مغروور قطر
27-08-2006, 05:14 AM
خسائر سوق الأسهم تعيد تشكيل الوعي الاستثماري بين المتعاملين
الرياض - محمد الجماح:
جاءت تعليمات هيئة سوق المال حول ضوابط اعلانات الشركات في وقت بدأ فيه الوعي الاستثماري لدى المتعاملين في السوق بالتشكل نتيجة الصدمات المتوالية والخسائر المتلاحقة التي اضرت بالكثيرين ونفعت بعضهم الآخر من حيث الاقتناع بجدوى الاستثمار بعيداً عن المضاربة.
ويدرك المستمرون الذين ذهب بعضهم ضحية اعلانات ضبابية سابقة للشركات ان انخفاض مؤشر سوق الأسهم الاخير يعكس مجموعة من الممارسات الاستثمارية التي جعلتهم يحققون خسائر كبيرة اهمها الاستثمار وفق التحرك الجماعي والاشاعات التي يتعزز بعضها بقلة الإفصاح او عدم شموليته واختيار الشركات والقطاعات على هذا الأساس، والاستماع الى نصائح وارشادات من اثبتت التجربة انهم كانوا يستغلون فورة الأسهم لتحقيق مكاسب شخصية سواء كانت مالية او اجتماعية.
ويرى المراقبون ان سبب ادمان الكثير من السعوديين والسعوديات المضاربة في السوق بشكل جماعي دون تمحيص يعود الى سيادة ثقافة التقليد في المجتمع، والى تشابه السلوك الاستثماري بشكل لا يمكن تجاهله بين السعوديين اكثر من غيرهم من الجنسيات العربية.
ويقول اقتصادي سعودي بارز «انظر الى الشوارع التجارية في ارجاء البلاد وقارنها بشوارع عواصم اخرى لتكثشف بسهولة ان استنساخ التجارب التجارية عادة قديمة، لأن محاولات الابتكار وبذل الجهد قليلة بين الناس فيستسهلون اقامة المشاريع بالاعتماد على تقليد الآخرين فتجد الحي الواحد والشارع نفسه مليء بالمحلات المتشابهة في كل شيء، بل ان البعض يذهب الى اختطاف عمالة المنافسين لتوفير جهود الاستقدام والتدريب والتعليم والحصول على مكاسب الآخرين». ويضيف «ما حدث في سوق الأسهم لدينا يشبه الى حد كبير هذا السلوك، فمعظم المستثمرين يقلدون الاقارب والاصدقاء وزملاء العمل في سلوكهم».
ويشير الى ان المستثمرين والمضاربين من الجنسين يتبعون بعضهم بعضاً حتى في ردود الفعل «فعندما ازدهر السوق اصبح الجميع يفكر في المزيد من المضاربة، وعندما انهارت الاسعار صب الجميع جام غضبهم على الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل هيئة السوق، ومؤسسة النقد، وربما غيرها من الجهات، في سلوك جماعي يختلف عن ردود الفعل في الاسواق المالية الاخرى».
ويستغرب المتابع لتطورات السوق في السعودية تجاهل الناس لحملة اعلانية منظمة صحفياً وتلفزيونياً نفذتها هيئة سوق المال ومولتها بملايين الريالات هدفت الى توعية المتعاملين استثمارياً ومحاولة توجيههم للاستفادة من مدخراتهم في الشركات والقطاعات الرابحة والمستقرة مالياً وتشغيلياً.
ويقول المستثمر هادي المانع انه تعامل مع السوق وفقاً لنصائح هيئة سوق المال، فلم اشتر الا الشركات التي تحقق الارباح وتوزعها آخر العام، والتي اراها تنمو تشغيلياً ومالياً بوتيرة متصاعدة وبعيداً عن البهرجة الإعلامية.
ويضيف: «رغم انني اليوم اسجل بعض الخسائر لكنها خسائر طفيفة، وبعضها قابل للتعويض بسرعة، فضلاً عن انني استلمت ارباح العام الماضي لثلاث شركات كبيرة، الامر الذي جعلني اشعر بالاطمئنان من جهة، والامتنان لمدير وحدة التداول الذي اتعامل معه والذي زودني ببعض النصائح العامة ودلني على الشركات القيادية المتواصلة النمو.
ويؤكد معظم المتعاملين والمتعاملات في السوق ان ما حدث لمدخراتهم وقروضهم اعطى للناس دروساً عالية الكلفة بعد ان كانت الدروس متاحة مجاناً، وان الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النضج في تعاطي المضاربين والمستثمرين مع السوق والاهم في تعاطيهم وتحليلهم لاخبار الشركات التي لن تقبل انصاف الحقائق بعد الآن بعد ان تعلم الجميع قراءة البيانات والاخبار من جديد.
--------------------------------------------------------------------------------
الرياض - محمد الجماح:
جاءت تعليمات هيئة سوق المال حول ضوابط اعلانات الشركات في وقت بدأ فيه الوعي الاستثماري لدى المتعاملين في السوق بالتشكل نتيجة الصدمات المتوالية والخسائر المتلاحقة التي اضرت بالكثيرين ونفعت بعضهم الآخر من حيث الاقتناع بجدوى الاستثمار بعيداً عن المضاربة.
ويدرك المستمرون الذين ذهب بعضهم ضحية اعلانات ضبابية سابقة للشركات ان انخفاض مؤشر سوق الأسهم الاخير يعكس مجموعة من الممارسات الاستثمارية التي جعلتهم يحققون خسائر كبيرة اهمها الاستثمار وفق التحرك الجماعي والاشاعات التي يتعزز بعضها بقلة الإفصاح او عدم شموليته واختيار الشركات والقطاعات على هذا الأساس، والاستماع الى نصائح وارشادات من اثبتت التجربة انهم كانوا يستغلون فورة الأسهم لتحقيق مكاسب شخصية سواء كانت مالية او اجتماعية.
ويرى المراقبون ان سبب ادمان الكثير من السعوديين والسعوديات المضاربة في السوق بشكل جماعي دون تمحيص يعود الى سيادة ثقافة التقليد في المجتمع، والى تشابه السلوك الاستثماري بشكل لا يمكن تجاهله بين السعوديين اكثر من غيرهم من الجنسيات العربية.
ويقول اقتصادي سعودي بارز «انظر الى الشوارع التجارية في ارجاء البلاد وقارنها بشوارع عواصم اخرى لتكثشف بسهولة ان استنساخ التجارب التجارية عادة قديمة، لأن محاولات الابتكار وبذل الجهد قليلة بين الناس فيستسهلون اقامة المشاريع بالاعتماد على تقليد الآخرين فتجد الحي الواحد والشارع نفسه مليء بالمحلات المتشابهة في كل شيء، بل ان البعض يذهب الى اختطاف عمالة المنافسين لتوفير جهود الاستقدام والتدريب والتعليم والحصول على مكاسب الآخرين». ويضيف «ما حدث في سوق الأسهم لدينا يشبه الى حد كبير هذا السلوك، فمعظم المستثمرين يقلدون الاقارب والاصدقاء وزملاء العمل في سلوكهم».
ويشير الى ان المستثمرين والمضاربين من الجنسين يتبعون بعضهم بعضاً حتى في ردود الفعل «فعندما ازدهر السوق اصبح الجميع يفكر في المزيد من المضاربة، وعندما انهارت الاسعار صب الجميع جام غضبهم على الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل هيئة السوق، ومؤسسة النقد، وربما غيرها من الجهات، في سلوك جماعي يختلف عن ردود الفعل في الاسواق المالية الاخرى».
ويستغرب المتابع لتطورات السوق في السعودية تجاهل الناس لحملة اعلانية منظمة صحفياً وتلفزيونياً نفذتها هيئة سوق المال ومولتها بملايين الريالات هدفت الى توعية المتعاملين استثمارياً ومحاولة توجيههم للاستفادة من مدخراتهم في الشركات والقطاعات الرابحة والمستقرة مالياً وتشغيلياً.
ويقول المستثمر هادي المانع انه تعامل مع السوق وفقاً لنصائح هيئة سوق المال، فلم اشتر الا الشركات التي تحقق الارباح وتوزعها آخر العام، والتي اراها تنمو تشغيلياً ومالياً بوتيرة متصاعدة وبعيداً عن البهرجة الإعلامية.
ويضيف: «رغم انني اليوم اسجل بعض الخسائر لكنها خسائر طفيفة، وبعضها قابل للتعويض بسرعة، فضلاً عن انني استلمت ارباح العام الماضي لثلاث شركات كبيرة، الامر الذي جعلني اشعر بالاطمئنان من جهة، والامتنان لمدير وحدة التداول الذي اتعامل معه والذي زودني ببعض النصائح العامة ودلني على الشركات القيادية المتواصلة النمو.
ويؤكد معظم المتعاملين والمتعاملات في السوق ان ما حدث لمدخراتهم وقروضهم اعطى للناس دروساً عالية الكلفة بعد ان كانت الدروس متاحة مجاناً، وان الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النضج في تعاطي المضاربين والمستثمرين مع السوق والاهم في تعاطيهم وتحليلهم لاخبار الشركات التي لن تقبل انصاف الحقائق بعد الآن بعد ان تعلم الجميع قراءة البيانات والاخبار من جديد.
--------------------------------------------------------------------------------