المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللسان نعمة ونقمة



امـ حمد
13-10-2014, 03:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللسان نعمة ونقمة
فإن اللسان جرم صغير،ولكن خطره كبير ولهذا قالوا في المثل، المرء بأصغريه،قلبه ولسانه،فقرنوا اللسان بالقلب،
من عجائب صنع الله تعالى،وآياته خلقه للإنسان،حيث أودع فيه من حسن الخلق ما يبهر الألباب ويدهش العقول،وكل عضو في الإنسان هو عجيبة لوحده،ودلالة على تمام الإحكام في صنعه تعالى،
ومن أعجب أعضاء الإنسان خلقاً ذاك اللسان الذي جعله الله سبباً للتخاطب بين البشر،وبياناً لما في الإنسان من مكنوناته وحاجاته ومشاعره،فهو جرمه صغير،ولكن في جرمه وصلاحه كبير،
وباللسان يدرك الإنسان معالي الرتب في الدرجات،وبسببه يزل في أسفل الدركات،
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)
وفي اللسان آفتان عظيمتان،
أولاً،آفة الكلام بالباطل،
ثانياً،آفة السكوت عن الحق،
فالساكت عن الحق شيطان أخرس،عاصٍ لله، مراءٍ،مداهن،
والمتكلم بالباطل شيطان ناطق،عاصٍ لله،وأكثر البشر منحرف في كلامه،
وأهل الوسط كفّوا ألسنتهم عن الباطل،وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه،
وخطر اللسان على الإنسان من أعظم ما يكون،وكثير من الناس لا يدرك ذلك،وذلك لكون اللسان سهل الحركة فيما يقوم به من الكلام، فلا يجد الإنسان مشقة في حركته،وقد يتحرز الإنسان من الذنوب الكبائر لعدة عوارض،ولكن يجد مشقة من التحرز في آفات لسانه التي تورده المهالك،وهو لا يشعر،
وما رواه مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال رجل،والله لا يغفر الله لفلان،فقال الله،عز وجل(من ذا الذي يتألّى علي أني لا أغفر لفلان،قد غفرت له وأحبطت عملك)
فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله،
وفى جامع الترمذي من حديث أنس قال(أن غلاماً ما استشهد يوم أحد،فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع، فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت،هنيئاً لك يا بني الجنة،
فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه ويمنع مالا يضره)
وفي الصحيحين من حديث أبى هريرة(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمراً فليتكلم بخير أو ليسكت)
وذكر الترمذي بإسناد صحيح عنه(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)
وعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو ذكر الله،عز وجل)قال الترمذي،حديث حسن،
وفي الحديث(إذا أصبح العبد فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان، تقول،اتق الله فينا،فإنما نحن بك،فإذا استقمت استقمنا،وإن اعوججت اعوججنا)رواه الترمذي وحسنه الألباني،
وكان الصديق رضى الله عنه يمسك بلسانه ويقول،هذا أوردني المهالك،والكلام أسيرك فإذا خرج من فيك صرت أسيره، قال تعالى(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)ق،
واعلم أن للكلام شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها،ولا يعرى من النقص إلا بعد أن يستوفيها وهي أربعة،
فالشرط الأول،أن يكون الكلام لداعٍ يدعو إليه إما في اجتلاب نفع أو دفع ضرر،
والشرط الثاني،أن يأتي به في موضعه،ويتوخى به إصابةَ فرصته،
والشرط الثالث،أن يقتصر منه على قدر حاجته،
والشرط الرابِع،أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به،
فأن اللسان نعمة ونقمة،فإذا سخر الإنسان هذه النعمة
أوصلته إلى رضوان الله تعالى،ومرضاته ونعيمه المقيم،
وإن سخرها فيما لا يرضي الله تعالى،من القول على الله بغير علم أو الكذب والنميمة وهتك أعراض الناس والفحش وبذيء القول كان سبباً لأن يورده لسانه إلى المهالك والخزي المقيم،
ينبغي أن يسأل الإنسان نفسه قبل أن يحدث الآخرين،
هل هناك ما يستدعي الكلام،فإن وجد داعيا إليه تكلم،وإلا فالصمت أولى به،
قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه،والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان،
أما الذين تقودهم ألسنتهم فإنما تقودهم إلى مصارعهم،
ولذلك فإن اللسان سلاح ذو حدين فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر،ومركب من مراكب البلوغ والنجاح،
وعند الوقح السفيه عقرب خبيثة،ودود علق يلاصق لحم من ينال،
تحكي السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول،قلت للنبي صلى الله عليه وسلم،حسبك من صفية كذا وكذا قال غير مسدد تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته(أي لعكرته من قبحها ونتانتها)أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح،
ولعلنا نسمع هذه النصيحة العظيمة من الصادق المعصوم،من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة،
ومن ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار،
لأن الإنسان الذي يستر مسلماً، يستره الله في الدنيا والآخرة،
عمر رضي الله عنه كان يقول،عليكم بذكر الله عز وجل فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء،
لأن الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب،
يقال أن الشافعي اغتابه إنساناً،فأرسل الشافعي إليه طبقاً من رطب فقال له،أنك أهديت لنا حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام،يعني لا أستطيع أن أعطيك على قدر ما أعطيتنا،
ولذلك قال الله عز وجل(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)والهمزة الذين يأكلون لحوم الناس،
أما اللمزة هم الذين يقعون في أعراضهم،
كان الصالحون يقولون أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس،
اللهم اجعل لساننا رطبا بذكر الله ولا تجعلها تخوض في اعراض الناس.

الحسيمqtr
14-10-2014, 09:25 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-10-2014, 12:41 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس



تسلم اخوي الحسيم
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوى
15-10-2014, 12:51 AM
اللهم احفظ لساني عن العالمين واجعل كتابي في عليين


جزاج الله خير ام حمد

امـ حمد
15-10-2014, 03:04 AM
اللهم احفظ لساني عن العالمين واجعل كتابي في عليين


جزاج الله خير ام حمد


اللهم آمين
بارك الله في حسناتك ضوى
وجزاك ربي جنة الفردوس

qatara
15-10-2014, 03:17 AM
اللم إني أعوذ بك من شر سمعي
ومن شر بصري
ومن شر لساني


جزيتي الجنه

امـ حمد
15-10-2014, 03:29 AM
اللم إني أعوذ بك من شر سمعي
ومن شر بصري
ومن شر لساني


جزيتي الجنه







بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس