المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أرفع غضب الله عني



امـ حمد
20-10-2014, 03:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله سبحانه وتعالى حليم كريم عليم،بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم،لكنه سبحانه إذا غضب،فإن غضبه شديد،قال تعالى (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)البروج،
والله تعالى،إذا غَضِبَ على عبدٍ فكل المخلوقات ستغضب عليه،الملائكة والسماوات حتى الجمادات والنباتات والحيوانات ستغضب عليه،
وهناك بعض الناس الذين يُغضبون الله عزَّ وجلَّ،لإرضاء غيرهم من البشر،كمن يقع فيما يُغضِب الله لإرضاء رئيسه أو عميله،وهؤلاء أنفسهم سيغضبون من أولئك الذين يسعون لمرضاتهم بما يُغضب المولى عزَّ وجلّ،
يقول الرسول(من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)صحيح الجامع ،
وإذا أصرَّ الإنسان على المعصية، كان غضب الله تعالى عليه أقرب وأشد،
ولن يُفلح أبدًا من أغضب الله ولو فعل ما فعل، إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب،
كيف أرفع غضب الله عني،إذا غَضِب الله سبحانه وتعالى،على العبد، فإنه يُمهله ويحلُم عليه،وهذه مرحلة الإمهال التي تكون فرصة للعبـد،لكي يحاول المسارعة لإرضاء ربِّه حتى يرفع عنه غضبه،
ومن يعيش في تلك المرحلة، عليه أن يستغلها حق الاستغلال وينتهز الفرصة قبل أن تنتهي ويدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام،
فإن الله تعالى لا ينتقم من العبد مباشرةً،بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم مع إنه غاضبٌ عليه،لعله أن يرجع ويتوب إلى الله عزَّ وجلّ،
فبعض الناس قد يعيش لسنوات في غضب الله دون أن يشعر، والذي يُبقيه على قيد الحياة هو حلمه وكرمه سبحانه وتعالى،
لعلك تتسائل الآن،كيـف أعرف إن كان الله عزَّ وجلَّ غاضبٌ عليَّ دون أن أشعر،
والإجابة،إذا كان العبد مصراً على المعصية،فيُخشى أن يكون الله عزَّ وجلَّ غاضبٌ عليه،
فإذا انتهت مرحلة الإمهال تبدأ بعدها مرحلة الانتقام،والعياذ بالله،وهي مرحلة شديدة الصعوبة،والله تعالى يختار لكل عاصٍ العقاب الذي يناسبه،
ومن أحس بوقوع غضب الله عليه،عليه أن يُسارع بالتوبه حتى ينال رضا الله،
ولن يخلصك أحداً من هذا الغضب،سوى الله تعالى،فكل شيءٍ تفرُّ منه عنه، إلا الله تعالى فإنك تفرُّ منه إليه سبحـانه،
قال تعالى(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)الذاريات،
فالله تعالى سَيُخَلصك من غضبه، إذا لجأت إليه وحده،
كما كان الرسول يقول في دعائه(لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك)صحيح الجامع،
قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة،وإذا لم تسأله أن يرضى عنك، فسوف يزيد غضبه سبحانه وتعالى ،عن النبي قال(من لم يسأل الله، غضب الله عليه)حسنه الألباني،
والعبد لا يُطيق هذا الغضب ولا يقدر عليه،
والذنب وإن كان صغيراً، فإنه يصبح أعظم وأشد في حالة الغضب،
وينبغي أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى،سريع الرضـا، ولكرمه وفضله فإنه يرضى بالقليل سبحانه،في لحظة واحدة تتوب إليه، فيتحوَّل غضبه إلى رضا،بل إنه سبحانه وتعالى سيفرح بك حينها،
حاول أن تُرضي ربَّك، بفعل أمور يُحبها سبحانه،عن النبي
قال(إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى)حسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب،
والله سبحانه وتعالى يريد أن يرضى عليك أكثر من رغبتك في رضاه،
يقول جلَّ وعلا(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا،يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)النساء،
ومع ذلك بعض العباد يُصر على إغضاب الله عزَّ وجلَّ، وطرد نفسه من رحمته،
.والله سبحانه وتعالى ،لازال يدعوهم في كل يوم للعودة إلى محبته ومرضاته،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)رواه مسلم،
ما أجمل أن تشعر برضا الله سبحانه وتعالى عليك، وأن تلقاه يوم القيامة وهو راضٍ عنك غير غضبان،
لقد حرَّم الله الظلم على نفسه، فما أشنعه من ذنب،أن يأتي هذا الإنسان الضعيف، فيظلم من هم دونه من الناس،والقوي يتسلط على الضعفاء من خلق الله،وهو مع هذا كله حرَّم الظلم على نفسه سبحانه،
وعن جابر بن عبد الله،رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)ظلمات يوم القيامة، وندامات وحسرات، وزفير وأنات في هذه الدنيا وبعد الممات،
أيها الظالم، يا من تسلطت على الناس بمالك أو منصبك، أو جاهك أو قوتك، أو قلمك؛ ألا تأمن على نفسك أن يقوم المظلوم في ظلمة الليل وأنت تغط في نومك فينادي ربه باكياً مجروحاً، محروقاً متألماً،اللهم إن فلان بن فلان ظلمني، وأخذ حقي،
اللهم إنه استعان بقوته على ضعفي، اللهم فإني أستعين بقوتك عليه يا ناصر المظلومين، وقاهر الظالمين،
قال الأوزاعي،رحمه الله،للمنصور في بعض كلامه،يا أمير المؤمنين لو أن ثوباً من النار صُبَّ على ما في الأرض لأحرقه، فكيف بمن يتقمصه،ولو أن ذنوباً من النار صب على ما في الأرض لأحرقه، فكيف بمن يتجرعه،ولو أن حلقة من سلاسل جهنم وضعت على جبل لذاب، فكيف بمن يُسلك فيها، ويرد فضلها على عاتقه،
وعن ابن عباس،رضي الله عنهما يقول،من ظلم خرب بيته، فقال تصديقه في القرآن(فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا)
وقيل،الظلم أدعى شيء إلى تغيير نعمة، وتعجيل نقمة، وقيل،إذا ظلمت من دونك عاقبك من فوقك،
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك،واحفظ جوارحنا وألسنتنا وقلوبنا من الظلم ما صغر منه وكبر إنك مجيب الدعاء.

الحسيمqtr
25-10-2014, 01:11 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
26-10-2014, 12:28 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس