امـ حمد
24-10-2014, 03:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضائل شهر المحرم
إن من نعم الله،تعالى،على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم ليوفيهم أجورهم، ويزيدهم من فضله، فما كاد ينقضي موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم هو شهر الله المحرم، وهو أول شهور السنّة الهجرية، ومن أعظم الشهور وأفضلها، وأحد الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله ،عز وجل ،في كتابه بقوله((إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)التوبة،
أي (أن الله حرم الأشهر الحرم الأربعة وهي الثلاثة المتوالية، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، والشهر الرابع المفرد،رجب)رواه البخاري،
والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه،قوله تعالى(فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)أي،في هذه الأشهر المحرمة لأنها آ كد وأبلغ في الإثم من غيرها،
وعن ابن عباس في قوله تعالى(فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم،
إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها،وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء،
وقال،إن الله اصطفى صفايا من خلقه،اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره،واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تُعظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل،من تفسير ابن كثير رحمه الله،
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم)رواه مسلم،
قوله،شهر الله،إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم،
ولكن قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم،لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم،صحيح مسلم،
قال العِزُّ بن عبدِ السَّلام رحمه الله،وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان،أحدهما، دُنْيوي،
والضرب الثاني،تفضيل ديني راجعٌ إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء،ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال،قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى
اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال،ما هذا،قالوا،هذا يوم صالح،هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال(فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه)رواه البخاري،
(هذا يوم صالح)في رواية مسلم(هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه)
فضل صيام عاشوراء،عن ابن عباس رضي الله عنهما قال،ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم،يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء)رواه البخاري،ومعنى،يتحرى،أي،يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)رواه مسلم ،
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم،
وروى ابنُ عبّاس، قال(أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم)رواه الترمذي،
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء،روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال،حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم،يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا،يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)
قال،فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم،رواه مسلم،
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق،يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً،لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر،ونوى صيام التاسع،وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل،
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء،قال النووي رحمه الله،أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر،
والثاني،أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم تاسوعاء،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء(لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع)ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر،مخالفة لليهود والنصارى) رواه مسلم،
صيا م عاشوراء ماذا يكفّر،قال الإمام النووي رحمه الله،يكفر كل ذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر،
ثم قال رحمه الله،ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه،
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى،ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضائل شهر المحرم
إن من نعم الله،تعالى،على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم ليوفيهم أجورهم، ويزيدهم من فضله، فما كاد ينقضي موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم هو شهر الله المحرم، وهو أول شهور السنّة الهجرية، ومن أعظم الشهور وأفضلها، وأحد الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله ،عز وجل ،في كتابه بقوله((إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)التوبة،
أي (أن الله حرم الأشهر الحرم الأربعة وهي الثلاثة المتوالية، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، والشهر الرابع المفرد،رجب)رواه البخاري،
والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه،قوله تعالى(فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)أي،في هذه الأشهر المحرمة لأنها آ كد وأبلغ في الإثم من غيرها،
وعن ابن عباس في قوله تعالى(فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم،
إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها،وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء،
وقال،إن الله اصطفى صفايا من خلقه،اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره،واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تُعظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل،من تفسير ابن كثير رحمه الله،
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أفضل الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم)رواه مسلم،
قوله،شهر الله،إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم،
ولكن قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم،لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم،صحيح مسلم،
قال العِزُّ بن عبدِ السَّلام رحمه الله،وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان،أحدهما، دُنْيوي،
والضرب الثاني،تفضيل ديني راجعٌ إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء،ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال،قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى
اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال،ما هذا،قالوا،هذا يوم صالح،هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال(فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه)رواه البخاري،
(هذا يوم صالح)في رواية مسلم(هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه)
فضل صيام عاشوراء،عن ابن عباس رضي الله عنهما قال،ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم،يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء)رواه البخاري،ومعنى،يتحرى،أي،يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)رواه مسلم ،
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم،
وروى ابنُ عبّاس، قال(أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم)رواه الترمذي،
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء،روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال،حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم،يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا،يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)
قال،فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم،رواه مسلم،
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق،يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً،لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر،ونوى صيام التاسع،وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل،
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء،قال النووي رحمه الله،أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر،
والثاني،أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم تاسوعاء،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء(لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع)ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر،مخالفة لليهود والنصارى) رواه مسلم،
صيا م عاشوراء ماذا يكفّر،قال الإمام النووي رحمه الله،يكفر كل ذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر،
ثم قال رحمه الله،ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه،
نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى،ونسأله أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين،