المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاج الضيق النفسي والحزن والهم



امـ حمد
13-10-2014, 02:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاج الضيق النفسي والحزن والهم
حياتنا الدنيا على اسمها دنيا لا يثبت فيها حال الإنسان بل يتقلب فيها بين ما يحبه وما يكرهه،
والعاقل إذا تأمل في هذه الدنيا وجد أنه محتاج لأن ينظر إليها نظرة المتفائل ، ويقضي على الهم والحزن الذي طالما كدر صفو الإنسان ومزاجه،
والذي يُريد به الشيطان أن يُحزن به المسلم،
إن التقوقع على النفس باحتضان الآلام والآهات أكبر مرتع للشيطان ، وأخصب مكان لتكاثر هذه المنغصات،
وإن التطلع للحياة السعيدة والنظر لجوانب الفأل فيها لمن دواعي الأنس والارتياح ، ومن المعلوم أن هذه الدنيا مزيج من الفرحة والحزن ، والأمل والألم ، فلماذا يُغلب الإنسان جانبها القاتم على جانبها المشرق المتألق،
ومن المعقول أنه لو لم يغلب جانب التفاؤل والاستبشار فلا أقل من أن ينظر إليها بعدل واتزان،
وإن ضيق الصدر وحياة الضنك لا تستولي على فكر الإنسان وتحيط به من غير أسباب أخرى تدعو إليها بل هي مؤشر على وجود خلل في العلاقة بين العبد وبين ربه ، فبقدر ما يكون الإنسان مقبلاً على الله بقدر ما يفيض عليه من الأنس والراحة ما لا يعلمه إلا الله ، ولهذا كان أهل العلم والقرب والخشية من الله أسعد الناس بهذا الفضل حتى قال قائلهم تلك العبارة الخالدة(لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف)
وهذا ما أفصح عنه القرآن الكريم قال الله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النحل،
وأما الشعور بالضيق والكدر فإنه يحمل تنبيهاً للعبد ليقوم بالتفتيش في علاقته بربه،
فإن للذنوب والمعاصي أثراً على العبد في ضيق صدره وشتات أمره قال الله تعالى(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)طـه،
وعلى كل مهموم عليه مراجعة حساباته مع الله تعالى فلعل هناك ما منع عنه هذه السعادة من ذنب اقترفه في جنب الله،
أو حق لعبد أخذه ، وعليه أن يكثر من التوبة والاستغفار،
وقد يكون ألابتلاء بالمصائب والنكبات مما يقدره الله على العبد من أجل رفع درجاته إن قام بما أمره الله تجاهها من الصبر والرضى بما قدر الله ، فإن كل ما يقدره الله على المؤمن خير له في دينه ودنياه،
قال النبي صلى الله عليه وسلم(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)رواه مسلم،
وإذا أصيب المؤمن بمصيبة فهو إما أن يصبر أو يجزع فإن صبر ظفر بالأجر العظيم وارتاح لقضاء الله وقدره لأنه لما علم أنه من عند الله اطمئن لذلك وسلّم ، فلا داعي للجزع والضجر،
وعلى العكس من ذلك لو لم يصبر فإنه مع ما يصيبه من الإثم بالجزع والتسخط ، وما يكتنفه من الهم والغم يفوته الأجر الذي أعده الله للصابرين قال الله تعالى(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
وصدق التوجه إلى الله بالدعاء،والتضرع له سبحانه بأن يزيل عنه الهم والغم،ويكثر من الاستعاذة من الشيطان الرجيم فإنه يغيظه أن يرى العبد المؤمن في دعة وطمأنينة ، فيوسوس للعبد ليصرفه عن ذلك ويلبسه لباس الخوف والتوجس،
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم،دعاء ندعو به يدفع الهم والحزن( ما أصاب عبداً هم ولا حزن،فقال اللهم إني عبدك،ابن عبدك,ابن أمتك, ناصيتي بيدك,ماض فيّ حكمك,عدل في قضاؤك,أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك,أو أنزلته في كتابك،أو علّمته أحداً من خلقك,أن تجعل القرآن ربيع قلبي , ونور صدري,وجلاء حزني,وذهاب همّي وغمّي,إلا أذهب الله همّه وغمّه,وأبدله مكانه فرحاً،قالوا يا رسول الله أَلا نتعلمها،فقال،بلى،ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها،فلذلك طبيعة الحياة الدنيا فيها متاعب، فيها أحزان، فيها هموم، فالمؤمن إذا أصابه هم أو حزن عليه بهذا الدعاء الذي علمنا النبي عليه الصلاة والسلام إياه،
رواه أحمد وصحيح أبي حاتم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة،
وعليه أن يبتعد عن الأماكن التي يشعر بأنها تثير الهم والغم وتجدد فيه الأحزان،ويحاول ألا يجالس أصحاب الهموم ولو بغرض المواساة،كما أن عليه إذا شعر بالضيق والحزن ألاّ يجنح إلى الصمت والتفكير والبحث عن الانفراد في هذه الحال،
فالنصيحة أن يرفع رأس المهموم إلى الأمام وينظر للمستقبل بعين التفاؤل واليقين بالنجاح،
مر إبراهيم بن أدهم على رجل حزين ومهموم,فقال له،إني سأسألك ثلاثة فأجبني،فقال الرجل الحزين،نعم
قال إبراهيم،أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،أينقص من رزقك شيء قدره الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،أينقص من أجلك لحظة كتبها الله،
فقال الرجل،لا
قال إبراهيم،فعلام الحزن والهم
لماذا تعطي الدنيا أكبر من حجمها فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة،ومثل ماشبهها لنا رسولنا الكريم،مثل شخص يستظل تحت شجرة فترة قصيرة ثم يتركها ويذهب,
ولا تنسى أن من عجائب الشمس أنها مازالت تشرق على الأغنياء والفقراء على حد سواء،
عش واقعك،ولا تسرح مع الخيال،واقبل بدنياك كما هي فسوف
لا يصفو لك فيها صاحب،ولا يكمل لك فيها أمر،لأن الصفا والكمال والتمام
ليس من شأنها ولا من صفاتها،من ذا الذي نال في دنياه غايته؟؟،ومن ذا الذي عاش فيها ناعم البال،وتذكر أنه اذا اشتد الحبل انقطع،واذا اظلم الليل انقشع،
واذا ضاق الأمر اتسع،ولن يغلب عسر يسرين،
وما أجمل قول الشاعر حين قال،
دع المقادير تجري في أعنتها،،،، ولا تنام الا خالي البال،
ما بين غمضة عين وانتباهتها،،،،يغير الله من حال الى حال،
ولا تنس أنك في نعم عميمه وأفضال جسيمه ولكنك لا تدري،
تعيش مهموماً حزيناً،تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود،فاطمئن،واهدأ
وتفاءل،وابشر،واجعل شعارك في هذه الحياه(لا تحزن ان الله معنا)
نصيحة توقع خيراً مهما كثر البلاء،ابتسم ولو القلب يقطر دماً،ولاتقطع دعائك،
إن ربّاً كفاكَ ما كانَ بالأمـسِ سـيكـفـيـكَ في غـد ٍما يكونُ
هل الحزن على الماضي أو الهم على المستقبل سوف يغير من الواقع شيء
لا بالتأكيد وما كتبه الله سوف يحدث ويجب على المؤمن الرضا بقضاءالله وقدره
وأخذ الأمور بكل هدوء ،
اللهم ابعد عنا الكرب الهم والغم والحزن،وأقضى لنا حاجاتنا وأصلح لنا دنيانا وديننا،

الحسيمqtr
14-10-2014, 09:26 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-10-2014, 12:40 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

تسلم اخوي الحسيم
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوى
15-10-2014, 12:52 AM
اللهم اذهب عنا الهم والحزن والضيق واجعلنا في سعادة بذكرك وطاعة لاوامرك وفرح في قربك اللهم امين


جزاك الله خيرا ام حمد

امـ حمد
15-10-2014, 03:03 AM
اللهم اذهب عنا الهم والحزن والضيق واجعلنا في سعادة بذكرك وطاعة لاوامرك وفرح في قربك اللهم امين


جزاك الله خيرا ام حمد





بارك الله في حسناتك ضوى
وجزاك ربي جنة الفردوس

khaledmagdy
15-10-2014, 05:48 AM
جزاك الله كل خير
ونتظر المزيد

امـ حمد
15-10-2014, 03:47 PM
جزاك الله كل خير
ونتظر المزيد

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

تفآصيل
16-10-2014, 03:31 PM
الله يجزاك خير ..وما قصرت

امـ حمد
17-10-2014, 02:38 AM
الله يجزاك خير ..وما قصرت
بارك الله في حسناتك أخوي تفآصيل
وجزاك ربي جنة الفردوس

VVVIP.QATAR
17-10-2014, 12:27 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
17-10-2014, 01:59 PM
جزاك الله خير


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

راجي الْعفو
17-10-2014, 02:24 PM
وعليك و رحمة الله

جزيت الفردوس و بورك فيك

امـ حمد
17-10-2014, 03:48 PM
وعليك و رحمة الله

جزيت الفردوس و بورك فيك













بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

النهار
17-10-2014, 05:13 PM
جزاك الله كل خير
ونتظر المزيد

امـ حمد
17-10-2014, 06:05 PM
جزاك الله كل خير
ونتظر المزيد


بارك الله في حسناتك اخوي النهار
وجزاك ربي جنة الفردوس