المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث(القابض على دينه كالقابض على الجمر)



امـ حمد
22-09-2014, 04:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
إنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يكثر الشر،وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل،وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة،كحالة القابض على الجمر،من قوة المعارضين،وكثرة الفتن المضلة ،فتن الشبهات والشكوك،وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها،وضعف الإيمان،
ولكن المتمسك بدينه،القائم بدفع هذه المعارضات التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين،وأهل الإيمان المتين،من أفضل الخلق،وأرفعهم عند الله درجة،وأعظمهم عنده قدراً،وأن من اقتحم هذه العقبات،وصبر على دينه وإيمانه،مع هذه المعارضات،فإن له عند الله أعلى الدرجات،وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه،فإن المعونة على قدر المؤونة،
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه،ولا من القرآن إلا رسمه،إيمان ضعيف،وقلوب متفرقة،
ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون،والإقبال على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقاره،والاستهزاء بأهله ،وبكل ما ينسب إليه،وفخر وفخفخة،
ومع هذه الأمور،تجد مصداق هذا الحديث،ولكن مع ذلك،فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله،ولا ييأس من روح الله،بل يكون متلفتاً في قلبه إلى مسبب الأسباب،الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه،ووعده الذي لا يخلفه،بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا،وأن الفرج مع الكرب،وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات،
ومن القابضات على الجمر،اسيا زوجة فرعون
كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد حياتها مرفهة،متنعمة،زوجها طغى وتجبر،
وأراد أن يقدسه الناس،فنصب نفسه إلها عليهم،وأصدر قرار الألوهية من قصره فقال،أنا ربكم الأعلى،إنه فرعون،
فرعون ،الذي نسي أنه كان نطفة مذرة،هذا المتكبر،بكل ما يملكه من مال وجنود وعبيد،تحداه أقرب الناس إليه،تحدته زوجته،اسية بنت مزاحم،
وهي إحدى أربع نساء هن سيدات نساء العالمين آسية التي آمنت برب العالمين،جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة
التي كانت تمشط ابنتها،
الماشطة التي قالت له متحدية،ربي وربك الله نتيجة لذلك التحدي قذفها في النار هي وأولادها،
فلم ترض زوجته،آسية،لأنها أختها في الله والأخوة في الله،
فأرادت أن تنتصر لأختها في الله فقالت لزوجها فرعون عندما أخبرها عن أمر الماشطة،
قالت له،الويل لك ما أجرأك على الله،
فقال لها،لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة،فقالت،ما بي من جنون ولكني آمنت بالله تعالى ورب العالمين،
وبعد ذلك،دعا فرعون أمها،قال لها،إن ابنتك قد أصابها ما أصاب الماشطة،فأقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى،
فخلت بها أمها،وأرادتها أن توافق فرعون،ولكنها أبت وقالت،أما أن أكفر بالله فلا والله،وهذا هو التحدي،تحدي الواقع بكل ما
يملك من قوة وجبروت وعندما رأى فرعون تمسكها بدينها وإيمانها خرج على الملأ من قومه فقال لهم،ما تعلمون من آسية بنت مزاحم،فأثنى عليها القوم،فقال،إنها تعبد ربا غيري فقالوا،أقتلها،
أسمعتم قول بطانة السوء،لقد قالوا،اقتلها،وقبل ثوان كانوا قد أثنوا عليها بخير،ومن ثم نادى فرعون زبانيته،وأوتدوا لها أوتاداً وشدوا يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب،تحت أشعة الشمس المحرقة ووضعوا على ظهرها صخرة كبيرة،
لقد كانت متنعمة بالفرش الوثير وشتى أنواع الطعام،والآن تضرب بالأوتاد تحت أشعة الشمس وعلى ظهرها
صخرة كبيرة،
وليت فرعون وقف عند ذلك،إنما قال لزبانيته،انظروا أعظم صخرة فألقوها،فإن رجعت عن قولها فهي امرأتي،وأخذ يتلذذ
بتعذيبها،وهذا شأن الطغاة في كل زمان،وفي أثناء ذلك،نظرت إلى ما عند الله فقالت،
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)التحريم،وارتفعت دعوتها الى السماء،
وقال ابن كثير،فكشف الله عن بصيرتها فأطلعها على بيتها في الجنة ففرحت وضحكت وكان فرعون حاضراً هذا المشهد،
فقال،ألا تعجبون من جنونها،إنا نعذبها وهي تضحك فقبض اللة روحها إلى الجنة رضي الله عنها،وألقيت الصخرة عليها،
فلم تجد ألما لأنها ألقيت على جسد لا روح فيه،
إنها وقفه إيمانية،نجد مدى إشراقة نور الإيمان في
قلب هذه المؤمنة،تعدت الجواري،لذلك كانت تستحق أن يذكرها رب العالمين في كتابه المكنون،ومضت تلك الملكة الى ربها،
رواه البخاري عن أبو موسى الأشعري في صحيح،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أحب لقاء الله،أحب الله لقاءه،ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)صحيح مسلم ،وصحيح والبخاري.

الحسيمqtr
23-09-2014, 08:48 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
23-09-2014, 09:59 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس