المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتهُ كُلَّها ذكراً لله



امـ حمد
25-10-2014, 02:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله،واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمة،لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ
قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين،رحمه الله تعالى،في شرح هذا البيت،ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لانستفيدُ منها تذهب سَبَهللا،والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الذهب،وأغلى منَ الفِضة،
الذهب والفِضة لو ذهبت يأتِي بدلها شيء،لكن العُمر والزمن لا يأتِي بدله شيء إذَا ذهبَ ذهب،قال تعالى(وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)المنافقون،
(حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ،لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا )مافِيه رُجُوع(إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)المؤمنون،
(لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)التغابن،
وأنفقوا بعض ما أعطيناكم في طرق الخير، مبادرين بذلك من قبل أن يجيء أحدكم الموت، ويرى دلائله وعلاماته، فيقول نادماً،ربِّ هلا أمهلتني، وأجَّلت موتي إلى وقت قصير، فأتصدق من مالي، وأكن من الصالحين الأتقياء،
أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل ، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح ،قُم في آخر الليل ولو نِصف ساعة قبل الفجر ، ناجِ ربَّك ، ادعُ ، فإنَّهُ تعالى ينزل إلى لسَّماء الدُّنيا يقُول(من يدعوني فأستجيب له،من يسألني فأُعطيه، من يستغفرني فأغفرله)
من الذي لايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة،أمرٌ بسيط جداً ، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته ،لا نقوم ثلث الليل ولا نصف الليل لكن ألا تَرى أن يمكن أن نقوم نصف ساعة فقط نذكر الله فيها ،نتوضأ ، نُصلي ما شاء الله ، نوتر ، هذا أمر أظنه بسيطا جداً ، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلَّها ذكراً لله ،
فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتهُ كُلَّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله ، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل ، فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّ وجل،بما يُشاهد من آيات الله الكونية ، بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته،
أحياناً يحيى قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تتذْكُرها،ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّ وجل،مُصليا ساجِداً،لأنها أثَّرت في القلب،
فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها،وأن لانغفل فالغفلة قسوة وموت للقلب،
والله لو أنَّ القُلوب سليمة،،،،،لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان
لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا،وتسعى للدُّنيا أولاً وآخراً،ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا،ومتى تفيق،قال،وسوف تفيق عند الموت،
يفيق الإنسان،يقول،ليتني فعلت،وأشدُّ من ذلك إفاقةً إذا كان يوم القيامة(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي )أو يقولها القائل،نفس الذي عض على يديه يقول( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )وهناك لاينفع الندم عند الموت،
ولذلك أمر الشرع بمصاحبة المؤمن التقى،ففي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول(لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِي)رواه احمد وابو داود والترمذى،وحسنه الالبانى،
قال المناوى( لا تصاحب إلا مؤمناً ) وكامل الإيمان أولى لأن الطباع سراقة ‌،‌ ومن ثم قيل صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة ‌الأشرار تورث الشر كالريح إذا مرت على النتن حملت نتناً ‌،‌ وإذا مرت على الطيب حملت طيباً ‌،‌
وقال الشافعي،ليس أحد إلا له محب ومبغض فإذن لا بد من ذلك فليكن المرجع إلى أهل طاعة اللّه ‌،‌ ومن ثم قيل،ولا يصحب الإنسان إلا نظيره،
والإخوان ثلاثة،أخ لآخرتك، فلا نزاع فيه إلا الدين ‌،‌
وأخ لدنياك، فلا نزاع فيه إلا الخلق ‌،‌
وأخ لتسأنس به فلا نزاع فيه إلا السلامة من شره وخبثه وفتنته،
أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنمُ الأوقات بالأعمال الصالحات،وأن يُثبتنا عِندَ الممات وبعد الممات،إنهُ جوادٌ كريم .

الحسيمqtr
25-10-2014, 01:02 PM
جزاك الله خير، ورفع قدرك، ونفع بك الاسلام والمسلمين

امـ حمد
26-10-2014, 12:31 AM
جزاك الله خير، ورفع قدرك، ونفع بك الاسلام والمسلمين

بارك الله في حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس