حق كفلته الشريعة الإسلامية للأبناء سواء كانوا ذكورا وإناثا أو إناثا فقط أو ذكورا فقط وإن كانا في حجرة واحدة, أي أن التفريق يكون بالتفريق بين الأخ والأخت وبين الأخت والأخت وبين الأخ والأخ وبين البنت والخادمة أو الولد والخادمة, على سبيل اجتناب الفاحشة حيث تظهر العورات أثناء النوم ووارد حدوث التصاق الأبدان مما قد يثير الشهوة الجنسية لدى احد الطرفين،
وأهل العلم حيث فسروا التفريق في المضاجع بأمرين،
الأول،التفريق بين فرشهم وهذا هو ظاهر الحديث،
الثاني،ألا يناما متجردين على فرش واحد,فإذا بلغ الأخوة عشر سنين ذكورا كانوا أو إناثا أو إناثا وذكوراً,فرق وليهم بينهم في المضاجع فيجعل لكل منهما فراش وحده،
وظاهر الأمر بالتفريق ،لأنهم أصبحوا مراهقين ويخشى من حدوث شهوة والنائم كالميت وهذه هي العلة التي من أجلها نهى عن تمكينهم من النوم في فراش واحد بل يجعل لكل فراشاً مستقلاً،
(لقوله صلى الله عليه وسلم (وفرقوا بينهم في المضاجع)
حتى نحقق لهم التربية الإسلامية التي أمرنا بها المولى عز وجل واهتم بتوصيلها رسوله الكريم, وحتى لا نسمح بنمو شهوات عشوائية أو غير مهذبة في نفوس الأطفال,
حيث يبدأ النمو الجنسي في المرحلة العمرية والتي حددها رسول الله بعشر سنوات،
أما إذا كان المكان السكني واسعاً،ولكل فرد حجرة نومه الخاصة به, فهنا على الوالدين وخاصة الأمهات متابعة ومراقبة الأطفال مع الخادمات التي تجهل أمور ديننا أو حتى عاداتنا وتقاليدنا وإبداء الاعتراض على أي من المخالفات لتحقيق الأمان لأطفالنا وإبعادهم عن الفواحش والتفكير في الرذيلة والعياذ بالله ولتحقيق التماسك الأسري،
العبرة من التفريق في المضاجع
لم يدع رسول الله إلى التفريق في المضاجع بشكل مجرد, وإنما كانت دعوته صلى الله عليه وسلم،لها مغزى كبير وعظيم الأثر, فالتفريق قاعدة تربوية إسلامية من حق كل طفل, ويجنب أطفالنا الوقوع في الفاحشة ويحد من انتشار الشذوذ الجنسي وزنا المحارم والتي يتجاهلها الكثيرون من أولياء الأمور سواء عن قصد أو دون قصد, لأنها تتم في إطار من السرية بسبب النوم المشترك في نفس الفراش مع الأخت أو الأخ والتصاق أجسادهم, الأمر الذي قد يغريهم بالمداعبات،وتبدو الظاهرة وكأنها قليلة ظاهرياً,
ولكنها في الواقع منتشرة وبكثرة,
وتبين مدى انتشارها وخاصة مع انتشار الوسائل التكنولوجية الحديثة من الدش والانترنت،وانتشار الأفلام الإباحية أمامهم والألعاب الالكترونية المليئة بالإيحاءات الجنسية مما قد يوسوس الشيطان في نفوسهم بتطبيق ما يشاهدوه, ولان الأطفال بحكم براءتهم وسنهم الصغير لا يعرفون حدود ما يجوز وما لا يجوز،
فهنا يكون اللوم كله على الأهل والوالدين لعدم امتثالهم لأمر رسول الله في التفريق بين الأبناء في المضاجع،
التفريق في المضاجع يساعد على تنظيم علاقات الفرد الحسية بالآخرين والمجتمع الذي يعيش فيه ابتداء من اقرب الناس إليه وهم أخوته, واحترام الحدود الفاصلة بينهم كما يساعده ذلك في التحكم في تعاملاته مع أبناء جيله والتحكم في دوافعه الغريزية والحصانة الذاتية لديه, فلا يتأثر بما يقابله من شهوات وهكذا لا يصبح فريسة سهلة للأمراض الجنسية،
التفريق في المضاجع يتيح لكل فرد بالاحتفاظ بخصوصيات حياته والتمتع بالاستقلالية مما تؤثر على استقراره النفسي وإقباله على الحياة بنفس هادئة مطمئنة،
حق الطفل في التفريق،الأطفال أمانة أودعها الله في أيدي الآباء والأمهات وعليهم أن يكونوا على قدر المسئولية في الحفاظ على هذه الأمانة وتلبية حقوقهم حتى يكون هؤلاء الأطفال فخراً لمجتمعهم وعنواناً لتقدمه وتمسكه يقول الله تعالى(يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ )ويقول صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)رواه البخاري،
كما ربط المولى عز وجل بين مصير الأهل ومصير الأبناء،
فيقول جل شأنه(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ)سورة التحريم،
ولهذا على الأم الدور الأكبر في تعويد الطفل التزام الآداب الاجتماعية المستقاة من ديننا الحنيف وتربيته على القيم والمثل الإسلامية التي تقوم على العفاف والطهر حذراً من غوائل الشهوة وحتى لا يكون للشيطان عليهم سبيل,
ومن هنا على الأمهات اخذ موضوع التفريق بين الأبناء على محمل الجد والتفريق بين البنات والذكور منذ الصغر في المضجع, حيث أن غالبية الأمهات لا ترى حرجاً في عدم التفريق وكأن عقلها الباطن يرفض الاعتراف باحتمال وقوع الفاحشة بين أبنائها ولكونهم أخوة ولا تعرف أن كثيراً من المفاسد وقعت بسبب إهمال هذا الإرشاد النبوي(وفرقوا بينهم في المضاجع عند عشر)ومعنى وفرقوا بينهم،أي فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم حذراً من غوائل الشهوة لأنهم قاربوا البلوغ،أي يتخذ لكل واحد مضجعاً مستقلاً عن الآخر ،
والفرق بينهم في المضاجع في الطفولة تأديباً لهم ومحافظة على أمر الله،
وكذلك عليها تربية الأطفال على ستر عوراتهم حتى يتربوا على الحياء لأنه خلق طيب من أخلاق الإسلام ,
وعليها أن تغرس في نفوس الابن واجباته تجاه أخته وحقوقها عليه والعكس مع مراعاة عدم الإعلاء من الذكور على حساب الإناث وعليها كذلك تنمية الضمير الحي في نفوس أطفالها وخاصة فيما يتعلق بأي سلوك جنسي،
وهذه بعض النصائح للأمهات فيما يخص التفريق بين الأبناء في المضاجع وحق الطفل فيه،
لا تتهاوني في الفصل بين الأبناء, سواء بناتاً أو صبياناً ،
في بداية نوم الأبناء كوني قريبة منهم وانقلي لهم صوت حركتك حتى تطمئني أنهم خلدوا للنوم وأيضاً عليك تفقد الأبناء والاطمئنان عليهم على فترات طوال الليل وعند صلاة الفجر،
والابتعاد عن التدليل الزائد للأطفال والذي يجعلهم غير واعين لتحمل المسئولية ولا يخافون من ارتكاب الأخطاء ،لأن هناك من يغفر لهم أخطاءهم أياً كانت وأياً كان مداها،
الإصغاء إلى الطفل والسماع الإيجابي له والتعرف على مشاكله حتى لا يحس بالكبت وتفريغ شحنات الغضب في سلوك مشين.
نسأل الله أن يعيننا على تربية أولادنا كما يحب هو ويرضى .

الحسيمqtr
03-09-2014, 09:37 PM
جزاكِ الله خير

امـ حمد
04-09-2014, 02:58 AM
جزاكِ الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

مرهوب
09-09-2014, 01:48 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
09-09-2014, 04:54 PM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الدهر
وجزاك ربي جنة الفردوس