المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدد إيمانك



امـ حمد
28-10-2014, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جدد إيمانك
إنّ أهمّ ما يجب على العبد العنايةُ به في هذه الحياة،الإيمان فهو أفضل ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، بل إنّ كل خير في الدُّنيا والآخرة متوقف على الإيمان الصّحيح فهو أعظم المطالب وأجل المقاصد وأنبل الأهداف فبالإيمان يحيا العبد الحياة الطيبة في الدارين وينجو من المكاره والشرور والشدائد ويدرك جميل العطايا وواسع المواهب،
وبالإيمان ينال ثواب الآخرة فيدخل جنّةً عرضُها كعرض السماء والأرض فيها من النّعيم المقيم والفضل العظيم ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، وبالإيمان ينجو العبد من نارٍ عذابُها شديد وقعرها بعيد وحرُّها أليم، وبالإيمان يفوز العبد برضا ربه سبحانه فلا يسخط عليه أبدًا ويتلذّذ يوم القيامة بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضرّاءَ مُضرّة ولا فتنة مُضلّة، وبالإيمان يطمئن القلب، وتسكن النفس، ويسر الفؤاد(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)الرعد،
وأما أصول الإيمان الستة،الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والإيمان بالقدر خيره وشره،وأعلى هذه الأصول،الإيمان بالله،
وأما فروعها فهي الأعمال الصالحة والطاعات المتنوعة والقربات العديدة التي يقوم بها المؤمن من صلاة وزكاة وحجٍّ وصيام وبر وإحسان وغير ذلك، وأما ثمارُها فكلُّ خير وسعادة ينالها المؤمن في الدّنيا والآخرة فهو ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النحل،
فجدير بالعبد المسلم الناصح لنفسه أن يجتهد في معرفة هذه الأوصاف ويتأمّلها ثم يطبقها في حياته ليزدادَ إيمانُه ويقوى يقينُه ويَعْظُمَ حظُّه من الخير كما عليه أن يحفظ نفسه من الوقوع في الأمور التي تنقص الإيمان وتضعف الدِّين ليسلمَ من عواقبها الوخيمة ومغبَّتِها الأليمة،
وللإيمان أسباب كثيرة تزيده وتقويه أهمها،تعلُّم العلم النافع،وقراءةُ القرآن الكريم وتدبّرُه،ومعرفةُ أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وتأمُّلُ محاسن الدِّين الإسلامي الحنيف، ودراسةُ سيرةِ نبيِّنا الكريم صلى الله عليه وسلم،وسيرِ أصحابه الكرام، والتأمّلُ والنظرُ في هذا الكون الفسيح وما فيه من دلالات باهرة وحجج ظاهرة وآيات بيِّنة(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)آل عمران،
كما أنّ الإيمان يزيد بالجدِّ والاجتهاد في طاعة الله والمحافظة على أوامره في طاعته وما يقرِّب إليه(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)العنكبوت،
وللإيمان أسبابٌ كثيرة تُنقِصُه وتُضعِفُه،وأهمُّها،الجهلُ بدين الله، والغفلةُ، والإعراضُ، وفعلُ المعاصي، وارتكابُ الذنوب، وطاعةُ النفس الأمّارة بالسوء، ومخالطةُ أهل الفسق والفجور، واتّباع الهوى والشيطان،والاغترارُ بالدنيا والافتتانُ بها،بحيث تكون غايةَ مُنى الإنسان وأكبرَ مقصوده،
ولما تحقّق سلفُ الأمة،بعظم شأن الإيمان وشدّة الحاجة إليه،وأنّ الحاجةَ إليه أعظمُ من الحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كانت عنايتُهم به عظيمةً ومقدَّمة على كلِّ أمر،
كان عمر بن الخطاب،رضي الله عنه،يقول لأصحابه،هلمُّوا نزددْ إيماناً،
وكان عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه،يقول،اجلسوا بنا نزدد إيماناً،وكان يقول في دعائه،اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهاً،
وكان عبد الله بن رواحة،رضي الله عنه،يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول،تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولنزددْ إيمانًا بطاعته لعلّه يذكرُنا بمغفرته،
وكان عمير بن حبيب الخطمي،رضي الله عنه،يقول،الإيمان يزيد وينقص،فقيل،وما زيادته ونقصانه،قال،إذا ذكرنا الله،عز وجل، وحمِدناه وسبَّحناه فذلك زيادته،وإذا غفَلْنا وضيَّعنا ونسينا فذلك نقصانه،
ولهذا فإن العبد المؤمن لا يزال يسعى في حياته بتحقيق أمرين عظيمين،
الأول، تقوية الإيمان وفروعه والتحقق بها علماً وعملاً
والثاني،السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة،وتدارك الأمر قبل الفوات والإقبال على الله،جلّ وعلا،إقبالاً صادقاً بقلبٍ مُنيب،ونفس مُخبِتة مُطمئنة مُقبِلة على الله ترجو رحمة الله، وتخاف عقابه،
روى الحاكم،والطبراني،عن عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إنَّ الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم)فوصف صلى الله عليه وسلم،الإيمان بأنه يخلق كما يخلق الثوب،أي،أنه يبلى ويضعف ويدخله النّقص من جرَّاء ما قد يقع فيه المرء من معاصٍ وآثام وما يلقاه في هذه الحياة من مُلهياتٍ، تصرفه عن الإيمان،وفتن تُذهب جدة الإيمان وحيويتَه وقوته وتضعف جماله وحسنه وبهاءه،
أرشد النبي،عليه الصلاة والسلام،إلى ضرورة تجديد الإيمان في القلب بالتوجه الصّادق إلى الله،جلّ وعلا،قال(فاسْأَلُوا اللهَ أن يُجدِّد الإيمان في قلوبكم)
وأن يزيد الإيمان ويُقوِّيه وأن يُجدِّده في القلب وأن يمكنه فيه،والله تعالى يقول(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)
إبراهيم،
إن الإيمان جمالٌ للمرء وزينةٌ، قال الله تعالى(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)الحجرات،
وكان،صلى الله عليه وسلم،يقول في دعائه(اللهم زيِّنَّا بزينةِ الإيمان، واجعَلْنَا هُداةً مُهتدين)
وللإيمان حلاوةٌ وطعمٌ ولذّةٌ لا نظير لها، يقول،صلى الله عليه وسلم(ثلاثٌ من كُنَّ فيه وَجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإيمان،أن يكون اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحب المرءَ لا يُحبُّه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار)وهو خير زادٍ للقاء الله(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)البقرة،
نسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى،أن يرزقنا جميعاً إيماناً صادقاً،ويقيناً كاملاً،وتوبةً نصوحاً،وأن يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات،إنه هو الغفور الرحيم.

الحسيمqtr
29-10-2014, 12:29 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
29-10-2014, 01:41 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس