المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره



امـ حمد
13-09-2014, 05:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه،وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه )الزلزلة،
سبب نزول الآية،نزلت هذه الآية في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقلّ أن يعطيه الثمرة والكسرة والجوزة،ويقول،ما هذا بشيء،وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه،
وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير الكذبة والغيبة والنظرة ويقول،ليس عليّ من هذا شيء،إنما أوعد الله بالنار على الكبائر،فأنزل الله عز وجل يرغّبهم في القليل من الخير فإنه يوشك أن يكثر،ويحذرهم اليسير من الذنب فإنه يوشك أن يكثر(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)إلى آخرها،
تفسير الطبري،وقوله( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (يقول،فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير, يرى ثوابه هنالك ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )يقول،ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه هنالك،يعني،في كتابه،ويكتب لكل بر وفاجر كل سيئة سيئة واحدة،
وبكل حسنة عشر حسنات،فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضاً،
بكل واحدة عشر، ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات، فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة، دخل الجنة،
وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلاً،والترهيب من فعل الشر ولو حقيراً،
وفي بعض الحديث،الذرة لا زنة لها،
وهذا مثل ضربه الله تعالى،أنه لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة،وهو مثل قوله تعالى،إن الله لا يظلم مثقال ذرة،
وقد تقدم الكلام في الذر ،وأنه لا وزن له،وأن الذر،قال ابن عباس، إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها،فكل واحد مما لزق به من التراب ذرة ،
ومن يعمل،مثقال ذرة من شر من مؤمن،يرى عقوبته في الدنيا،في نفسه وماله وولده وأهله،حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر،
دليله ما رواه العلماء الأثبات،حديت أخرجه الترمذي عن أنس،عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما،أن هذه الآية نزلت على النبي،صلى الله عليه وسلم،وأبو بكر يأكل،فأمسك وقال،يا رسول الله،وإنا لنرى ما عملنا من خير وشر،قال(ما رأيت مما تكره فهو مثاقيل ذر الشر،ويدخر لكم مثاقيل ذر الخير،حتى تعطوه يوم القيامة )
وفي الموطأ،أن مسكيناً استطعم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها،وبين يديها عنب،فقالت لإنسان،خذ حبة فأعطه إياها،فجعل ينظر إليها ويعجب،فقالت،أتعجب،كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة،
وروي عن سعد بن أبي وقاص،أنه تصدق بتمرتين،فقبض السائل يده،فقال للسائل،ويقبل الله منا مثاقيل الذر،وفي التمرتين مثاقيل ذر كثيرة،
وأن على العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها، إلا أن يتوب ويعفو الله عليه،ولهذا قال سبحانه(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)وهذا يدل على أنه لا يضيع هناك شيء من أعمالك الصالحة، بل تحصى لك وتكتب لك وتوفاها يوم القيامة،
كما قال عز وجل(إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)
فهو لا يظلم أحداً مثقال ذرة، بل هو سبحانه وتعالى،الحكم العدل يعطي كل عامل من عمله،وإن تك حسنة يضاعفها،ويؤت من لدنه أجراً عظيماً،
عليك أن تحذر السيئات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها،
وألا تحتقر شيئاً ،فإن معظم النار يكون من مستصغر الشرر، فلا تحقر سيئة أبداً، وقد جاء عن النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(إياكم ومحقرات الذنوب، فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه)الراوي،سهل بن سعد الساعدي المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع،
فعلى كل مؤمن وعلى كل مؤمنة الحذر، من جميع السيئات كما أنه ينبغي لكل مؤمن الاستكثار من الحسنات والحرص على فعل الخير وإن كان قليلاً، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح(اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة)صحيح البخاري،
،وصح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت(جاءت امرأة ومعها ابنتان،تسأل، فأعطيتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة من ابنتيها تمرة، ورفعت الثالثة لتأكلها فنظر إليها ابنتاها يستطعمانها الثالثة فشقت بينهما ولم تأكل شيئاً، فأعجبني أمرها، فلما جاء النبي،صلى الله عليه وسلم،أخبرته بشأنها فقال(إن الله أوجب لها بذلك الجنة)،هذه شق تمرة ورحمة من والدة لابنتيها حصل لها في ذلك الوعد بالجنة،على هذه الرحمة وهذا الإحسان وهذه الشفقة، بشيء قليل،
فينبغي للمؤمن ألا يحقر شيئاً من الحسنات، فإذا وجد شيئاً يجود به على الفقير والمحتاج فلا يحقره،
تمرة، درهم ،نصف درهم أقل أكثر، فالمحتاج ينفعه كل شيء،
فهذا معنى الآية الكريمة، الحث على تحصيل الخيرات، ولو قليلة ولو دقيقة، والحذر من الشرور وإن كانت قليلة، فإنها تجتمع حتى تهلك العبد، كما أن الخير وإن قل يجتمع حتى ينفع العبد في آخرته وفي دنياه،
يعنى من يفعل من الخير زنة ذرةٍ من التراب، يجده في صحيفته يوم القيامة،
لو أردتَ أن تفتش في حياتنا اليومية،لجمعت سيلاً من الحسنات، دمعة يتم تمسحها، أو جوعة فقير تسدها، أو مساعدة عاجز، أو ابتسامة في وجه مسلم،
فما أحرانا أن نكون سباقين إلى كل خير(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ،وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
نسأل الله تعالى أن يضاعف لنا الحسنات، وأن يتجاوز عن السيئات، وأن ييسر لنا الخير،ويعيذنا من موارد الشر،
اللهم آميــــن.

الحسيمqtr
17-09-2014, 05:55 PM
جزاكِ الله خير

امـ حمد
17-09-2014, 11:20 PM
جزاكِ الله خير


بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس