المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ



امـ حمد
13-09-2014, 11:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الأمور التي تؤدي إلى المحبة أو التواد إفشاء السلام، فمعلوم أن فضل تحية الإسلام عظيم،لكونها تحية أهل الجنة، يقول الله،عز وجل﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ﴾الأحزاب،
ويقول سبحانه﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ)إبراهيم،
وفي آية أخرى﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ،سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾الرعد،
بل أمرنا جل وعلا،بردِّ التحية على من ألقاها علينا﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾النساء،
كما أمرنا بالسلام على البيوت التي ندخلها،حيث قال﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾النور،
فيُسلِّم المسلم بذلك على أهله أو على أخ له،
أو على عباد الله الصالحين إذا كان البيت خاليًا،
وبين لنا رسول صلى الله عليه وسلم،أن من بين الحقوق التي تجب على المسلمين فيما بينهم إلقاء السلام(حق المسلم على المسلم ستٌّ)قيل،ما هن يا رسول الله،قال(إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتبعه)رواه البخاري ومسلم،
ولا ننسى أن إفشاء السلام جلب للمحبة بين الناس وزرع لها في قلوبهم وسبب لدخول الجنة،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،أفشوا السلام بينكم)
السلام اسم من أسماء الله،سبحانه وتعالى﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ،هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾الحشر،
ومن مَعانيه المتضمنة في التحية أيضاً أنه دعاء بالسلامة من المصائب في الدين والنفس، كما تتضمن التحية نفسها معنى العهد على صون دماء المسلمين فيما بينهم وأعراضهم وأموالهم،
ومن الآداب المتعلقة بتحية الإسلام،
هناك ثلاث درجات في إلقاء تحية الإسلام،
فإما أن يكون اللفظ،السلام عليكم،
أو تزيد،السلام عليكم ورحمة الله،
أو تزيد،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فالذي يرد السلام وجب عليه أن يرده إما بالقدر الذي تمَّت تحيته به، أو يزيد،
فإن قيل له،السلام عليكم، ردَّ،وعليكم السلام، فيكون قد استجاب لأمر الله تعالى برد التحية﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾النساء،وإن أراد مزيدًا من الأجر زاد على هذه التحية،
أن يبدأ بالسلام،الراكب على الماشي،والماشي على القاعد،والصغير على الكبير،لقول النبي صلى الله عليه وسلم(يسلم الراكب على الماشي،والماشي على القاعد،والصغير على الكبير)صحيح مسلم،
وإذا تلاقى المسلمان فإن البادئ بالسلام أفضل،فعن جابر،
في صحيح مسلم(الماشيان إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل)
وألا يكتفي ملقي السلام بالإشارة باليد أو الرأس،لمخالفته للسنة،ما عدا إذا كان المقصود بالسلام بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة وحدها،
فقد جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(ليس مِنا مَن تشبَّه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى،
فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع، وإن تسليم النصارى بالأكف)حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي، في السلسلة الصحيحة،
وألا يبخل بالسلام في بداية المجلس وعند مفارقته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم(إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة)أخرجه البخاري في الأدب،وأبو داود،والترمذي،وصححه الألباني،
ألا يبخل الشخص بإلقاء السلام على الصبيان أثناء ملاقاتهم،
فقد ثبت،عن أنس أنه عليه الصلاة والسلام( مرّ على صبيان يلعبون فسلم عليهم)سنن أبي داود،والترمذي،
إظهار السرور وبشاشة الوجه ومصافحة الإخوة،لما في ذلك من أثر حسن في غرس المحبة والمودة بين أفراد المجتمع،
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرق)رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه،
وإيصال السلام إلى من كُلف بتبليغه إياه واستحباب رده على قول العلماء،
وللنسائيِّ من حديثِ أَنَسٍ قال،جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خديجة قال،إن الله يقرئ خديجة السلام،فقالت(إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وبركاته)
الانقياد بالتلفظ بتحية الإسلام دون غيرها من التحية المعروفة عند العامة كصباح الخير أو مساء الخير، فيلزم البدء بالسلام أولاً، ثم ما يُتلفظ من بعده فلا بأس،
جواز سلام الرجل على المرأة الأجنبية والعكس،ورد السلام على قول أهل العلم ما لم يكن خضوع بالقول، وعدم المصافحة، فإن لم تؤمن الفتنة تُرك،فقد سئل الإمام مالك،هل يسلم على المرأة،فقال، (أما العجوز) فلا أكره ذلك، وأما الشابة فلا أحب ذلك،
ولا ننسى السلام على الأنبياء والمرسلين عند ذكرهم، وبالأخص إذا ذكر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فلا يجوز البخل في الصلاة والسلام عليه،لقول الله تعالى﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾الأحزاب، ولقوله صلى الله عليه وسلم(البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ)
فنسأل الله السلامة في ديننا والسلامة في الآخرة، وأن نحظى بتحية الله تعالى في الجنة﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ﴾الأحزاب،

الحسيمqtr
17-09-2014, 05:54 PM
جزاكِ الله خير

امـ حمد
17-09-2014, 11:20 PM
جزاكِ الله خير

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

peace-qtr
18-09-2014, 09:14 AM
جزاك الله خير

فميزان حسناتك

امـ حمد
18-09-2014, 11:58 PM
جزاك الله خير

فميزان حسناتك





جزاك الله خير اخوي
وبارك الله في حسناتك