المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قد تبيَّن الرُّشد من الغيَّ



امـ حمد
26-10-2014, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المُتخاذلون والمُخذِّلون يقولون،دعوا الناسَ وما هُم عليه، كل حر في نفسه،ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، أفأنتُم تُكرهون الناس حتى يكونوا مؤمنين،
سلوا المرآة تجبكم،متى نظرتُم إليها فتوارت خجلًا، وسترت وجهها حياءً أن تواجهكم بزعمِ أنَّكم أحرار،
نعم أنتم أحرارٌ في أن تستجيبوا أو لا تستجيبوا،ثمَّ بعد ذلك لسنا عليهم ولا عليكم بمصيطرين﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ الأنعام،
وسيقولون،مَن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر،ويقولون،لا إكراه في الدين،وغير ذلكَ من الحق الذي يُراد به أبطلُ الباطل،ويقول تعالى﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾الكهف،
إذًا،قل الحقَّ أوَّلًا، وضِّح الحق وبيِّنه للناس بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم به جدالًا كبيرًا بالتي هي أحسن، فمن اهتدى فلنفسه، ومَن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا،
أمَّا الآية الأخرى ففيها يقول تعالى﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾البقرة،إذ لا إكراه في الدين، وإنما هو البلاغُ الذي به يتبيَّن الرشد،ويتميَّز الغي،
الناس في حاجةٍ إلى بيانٍ،يذكرهم بميثاق الفطرة الذي أخذه الله عليهم،وإلا فإنَّ الشياطين اجتالت كثيراً من العباد وحرَّمت لهم ما أُحلَّ لهم،وأَحلَّت لهم ما حُرِّمَ عليهم،
فلْيذكِّر مُذكِّرٌ لعلَّ الله يفتحُ بذكراه قلوباً غُلفًا وآذانًا صُمّاً وأعيناً عمياً،وإن أخذ بعضهم في غير الطريق وتنكَّبوا الصراطَ فحينها يصدق القول، قد تبيَّن الرُّشد من الغيَّ،
قول الله تعالى(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )البقرة،
والمعنى في الآية،لا يحتاج الأمر فيه إلى إكراه،فمن تبينت له حقيقته ولم يعاند ولم يستكبر أسلم طواعية،وإنما يكره الدخول فيه من كابر وعاند ولم يرض بالله رباً،
فكثير من الصحابة أسلموا لما تبين لهم الرشد من الغي،واتضحت لهم معالم الدين وحججه القاهرة فأسلموا طوعاً وصاروا في جند الله بعد أن كانوا في حزب الشيطان وجنده،بحيث لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه بل يدخل فيه كل ذي عقل سليم من تلقاء نفسه ، دون إكراه ويدل على ذلك قوله( قد تبين الرشد من الغي )أي قد تبين أن الإسلام رشد وأن الكفر غي ، فلا يفتقر بعد بيانه إلى إكراه،
وقال السعدي رحمه الله ،هذا بيان لكمال هذا الدين الإسلامي، واتضاح آياته، وكونه هو دين العقل والعلم، ودين الفطرة والحكمة، ودين الصلاح والإصلاح ، ودين الحق والرشد ، فلكماله وقبول الفطرة له،لا يحتاج إلى الإكراه عليه،لأن الإكراه إنما يقع على ما تنفر عنه القلوب،ويتنافى مع الحقيقة والحق،أو لما تخفى براهينه وآياته،وإلا فمن جاءه هذا الدين،ورده ولم يقبله،فإنه لعناده،
فإنه قد تبين الرشد من الغي،فلم يبق لأحد عذر ولا حجة،إذا رده ولم يقبله،
وإذا تبين هذا من هذا لم يبق للإكراه محل،فأما أمر قد اتضح أن مصالح وسعادة الدارين مربوطة ومتعلقة به،فأي داع للإكراه فيه،
والمقصود أن الآية،لا تعني إجبار الناس على الدخول في دين الله قهرا وقسرا،ولكن تعني أن الإسلام سهل بيّن لا إكراه في الدخول فيه فمن دخل فيه كان من أهله،ومن لم يدخل فيه فإما أن يكون من أهل الذمة والعهد،فهذا له ذمته وعهده ، وعليه دفع الجزية،وإما أن يكون من المحاربين،هذا لا بد من محاربته وقتاله لئلا يفسد في الأرض،وينشر بها الكفر والفساد،
روى البخاري،ومسلم،عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال،قَال رسول اللَّهِ صلى الله علييه وسلم(والذي نفسي بيده ليوشكن أَن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فَيكسر الصلِيب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لَا يقبله أحد )

الحسيمqtr
26-10-2014, 06:34 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
26-10-2014, 01:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


وبارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس