المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أي المرأتين أنت



امـ حمد
30-10-2014, 11:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أي المرأتين أنت
أختي المسلمة أنت منبع العفة والطهارة، والكرامة،وفوز ورفعة، لقد جرب الأعداء لإغوائك كل السُبل، وسلكوا لذلك كل الطرق، وجمعوا له الحيل والخدع وزينوها بطرق شتى، ووسائل متفرقة، وقوى متعددة، ويمكرون بك، فإن كنت بتعاليم دينك متمسكة، وبثياب العفة متسلحة،وعلى أنوثتك محافظة،ولجمالك صائنة، وللأمانة حاملة،ولرسالة ربك داعية،فمكرهم إلى زوال،وسعيهم إلى سراب،
لا مساومة على العفة والطهارة وإن سموها حرية أو حقوقاً، ولا مداهنة في الأعراض والغواية وإن سموها تحضراً ورقياً،سيري على دربك مؤمنة بربك، ثابتة على فطرتك،اعملي ما شئت فلن يغني عنك أحد من الله شيئاً لا أبوك ولا أمك، ولا ابنك ولا أخوك، ولا زوجك ولا مجتمعك، لن يغنوا عنك من الله شيئاً،
أمامك امرأتان وطريقان،فأي المرأتين تكونين،وأي الطريقين تسلكين،
قال الله تعالى(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)التحريم،
قال العلامة عبد الرحمن السعدي،رحمه الله،هذان المثلان اللذان ضربهما الله للمؤمنين والكافرين، ليبين لهم أن اتصال الكافر بالمؤمن وقربه منه لا يفيده شيئًا، وأن اتصال المؤمن بالكافر لا يضره شيئًا مع قيامه بالواجب عليه،
قال تعالى(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا)أي،المرأتان(تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ)وهما نوح ولوط،عليهما السلام(فَخَانَتَاهُمَا)في الدين، بأن كانتا على غير دين زوجيهما، وهذا هو المراد بالخيانة لا خيانة النسب والفراش،فإنه ما بغت امرأة نبي قط،وما كان الله ليجعل امرأة أحد من أنبيائه بغياً، (فَلَمْ يُغْنِيَا)أي،نوح ولوط عن امرأتيهما(مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ) لهما (ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ)وهي آسية بنت مزاحم رضي الله عنها( إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)فوصفها الله بالإيمان والتضرع لربها،وسؤالها لربها أجل المطالب وهو دخول الجنة، ومجاورة الرب الكريم،وسؤالها أن ينجيها الله من فتنة فرعون وأعماله الخبيثة، ومن فتنة كل ظالم،فاستجاب الله لها، فعاشت في إيمان كامل، وثبات تام،ونجاة من الفتن،
ولهذا قال النبي،صلى الله عليه وسلم(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) رواه البخاري ومسلم،
وقوله(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا)أي،صانته وحفظته عن الفاحشة لكمال ديانتها،وعفتها،ونزاهتها(فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا)بأن نفخ جبريل،عليه السلام،في جيب درعها، فوصلت نفخته إلى مريم، فجاء منها عيسى بن مريم عليه السلام(وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ)فإن التصديق بكلمات الله يشمل كلماته الدينية والقدرية، والتصديق بكتبه يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل،ولهذا قال(وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)أي،المطيعين لله،المداومين على طاعته بخشية وخشوع،وهذا وصف لها بكمال العمل،فإنها،رضي الله عنها،صديقة،والصديقية،هي كمال العلم والعمل،
هناك أمثلة حية في واقعنا المعاصر تمردت فنقلت روايات الفحش والرذيلة والبذاءة من الغرب،وتحارب الفضيلة، وتنشر الرزيلة، وهناك أمثلة حية في واقعنا المعاصر صنعت روايات العفة والطهارة، وأقامت الثوابت الشرعية، وحافظت على الفروق الفطرية، ونشرت الفضيلة،وحاربت الرزيلة،
ومن تركت تربية أبنائها، وتخلت عنهم، وخرجت تبحث عن أبناء آخرين تربيهم، ونسيت أن فاقد الشيء لا يعطيه،
وهناك من ربت أبنائها وصنعتهم على عينها لتقيم بهم المستقبل لهذا الدين،وملئت البيت بفيض حنانها، ودقة تدبيرها لتكون سيدته الأولى، وملكته التي لا عوض عنها،ومعطاءة لأهلها وبيتها،ودودة إليهم،وتفانت في إصلاح بيتها وصلاح أهلها، ووقفت وثبتت ضد إغواء الشيطان وتزيينه،
إختاري أختي أن تكوني،كزوجة لوط،أو كزوجة فرعون التي طلبت الجار قبل الدار،
المرأة جامعة كبرى،يوم تصلح يصلح الله بها الدين ويربي بها الأخيار والأبرار،
ويوم تفشل يفشل بها المجتمع ويأتي هذا الإعوجاج الخطير،
ما عرفنا ديانة تكرم المرأة وتحفظ لها حقوقها،سواء كانت أما ،أختا ،زوجة أو إبنة، كما كرمها الإسلام وحفظها،
و ما عرف الذل،الهوان،طريقهم إلينا إلا بعد أن خرجت المرأة للشارع متبذلة متمايلة مستهترة تلفت إليها الأنظار وتحرك نوازع الشهوة في الرجال،مطالبة بالحرية والمساواة،ولكن،عن أية حرية يطالبن،وعن أية مساوات يبحثن،مساوات بين الرجل و المرأة،سبحان الله(ليس الذكر كالأنثى)كما قال المولى عز وجل،
تبحثن عن المساوات،لقد شقيت الفتاة الغربية وأصبحت ذليلة بسبب المساوات،
أتعلمين أن الفتاة الغربية إذا بلغت الثامنة عشر طُردت من المنزل من طرف أعز الناس إليها ،الأب،تطرد لتتحمل مسؤولياتها لوحدها،
والحمد لله الذي أعزنا الله وكرمنا بالإسلام،
أنصح نفسي أولا وأنصح أخواتي في الله أن نتق الله في أنفسنا،أن نتق الله في دين رب العالمين،وفي رسالة محمد سيد المرسلين،وإمام المتقين،
أختي المسلمة أحاطك الله بسياج من الكرامة والعفة، والطهارة والوقاية، فحافظي عليها، واصبري وصابري ورابطي مع أهل الفضيلة حتى تلقي ربك طاهرة نقية، عفيفة تقية،
نسأل الله عز و جل أن يبصر بناتنا الى ما فيه خير لهذا الدين
وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، ويرزقنا البر والتقوى،ويرزقني وأخواتي في الله الستر والعفاف.

الحسيمqtr
14-11-2014, 02:50 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-11-2014, 12:17 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله في حسناتك اخوي بارود