المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختصر أحكام أيام عشرٍ ذي الحجة



راجي الْعفو
26-09-2014, 12:19 AM
فضل أيام عشر ذي الحجة
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :


ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:

1 - قال تعالى: وَالفَجرِ (1) وَلَيَالٍ عَشرٍ [الفجر:2،1]. قال ابن كثير رحمه الله: ( المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري ).

2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر } قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء }.

3 - وقال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:27] قال ابن عباس: ( أيام العشر ) [تفسير ابن كثير].

4 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه أحمد].

5 - وكان سعيد بن جبير رحمه الله - وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق - إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر عليه [رواه الدرامي].

6 - وقال ابن حجر في الفتح: ( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ).


ما يستحب فعله في هذه الأيام


1 - الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان قال: سمعت رسول الله يقول: { عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.

2 - الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: ( كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر ) [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.

3 - التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله: ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.


صيغة التكبير:


أ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر كبيراً.

ب ) الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

جـ ) الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله. والله أكبر. الله أكبر. الله أكبر ولله الحمد.

4 - صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه أنه قال عن صوم يوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم]. لكن من كان في عرفة - أي حاجّاً - فإنه لا يستحب له الصيام؛ لأن النبي وقف بعرفة مفطراً.

5 - فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين، وعن جلالة شأنه وعظم فضله الجمّ الغفير من المؤمنين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه قال: { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القرِّ }. ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يُباهي ملائكته بأهل الموقف، والصّواب القول الأول؛ لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.


وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجّاً كان أو مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته

راجي الْعفو
26-09-2014, 12:21 AM
[ أحكام التكبير في عشر ذي الحجة ]

- " التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمع أو لعظمة الفعل ليبين أن الله أكبر وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور"
(ابن تيمية)

- التكبير في هذه العشر نوعان:
الأول [ظ،] : مطلق .
والثاني [ظ¢] : مقيد .

[ظ،] - أما التكبير المطلق:
فهو التكبير الذي لم يُحدّد بوقت ولا سبب، بل يكون متاحاً في كل ساعات الليل والنهار،
يبدأ من دخول ذي الحجة وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، فتكون بدايته (تحديداً)؛ بأذان مغرب آخر أيام شهر ذي القعدة، وتكون نهايته بأذان مغرب ثالث أيام التشريق.
(ابن عثيمين)

- ويدل عليه:
قوله تعالى {واذكروا الله في أيام معلومات}
"وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس"
(ابن رجب)

- وقوله صلى الله عليه وسلم:
"ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد، وصححه الألباني.

وفي البخاري معلقاً ووصله الفاكهي :
" أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق في أيام عشر ذي الحجة يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما".

- " أما التكبير – يعني المطلق – فإنه مشروع في الأضحى بالاتفاق "
(مجموع فتاوى ابن تيمية 24/221)

[ظ¢] - وأما التكبير المقيد:
فهو الذي يكون عقب كل فريضة في جماعة من صلاة الفجر يوم عرفة ، وللمحرم من صلاة الظهر يوم النحر إلى عصر آخر أيام التشريق.

ودليل ذلك :
ظ،- قوله تعالى:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} والأيام المعدودات هي أيام التشريق.

ظ¢- إجماع الصحابة:
قال الإمام أحمد : " الإجماع " أي: إجماع الصحابة ، علي وابن عباس وابن مسعود .

- " هو إجماع من أكابر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - "
(ابن تيمية)
وحكى الإجماع عليه كذلك : ابن رجب وابن رشد .

- في التكبير المقيد يكبر بعد كل صلاة ،
أي بعد أن يقول: أستغفر الله (ثلاثا) اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام، يكبر فيكون هذا التكبير كالتسبيح والتحميد بعد الصلاة.
(ابن عثيمين)

- صيغه :
للتَّكبير في العيد عِدَّة صِيغ جاءت عن الصَّحابة:
ظ،- "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر ولله الحمد".

ظ¢- عن أبي عثمان النَّهدي قال:
"كان سلمان يعلِّمنا التَّكبير يقول: كبِّروا: الله أكبر، الله أكبر كبيرًا - أو قال تكبيرًا - اللهم أنت أعلىظ° وأجلُّ من أن تكون لك صاحبة, أو يكون لك ولد, أو يكون لك شريك في الملك, أو يكون لك وليٌّ من الذُّلِّ، وكبِّره تكبيرًا، الَّلهم اغفر لنا، الَّلهم ارحمنا. ثمَّ قال: والله لتكتبنَّ هظ°ذه، لا تترك هاتان، ولتكوننَّ شفعاً لهاتين )).
وقال ابن حجر عن هظ°ذه الصِّيغة:
أصحُّ ما ورد.
ووافقته اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء بالمملكة برئاسة العلَّامة ابن باز رحمه الله.

ظ£- ' الله أكبر, الله أكبر، لا إله إلَّا الله، والله أكبر, الله أكبر، ولله الحمد ' (شفعا)
وجاءت عن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة وصحَّحها الألباني .
-"وكان بعض الصحابة يأتي بها وتراً : الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
كله طيب، سواءٌ أتى بها شفعاً أو وتراً"
(ابن باز)

ظ¤- "الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً"
كل هذا وارد في الآثار عن الصحابة، وفي الآثار المروية عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
(ابن باز)

ظ¥- "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا" . رواه البيهقي عن ابن عباس، وصححه الألباني في "إرواء الغليل".

- حكم التكبير في المسجد بالمايكرفون:
"نرى أن هذا لا ينبغي؛ لأن الصحابة -رضي الله عنهم- ما كانوا يكبرون كما يكبرون في الأذان، أي: يتقصّدون الأماكن المرتفعة ليكبروا منها، بل كانوا يكبرون في أسواقهم، مساجدهم...فأخشى أن يكون ذلك من باب التنطع."
(ابن عثيمين)

- "الأصل أن كل واحد يكبر لنفسه ، والتكبير بمكبر يشوش على الناس".
(عبدالمحسن العباد)

- سمع مجاهد رجلا يكبر في العشر فقال: "أفلا رفع صوته؟
فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد؛فيرتج المسجد، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي.."
(ابن أبي شيبة)

- قال ميمون بن مهران: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير.
(ابن رجب)

- النساء يكبرن سراً لا جهراً، لكن يجهرن بها إذا لم يكن حولهن رجال .
(ابن عثيمين)

- التكبير الجماعي صوت واحد بدعة، قال صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ولم يفعله السلف الصالح ، وهم القدوة.
(اللجنة الدائمة - ابن باز - ابن عثيمين)