امـ حمد
15-09-2014, 04:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أعظم قول الله تعالى في كتابه(وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ)العنكبوت،
وما أعظم وأجمل قولك يا حبيب الله يا محمّد
(مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت)
( ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ القُلُوبُ )الرعد،
إنّ ذكر الله تعالى،هو المهمة العظمى التي خلقنا الله من أجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ )الذاريات،
وهو الذي يسير الكون على مقتضاه،ليكون العبد قانتاً خاشعاً لله مسلماً مستسلماً ساجداً ومسبّحاً،
إنّ ذكر الله ما هو في حقيقته إلا الطريق السوي الذي يصل بنا إلى الجنّة ،
فالذكر حياة الروح،وإنّما تتربى الروح بحسن ذكرها لله،وتعبّدها له بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء،
فالذكر يربي الروح فتصفو النفس ويرقّ القلب،ويتربّى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبه,فتكون الثمرة عبداً ربّانياً راقياً رحمانياً،
إنّ كثرة الذكر لله تعالى بشتى صوره من تسبيح وتحميد وثناء وإستغفار وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم،وقراءة القرآن,وغير ذلك،لابدّ أن تؤتي ثمارها في سائر الأمور والأحوال،
أولاً،فهي تزيد الإيمان (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )الأنفال،
وإذا زاد الإيمان ظهرت بالتبعية آثاره الواضحة على النفس في، معتقدات صحيحة،وأفهام سليمة،وأخلاق سامية،ومواقف متزنة ربّانية معتدلة،ونشاط نافع،وعلم صالح،
( فالإسلام دين عظيم يتمتع بشمول وجمال في كل جوانبه )
ثانياً،تجعل الإنسان يسعى دائماً للبلوغ بنفسه إلى درجة من درجات الكمال الإنساني،في العقول والقدرات والطاقات الجسمية
والعلمية وغيرها،
مما يجعله قادراً على الإرتفاع بنفسه والرقى بها،
ثالثاً،حصول الأمن النفسي،فمن ثمار الذكر شعور المسلم بسعادة وأمن وإطمئنان في نفسه،ولذة وجدانية عالية فيظهر ذلك جلياً واضحاً على نفسه وقسمات وجهه وجوارحه وأعضائه ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ )الأنعام،ويكفي أنّ ذكر الله طارد للشياطين،
رابعاً،ذكر الله يرضي الله والملائكة والنبي صلى الله عليه وسلم،ويزيل الهمّ والغمّ عن القلوب ويقوي الأيمان،والذي يذكر ربّه كثيراً على جنبه أو قاعداً أو نائماً يشهد كل ذلك له بالحب عند الله،وقوله صلى الله عليه وسلم(سبق المفردون،قالوا،وما المفردون يا رسول الله،قال،الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)صحيح مسلم،
وقوله صلى الله عليه وسلم(ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم،وأرفعها في درجاتكم،وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق،وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم،قالوا،بلى،قال،ذكر الله)رواه الترمذي وابن ماجه والإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في المسند،وصححه الشيخ الألباني،
فضل الذكر،قال الله تَعَالى(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)البقرة,
يعني،اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة،فحق على الله أن يذكر من ذكره،فمن ذكره في طاعة ذكره الله بخير،ومن ذكره في معصية ذكره الله باللعنة وسوء الدار،
وقيل،اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)الأحزاب،
يعني،اذكروا الله باللسان،واذكروه في الأحوال كلها،لأن الإنسان لا يخلو إما أن يكون في الطاعة، أو في المعصية، أو في النعمة أو في الشدة،فإذا كان في الطاعة ينبغي أن يذكر الله تعالى،ويقر بالإخلاص،ويسأله القبول والتوفيق،وإذا كان في المعصية، ينبغي أن يذكر الله تعالى،ويسأله التوبة والمغفرة،وإذا كان في النعمة، يذكره بالشكر،وإذا كان في الشدة يذكره بالصبر،
وقيل(اذكروا الله)أثنوا عليه بالثناء،من التقديس والتمجيد والتهليل والتكبير،وما هو أهله،وأكثروا ذلك،أي،الإقبال على العبادة،فإن كل طاعة،وكل خير من جملة الذكر،
(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لـَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)الأحزاب،
يعني،الذين يذكرون الله تعالى،وهذا في مقام المدح للذاكرين والذاكرات،والذاكر الله كثيراً من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه، أو لسانه،وقراءة القرآن، والاشتغال بالعلم من الذكر،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته، وصليا جميعاً ركعتين،كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)رواه أبو داود، وغيره،وصححه الألباني،
وإذا واظب الإنسان على الأذكار المأثورة صباحاً ومساءً،كان من الذاكرين الله كثيراً(وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)من الذين يغفلون عن ذكر الله، ويلهون عنه،
وقال(مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ؛ مَثَلُ الحَيِّ وَالْـمَيِّتِ)البخاري،ومسلم،
إن الله تعالى يقول(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي)إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ)
ومعنى(ظَنِّ عَبْدِي بِي)ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القَبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار،وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده، ويؤيده قوله(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)رواه الترمذي،
ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد،فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها،وأنها لا تنفعه،فهذا هو اليأس من رحمة الله،
قوله(وأنا معه إذا ذكرني)
وهذه المعية خاصة بالمؤمنين، وهي تقتضي الحفظ والرعاية والتوفيق والتأييد،وهي غير المعية العامة التي تشمل الخلق جميعاً،
قوله(فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)أي،إن ذكرني بالتنزيه والتقديس والتعظيم سراً، وبالخوف والوجل حال الخلوة، ذكرته في نفسي ذكراً يقتضي الإثابة والإنعام والحفظ والرعاية،
قوله(وإن ذكرني في ملأ)أي،جماعة(ذكرته في ملأ خير منهم)أي،في جماعة من الملائكة خير من جماعته التي ذكرني عندهم،
قوله(وإن تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً) ومعنى ذلك،أن العبد إذا تقرب إلى الله تعالى بالطاعة، وأداء ما أمر به وحث عليه، بقدر معين قليلاً كان أو كثيراً، كان تقرب الله تعالى إليه بالإثابة والإنعام والرحمة أعظم وأسرع،
جعلني الله وأياكم من الذاكرين الشاكرين لله
وطابت أوقاتكم بذكره سبحانه وتعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أعظم قول الله تعالى في كتابه(وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ)العنكبوت،
وما أعظم وأجمل قولك يا حبيب الله يا محمّد
(مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت)
( ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ القُلُوبُ )الرعد،
إنّ ذكر الله تعالى،هو المهمة العظمى التي خلقنا الله من أجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ )الذاريات،
وهو الذي يسير الكون على مقتضاه،ليكون العبد قانتاً خاشعاً لله مسلماً مستسلماً ساجداً ومسبّحاً،
إنّ ذكر الله ما هو في حقيقته إلا الطريق السوي الذي يصل بنا إلى الجنّة ،
فالذكر حياة الروح،وإنّما تتربى الروح بحسن ذكرها لله،وتعبّدها له بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء،
فالذكر يربي الروح فتصفو النفس ويرقّ القلب،ويتربّى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبه,فتكون الثمرة عبداً ربّانياً راقياً رحمانياً،
إنّ كثرة الذكر لله تعالى بشتى صوره من تسبيح وتحميد وثناء وإستغفار وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم،وقراءة القرآن,وغير ذلك،لابدّ أن تؤتي ثمارها في سائر الأمور والأحوال،
أولاً،فهي تزيد الإيمان (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )الأنفال،
وإذا زاد الإيمان ظهرت بالتبعية آثاره الواضحة على النفس في، معتقدات صحيحة،وأفهام سليمة،وأخلاق سامية،ومواقف متزنة ربّانية معتدلة،ونشاط نافع،وعلم صالح،
( فالإسلام دين عظيم يتمتع بشمول وجمال في كل جوانبه )
ثانياً،تجعل الإنسان يسعى دائماً للبلوغ بنفسه إلى درجة من درجات الكمال الإنساني،في العقول والقدرات والطاقات الجسمية
والعلمية وغيرها،
مما يجعله قادراً على الإرتفاع بنفسه والرقى بها،
ثالثاً،حصول الأمن النفسي،فمن ثمار الذكر شعور المسلم بسعادة وأمن وإطمئنان في نفسه،ولذة وجدانية عالية فيظهر ذلك جلياً واضحاً على نفسه وقسمات وجهه وجوارحه وأعضائه ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ
مُهْتَدُونَ )الأنعام،ويكفي أنّ ذكر الله طارد للشياطين،
رابعاً،ذكر الله يرضي الله والملائكة والنبي صلى الله عليه وسلم،ويزيل الهمّ والغمّ عن القلوب ويقوي الأيمان،والذي يذكر ربّه كثيراً على جنبه أو قاعداً أو نائماً يشهد كل ذلك له بالحب عند الله،وقوله صلى الله عليه وسلم(سبق المفردون،قالوا،وما المفردون يا رسول الله،قال،الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)صحيح مسلم،
وقوله صلى الله عليه وسلم(ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم،وأرفعها في درجاتكم،وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق،وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم،قالوا،بلى،قال،ذكر الله)رواه الترمذي وابن ماجه والإمام مالك في الموطأ والإمام أحمد في المسند،وصححه الشيخ الألباني،
فضل الذكر،قال الله تَعَالى(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)البقرة,
يعني،اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة،فحق على الله أن يذكر من ذكره،فمن ذكره في طاعة ذكره الله بخير،ومن ذكره في معصية ذكره الله باللعنة وسوء الدار،
وقيل،اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)الأحزاب،
يعني،اذكروا الله باللسان،واذكروه في الأحوال كلها،لأن الإنسان لا يخلو إما أن يكون في الطاعة، أو في المعصية، أو في النعمة أو في الشدة،فإذا كان في الطاعة ينبغي أن يذكر الله تعالى،ويقر بالإخلاص،ويسأله القبول والتوفيق،وإذا كان في المعصية، ينبغي أن يذكر الله تعالى،ويسأله التوبة والمغفرة،وإذا كان في النعمة، يذكره بالشكر،وإذا كان في الشدة يذكره بالصبر،
وقيل(اذكروا الله)أثنوا عليه بالثناء،من التقديس والتمجيد والتهليل والتكبير،وما هو أهله،وأكثروا ذلك،أي،الإقبال على العبادة،فإن كل طاعة،وكل خير من جملة الذكر،
(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لـَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)الأحزاب،
يعني،الذين يذكرون الله تعالى،وهذا في مقام المدح للذاكرين والذاكرات،والذاكر الله كثيراً من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه، أو لسانه،وقراءة القرآن، والاشتغال بالعلم من الذكر،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته، وصليا جميعاً ركعتين،كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)رواه أبو داود، وغيره،وصححه الألباني،
وإذا واظب الإنسان على الأذكار المأثورة صباحاً ومساءً،كان من الذاكرين الله كثيراً(وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)من الذين يغفلون عن ذكر الله، ويلهون عنه،
وقال(مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ؛ مَثَلُ الحَيِّ وَالْـمَيِّتِ)البخاري،ومسلم،
إن الله تعالى يقول(أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي)إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ)
ومعنى(ظَنِّ عَبْدِي بِي)ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القَبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار،وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده، ويؤيده قوله(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)رواه الترمذي،
ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد،فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها،وأنها لا تنفعه،فهذا هو اليأس من رحمة الله،
قوله(وأنا معه إذا ذكرني)
وهذه المعية خاصة بالمؤمنين، وهي تقتضي الحفظ والرعاية والتوفيق والتأييد،وهي غير المعية العامة التي تشمل الخلق جميعاً،
قوله(فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي)أي،إن ذكرني بالتنزيه والتقديس والتعظيم سراً، وبالخوف والوجل حال الخلوة، ذكرته في نفسي ذكراً يقتضي الإثابة والإنعام والحفظ والرعاية،
قوله(وإن ذكرني في ملأ)أي،جماعة(ذكرته في ملأ خير منهم)أي،في جماعة من الملائكة خير من جماعته التي ذكرني عندهم،
قوله(وإن تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً) ومعنى ذلك،أن العبد إذا تقرب إلى الله تعالى بالطاعة، وأداء ما أمر به وحث عليه، بقدر معين قليلاً كان أو كثيراً، كان تقرب الله تعالى إليه بالإثابة والإنعام والرحمة أعظم وأسرع،
جعلني الله وأياكم من الذاكرين الشاكرين لله
وطابت أوقاتكم بذكره سبحانه وتعالى.