المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يسِّروا ولا تعسِّروا،وبشِّروا ولا تنفِّروا



امـ حمد
23-09-2014, 05:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أنس بن مالك قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يسِّروا ولا تعسِّروا،وبشِّروا ولا تنفِّروا)البخاري ومسلم،
يتضمن الحديث إلى هذه أربع جمل،
(الأ‌ولى قوله،يسِّروا،)يعني،اسلكوا ما فيه اليسر والسهولة،سواء كان فيما يتعلق بأعمالكم،أو معاملا‌تكم مع غيركم،
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم،من هديه أنه ما خير بين أمرين إلا‌ اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً،فإن كان إثماً،كان أبعد الناس عنه،
فأنت اختَر الأ‌يسر لك، حتى في كل أحوالك، حتى في العبادات وفي المعاملا‌ت مع الناس، وفي كل شيء،لأ‌ن اليسر هو الذي يريده الله،عز وجل،منا،ويريده بنا﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾البقرة،
فمثلا‌ً،إذا كان لك طريقان إلى المسجد، أحدهما صعبٌ فيه حصًى وأحجار وأشواك،والثاني سهل،فالأ‌فضل أن تَسلك الأ‌سهل،
فالمهم أنه كل ما كان أيسر فهو أفضل ما لم يكن إثماً،لأ‌ن أم المؤمنين عائشة،رضي الله عنها،تقول،كان الرسول صلى الله عليه وسلم،ما خُيِّر بين شيئين إلا‌ اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً،أما إذا كان فعل العبادة لا‌ يتأتَّى إلا‌ بمشقة، وهذه المشقة لا‌ تسقطها عنك، ففعلتها على مشقة، فهذا أجر يَزداد لك،
وانظر إلى الصوم، قال فيه الرسول،صلى الله عليه وسلم(لا‌ يزال الناس بخيرٍ ما عجَّلوا الفطر)وفي حديث آخر أن النبي أخَّر السحور، وكان بينه وبين الصلاة قدر خمسين آية، لماذا،لأ‌ن تأخير السحور أقوى على الصوم مما لو تقدَّم،والمبادرة بالفطر أسهل وأيسر على النفس،لا ‌سيما مع طول النهار وشدة الظمأ،وهذه قاعدة أن اتِّباع الأ‌سهل والأ‌يسر هو الأ‌رفق بالنفس والأ‌فضل عند الله،
(ولا‌ تُعسروا،)يعني، لا‌ تسلكوا طرق العسر،لا‌ في عبادتكم، ولا‌ في معاملا‌تكم، ولا‌ في غير ذلك،فإن هذا منهي عنه، فلا‌ تعسِّر،
(وبشِّروا،يعني،) اجعلوا طريقكم دائماً البشارة، بشِّروا أنفسكم، وبشِّروا غيركم،يعني،إذا عمِلت عملًا صالحاً،فاستبشر وبشِّر نفسك،بأنه سيُقبَل منك إذا اتَّقيت الله فيه،لأ‌ن الله يقول﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾المائدة،
وإذا دعوت الله، فبشِّر نفسك أن الله يَستجيب لك،لأ‌ن الله - سبحانه وتعالى،يقول﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾غافر،
ولهذا قال بعض السلف،من وُفِّق للدعاء،فليُبشر بالإ‌جابة،لأ‌ن الله قال﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾غافر،فأنت بشِّر نفسك في كل عمل،
وهذا يؤيده أن النبي،صلى الله عليه وسلم،كان يكره الطِّيرة،ويُعجبه الفأل،لأ‌ن الإ‌نسان إذا تفاءَل نشِط واستبشر،وحصل له خيرٌ،وإذا تشاءَم فإنه يتحسَّر وتَضيق نفسه،ولا‌ يُقدِم على العمل، ويعمل وكأنه مُكره،فأنت بشِّر نفسك، كذلك بشِّر غيرك،فإذا جاءك إنسان قال،فعلتُ كذا وفعلت كذا،وهو خائف،فبشِّره وأدخِل عليه السرور،لا ‌سيما في عيادة المريض، فإذا عُدتَ مريضاً، فقل له، أبشر بالخير،وأنت على خيرٍ،والإ‌نسان عليه أن يَصبر ويَحتسب، ويُؤجر على ذلك،
الزم البشارة،تُدخل السرور على نفسك، وتدخل السرور على غيرك،فهذا هو الخير،
(ولا تُنفروا)يعني،لا‌ تنفروا الناس عن الأ‌عمال الصالحة، ولا‌ تُنفروهم عن الطرق السليمة، بل شجِّعوهم عليها،حتى في العبادات،
فالتنفير لا‌ ينبغي،فلا‌ تُنفِّر الناس في الدعوة إلى الله،عز وجل،لا تَدعُهم إلى الله دعوة مُنفِّر،لا‌ تقل،إذا رأيت إنسانًا على خطأ،
يا فلا‌ن، أنت خالفتَ، أنت عصيت،أنت فيك،
إلى آخره،فهذا يُنفرهم ويزيدهم تماديًا في المعصية، ولكن ادْعهم بهونٍ ولينٍ،حتى يألفَك ويعرف ما تدعو إليه،وبذلك تمتثل أمر النبي،صلى الله عليه وسلم،في قوله(بشِّروا،ولا‌ تُنفروا)فخذ هذا الحديث رأس مال لك(يسِّروا ولا‌ تُعسِّروا،وبشِّروا ولا‌ تُنفروا)
سِر إلى الله،عز وجل،على هذا الأ‌صل،وعلى هذا الطريق، وسِر مع عباد الله على ذلك، تجدِ الخير كله،
قال تعالى(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)غير أن بعض الناس قد ينحرفون عن هذا الهدي فيشددون على أنفسهم أوعلى غيرهم سواء في أمر الدنيا أو الدين،
ومعنى التشديد،أن يشدِّد الإنسان على نفسه أو غيره في أمر الدِّين بالزِّيادة على المشروع،أو في أمر الدُّنيا بترك الأَيسر ما لم يكن إثماً،
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه،قال،جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا فقالوا،وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم،وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،قال أحدهم، أما أنا فإني أصلي الليل أبداً،وقال آخر،أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر،أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً،
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم،فقال(أنتم الذين قلتم كذا وكذا،أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له،لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد،وأتزوج النساء،فمن رغب عن سنتي فليس مني)رواه البخاري،
قال ابن رجب(هذا يدلُّ على أنَّ الإعسار قد يحصل في الآخرة،وقد وصف الله يوم القيامة بأنه يوم عسير،وأنه على الكافرين غير يسير،فدل على أنه يسير على غيرهم،وقال(وَكَانَ يَوْماً على الكافرين عسيراً)الفرقان،
والتَّيسير، على المعسر في الدُّنيا مِن جهة المال يكون بأحد أمرين،
إمَّا بإنظاره إلى الميسرة،وذلك واجب،كما قال تعالى(وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ)البقرة،
وتارة بالوضع عنه إن كان غريماً،وإلَّا فبإعطائه ما يزول به إعساره،وكلاهما له فضل عظيم)
وعن أبي هريرة قال،قام أعرابي فبال في المسجد،فتناوله النَّاس، فقال لهم النَّبي صلى الله عليه وسلم،دعوه،وأريقوا على بوله من الماء،فإنَّما بعثتم ميسِّرين،ولم تبعثوا معسِّرين)البخاري،
التفريق بين طلب الأكمل في العبادة والتنطع فيها،
مما لا شك فيه أن العبد الذي يطلب الدرجات العلى والنعيم المقيم لابد أن يجتهد ويتعب ويترقى في مراتب الكمال الإيماني والتعبدي وغيره لكن هناك فرقًا بين هذا التطلع للكمال وبين التشدد،
فعن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال،إنَّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدِّين أحدٌ إلَّا غلبه، فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والرَّوحة وشيء مِن الدلجة)البخاري ومسلم، ،والدلجة سير الليل،
قال ابن المنِير(في هذا الحديث علمٌ مِن أعلام النُّبوَّة،فقد رأينا ورأى النَّاس قبلنا أنَّ كلَّ متنطِّعٍ في الدِّين ينقطع، وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة، فإنَّه مِن الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدِّي إلى الملَل أو المبالغة في التَّطوع المفضي إلى ترك الأفضل أو إخراج الفرض عن وقته، كمن بات يصلِّي اللَّيل كلَّه، ويُغَالِب النَّوم إلى أن غلبته عيناه في آخر اللَّيل، فنام عن صلاة الصُّبح في الجماعة، أو إلى أن خرج الوقت المختار، أو إلى أن طلعت الشَّمس فخرج وقت الفريضة،
قال تعالى﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾البقرة،
اسلام ويب.
اللهم اجعلنا من الذين قلوبهم لينة،واجعلنا من الراحمين المرحومين بعفوك وكرمك يارب العالمين،
اللهم آتنا الحكمة والحجة،والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن،
اللهم اجعلنا ممن يرجون رحمتك ويخافون عذابك،واجعلنا من ورثة جنتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى
اللهم آمين،

الحسيمqtr
23-09-2014, 08:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
23-09-2014, 10:01 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

..mmn..
07-10-2014, 10:11 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
11-10-2014, 04:19 PM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
11-10-2014, 04:34 PM
جزيتي الجنه

المشكله تم استغلال يسرو ولا تعسرو من بعض المشايخ ومن بعض
من لهم مصالح هداهم الله بتكرير يسر يسر
و بصوره جعلت من اوامر الدين ونواهيه تضمحل شيا فشيا
قد جعل البعض تتساهل في دينها ومن عاداتها واستهترت بحق الله
وحقوق العباد بحجة ( يسرو ولا تعسرو ) و(ان الله غفور رحيم )
الي درجة لم يبقا شي الاشكليا
والله المستعان

امـ حمد
11-10-2014, 06:24 PM
جزيتي الجنه

المشكله تم استغلال يسرو ولا تعسرو من بعض المشايخ ومن بعض
من لهم مصالح هداهم الله بتكرير يسر يسر
و بصوره جعلت من اوامر الدين ونواهيه تضمحل شيا فشيا
قد جعل البعض تتساهل في دينها ومن عاداتها واستهترت بحق الله
وحقوق العباد بحجة ( يسرو ولا تعسرو ) و(ان الله غفور رحيم )
الي درجة لم يبقا شي الاشكليا
والله المستعان

صحيح اخوي الله المستعان

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس