المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارق الصلاة



امـ حمد
04-09-2014, 03:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سارق الصلاة
إن الشيطان الرجيم قد أقسم لرب العزة والجلال(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)الحجر،
فالشيطان عندما رأى طاعة الملائكة لربهم بالسجود لآدم عليه السلام،غار أشد الغيرة،
وأشد غيرته للإنسان المؤمن الذي يطيع ربه سبحانه وتعالىن
وأشد الغيرة تكون عندما يقف العبد بين يدي ربه في الصلاة، فيحاول أن يُشغله ما استطاع لكي يُخرجه من مقام الصلاة العظيم مذموماً،
يقول ابن القيم، والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان وأشده عليه ،
فهو يحرص ويجتهد أن لا يقيمه فيه،
ويُقال أن الشيطان في الصلاة كالذباب،كلما ذُبَّ أي،دُفِع،عاد مرةً أخرى،
فمعركة الشيطان مع العبد تشتد أثناء الصلاة،فهو دائماً ما يدخر الحلول الممتازة لجميع المشاكل لوقت لصلاة،
فيجعل العبد يُفكر فيها وينشغل بها عن الخشوع، حتى يخرج من الصلاة بلا استفادة،
والأدهى،أن ينسى هذه الحلول فور انتهاءه من الصلاة، فيخسر دنياه وآخرته،
يقول ابن القيم،فيذّكره في الصلاة مالم يذّكر قبل دخوله فيها حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وأيس منها فيذكره إياها في الصلاة،
ليشغل قلبه بها ويأخذه عن الله،عز وجل،
فيقوم فيها بلا قلب فلا ينال من إقبال الله تعالى، وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجلَّ،الحاضر بقلبه في صلاته،
فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله،
فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها وأكمل خشوعها ووقف بين يدي الله تعالى،بقلبه وقالبه،
فهذا إذا انصرف منها وجد خفة من نفسه وأحس بأثقالٍ قد وُضِعت عن، فوجد نشاطاً وراحة وروحاً حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها،
لأنها قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيان
فكم مرة قد هزمك الشيطان في معركة الصلاة،
وكم مرة قد ألهاك عنها، ثم ولَّى مدبراً وهو يضحك ويقهقه فرحاً بانتصاره عليك،
أما في الآخرة ، فيُخبر الله تبارك وتعالى،عن تحسُّر العباد يوم القيامة لاتباعهم الشيطان، فيقول(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)إبراهيم،
فاحذر من وعود الشيطان وأمانيه الكاذبة، لأنه سيتبرأ منك يوم القيامة،
عن عمار بن ياسر قال،سمعت رسول الله يقول(إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها)المحدث،الألباني،
صحيح أبي داود،
فالشيطان يُنقص من أجرك، بقدر ما يأخذ من خشوعك في الصلاة، وأنت كم تتعب في جمع الحسنات،
فتتهيأ بالوضوء وترك مشاغلك والذهاب إلى المسجد، ثم تُضيِّع ذلك كله، بشرود ذهنك وسرحانك في الصلاة،
يقول ابن القيم،بإجماع السلف،أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها وحضره بقلبه،فبقدر الوقت والقوة التي خشعت فيها في الصلاة، تحصل على قدر من الحسنات،
وإن أكثر فأكثر،وإن أقل فأقل،
لأنه كأنك قد أُعطيت كمية من الحسنات لحراستها في الصلاة لمدة عشر دقائق، ثمَّ بعد ذلك ستكون ملكًا لك،
فقمت بحراستها لمدة دقيقتين ثمَّ نمت، فإذا الشيطان يسرق من هذه الحسنات، ثمَّ استيقظت لحراسة البقية، فبدأت تنام مرة أخرى وبدأ الشيطان يسحب،
وهكذا إلى أن انتهت العشر دقائق،
فبعض الناس قد خسر نصف حسناته، والبعض الآخر قد خسر جزء بسيط فقط، وبعضهم لم يتبق له أي حسنة،
فهل تعرفت على سارق الصلاة،
وهل عرفت طريقته في سرقة الصلاة،
وهل ستتنبه له وتحرس صلاتك من قاطع الطرق،ألا وهو الشيطان اللعين،
أسأل الله تعالى أن يحفظ لنا وعلينا صلاتنا،
وأن يجعلها تنهى عن الفحشاء والمنكر ،
وأن يزيد نصيبنا منها،
وألا يجعلنا من المحرومين،
اللهم آمين .

Noof_mz
04-09-2014, 12:10 PM
جزاكم الله خير على الموضوع

امـ حمد
04-09-2014, 04:35 PM
جزاكم الله خير على الموضوع

بارك الله في حسناتج اختي الغاليه نووف
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

مرهوب
09-09-2014, 10:50 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
09-09-2014, 05:01 PM
جزاك الله خير


بارك الله في حسناتك اخوي الدهر
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
23-09-2014, 08:53 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
23-09-2014, 09:53 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

أحلى دلع
25-09-2014, 12:53 PM
جزاءك الله خير

امـ حمد
11-10-2014, 04:22 PM
جزاءك الله خير




بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس