المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه الأم وفقدان ابنائها على خط الخور



بومحمد المطاوعه
01-11-2014, 03:02 PM
تذكرون اللي توفوا عيالها الثلاث
والخادمه على خط الخور
اللي من الحمادي عقب العيد

امهم اكتبت هذي القصه
اسأل الله ان يصبرها يارب

"السلام عليكم أحبتي في الله .. أعلم أن كثيرا منكم يتذمر من حياته .. فهذه قصتي اشارككم بها ... وهي ليست أول قصة تحكى عن الفقد والألم ..فهناك المئات مثلي يعانون الفقد والحرمان..أما أحد والديه أو إخوته أو أطفاله .. بدأت قصتي في يوم الثلاثاء في 5 من شهر أغسطس.. عام 2014في آخر ساعة من ذلك اليوم..يومها اتفقت مع صغاري أن نذهب إلى بيت جدهم وجميعنا أرتدينا الملابس الجديدة حتى الخادمات (والجوهرة والغالية والوليد) استحموا قبل الخروج كأنهم يستعدون لحياة اخرى تطهروا فيها من الدنيا ومافيها ليذهبوا لتلك الحياة الطاهرة كطهر وجوههم وقلوبهم الصغيره قدر الله أن أخذ كل أطفالي الستة مع الخادمتين في ذلك اليوم ..
فكنا تسعة أشخاص في السيارة ، وكنت أنا من يقود السيارة وعبدالرحمن أبني الكبير بجانبي وبعد أن قضينا اللحظات الجميلة مع أسرتنا الحبيبة قررنا العودة إلى المنزل .. واثناء طريق العودة ...
كانت الجوهرة ذات السبعة شهور نائمة والغالية ذات السنتين تشرب الحليب.. والوليد ذو الستة أعوام يريد أن يذهب إلى البقالة ليشتري الحلوى .. كل شي كان يبدو طبيعياً نتناقش انا والوليد عن ذهابنا للبقالة وبين نقاش واخذ وعطاء

(فجأة) صدم احدهم مقدمة سيارتي من الجانب الأيسر .. اتذكر حينها صرختي ب لاحوة ولا قوة اﻹ بالله ...وسمعت احدى الخادمات تطلق صرخة وهي تسمي بالله الرحمن الرحيم وتحضن الجوهرة والغالية بكامل قوتها .. انقلبت بنا السيارة ودخلنا في المنطقة المحمية خلف الشباك ...وكلما تقلبت السيارة اشعر بأن اجسام تتطاير منها ...
كنت حينها أصرخ وأنادي عليهم وأقول اللهم أني أستودعك أبنائي..جميعهم خرجوا من السيارة كيف خرجوا ؟ لا أعلم لا زال السؤال يحيرني.. وقت الحادث كانت الساعه تشير الى 11:25.. مساءً ...لا أعلم هل فقدت الوعي وقتها أم لا ، ولكن اعلم ان عيناي كانتا مغمضتان..أذكر أنني فتحت عيناي وأنا عالقة في السيارة صرخت بأبنائي .. صرخت وكان قلبي يصرخ قبلي اللهم أنى أستودعك أبنائى اللهم اني استودعك أبنائي هذا ما كان يكرره لساني ، وألتفت على جانبي الأيمن والأيسر لا أحد في السيارة أنا لوحدي بين حلم وواقع اريد ان استرجع ذاكرتي أين انا ماذا افعل هنا وأين صغاري أدركت حينها أنني في واقع أتمنى انتهائه سريعاً واقع اشعر بألمه قبل ان اعرف ماهو حال فلذات كبدي واقع وليس حلم كما تمنيت ورغم الكسور والإصابات التي شعرت بها قررت الخروج من السيارة للبحث عن صغاري والخادمتين ..لم أعلم أن شاهدنا أحدهم أثناء الحادث أم لا ..
كنت أرتدي حزام اï»·مان وقتها ،فقلت في نفسي سوف افتح الحزام وسأخرج من السيارة بأذن الله ..وبالفعل أستطعت ان افك الحزام لأسقط بجانب السيارة دون ان اخرج اتذكر اني أخذت ابكي لا اعلم ابكي من او ماذا امتلئ قلبي وحشة وألما وخوفا على صغاري الذين لا اعرف أين هم او ماذا حل بهم بكيت على كل شي حينها كنت ارجف ولكني تحاملت على نفسي وأخذت أفكر في طريقه تخرجني من السيارة فقد انحكرت فيها ..
تذكرت قول صديقاتي لي دوماً بأنني المرأة الحديدة فحاولت كسر الزجاج اï»·مامي لسيارتي لاكتشف بأن الزجاجة محطمة فضغطت على نفسي وخرجت من السيارة ، كنت أصرخ وأبكي وأنادي على صغاري والخادمات ....
وجدت حماد أبني يحاول القيام من على اï»·رض فقام وكأن الله اسعفه لي في هذه اللحظات الصعبه المؤلمة جاء لي ليضمني ليهون مصابي ليهدأ قلبي الذي يرجف خوفا من اللحظات القليلة القادمة أخذ يبحث عن أخوته وينادي عليهم معي وأنا أبحث من جهة اخرى فوجدت عائشة خادمتي ترفع يدها وتناديني بصوت خافت متقطع فقد كانت قريبه من الشارع امام الشبك الذي صرت انا والسيارة خلفه بعد الحادث ..
ذهبت حينها للرجل الذي قام بالاصطدام بي فقلت له بأسى وألم سامحك الله لما فعلت هذا بي فأنا لا املك من هذه الدنيا وزينتها سوى أبنائي والله هم أغلى ما املك ..وهو يصرخ ويطلب مني ان اخرجه من السيارة بلهجة غريبه عربيه ولكن مكسوره أعتراني الخوف والحزن عليه قلت في نفسي المسكين مغتربذهبت لاكمل بحثي عن صغاري حاولت الخروج من الشبك لأصل للشارع رأيت حينها الوليد وهو مغشي عليه وعبدالرحمن قد ملئ وجهه الدم وهو يبكي ولا يستطيع الحركة لمحت أرجل صغيرة مرتدية اللون الوردي قلت هي الغالية وهي مغشي عليها ستقوم بأذن الله ..
لم أجد الجوهرة والخادمة اï»·خرى فقلت لابد من أنهم بجوار بعضهم في مكان ما.. احاول ان اطمئن روحي وأقوي ثقتي بربي ولسان حالي يقول لك الحمد ياربي على حلو القضاء ومره رجعت للرجل مرة اخرى وهو لا زال عالق في سيارته قلت له اعطني يدك سوف أخرجك من السيارة ومددت يدي له ولكنه لم يستطع الحراك بسبب حزام الأمان فسألته ان كان هاتفه النقال ما زال معه اريد ان اكلم الشرطة فلم اجد عنده شي فقلت له اصبر سوف ابحث عن من يساعدنا ..كان حماد حبيبي معي فعدت بجانب سيارتي أبحث عن هاتف فسألت الخادمه عائشه ان كان هاتفها معها فقالت لا وانا ابحث اتذكر انني وجدت الأجهزة الالكترونية لصغاري لم يصبها أذى أبدا وحتى الأشياء الصغيره التي تطايرت من السيارة كالأوراق كما هي الا أبنائي يارب رحمتك بهم .. بقيت بجانب الشبك الذي يفصلني عن عبدالرحمن وعائشة أحاول أن أخرج منه لم أستطع فقلت في نفسي الشبك الذي دخلت منه سيارتي هو الشبك الذي أستطيع الخروج منه .. وفعلا بحثت وكنت اركض حينها فسمعت صيحة تميم ابني آتيه من بين سيارتي والسيارة الأخرة فقلت لحماد أسحب أخيك إلى الشبك..وصلت للشبك الذي دخلت منه السيارة وخرجت منه ذاهبة للشارع أقفز وأصرخ اطلب المساعده ابكي .. ابكي بحرقه وألم وقلبي يصرخ وهو يبكي دماً ، ساعدني يالله .. انت من يجبرني حين انكسر .. انت من يداويني حين أتألم ..
انت من يمسح على قلبي حين ينزف .. انت يالله وحدك قادر على كل شي .. كانت السيارات حينها تمر دون أن تقف لي حتى قدر الله ان يقف رجل مع صغاره وخادمته اتذكر ماقلته له حينها قدر الله وما شاء فعل صدمني احدهم بسيارته وتقلبت سيارتي وتطايروا أبنائي .. اتذكر جيدا مقدار الخوف الذي كنت أشعر به ..
كانت دموعي تنهمر بلا توقف .. فطلبت منه أن يعطيني هاتفة لأتصل بزوجي ..
اتذكر تلك اللحظة شاهدت احدهم يركض بأتجاهي ويبكي يريد تغطيتي ولكني كنت مستتره ولله الحمد والشكر ..ذهبت للوليد ومسكته كان قلب صغيري ينبض لكنه ينزف ونصف عيناه مفتوحتان لا اعرف كيف أصف حاله كان كأطفال غزه مثل مااراهم في التلفاز من اثار الحروب والقتل قلت له حبيبي الوليد اصبر ياقلب امك ان الإسعاف أتي .. وركضت وانا مازلت ابحث لأرى تلك الارجل الوردية الصغيره حلوتي ودميتي واï»·بها هي الجوهرة سقطت على رأسها حملتها بكفي اليمين كالدميه تماماً وضعت رأسها على كفي وكان جسمها يتحرك كالدمى عرفت أنها فارقت الحياة .. فوضعتها بجانبي بلا حراك وجلست بجوارها هي و عبدالرحمن وعائشة ...
أتصلت بأقاربي لأخبرهم بما حصل لي فكنت أقول حدث لي حادث اصطدام والجوهره توفاها اللهفبقيت مكاني وعبدالرحمن بكري يبكي فأخذت اذكره بذكر الله واحثه على الصبر ..فكنت جالسة كما انا حين وصل اخي مع الشرطه جاء وصار يبحث عن صغاري .. ويذهب ويرجع ويبكي حينها نسيت نفسي واخذت اهدئه فهو أول شخص شاهد الغالية والجوهرة عند ولادتهم...
رأيت رجل واقف خلف الشباك بينما انا أمامه كان بجانب أخي فنزع شماغة وقام بتغطية أحدهم..يغطي ماذا ؟ من !!! اخبروني أرجوكم ؟ عندها علمت بأنه قام بتغطية الغالية غاليتي سعادتي في هذه الدنيا قطعة من قلبي التى أسميتها الغالية لأني رزقت بها بعد 8 سنوات وبعد 4 ذكور هي من غطاها الرجل بعد ان فارقت الحياة ..
تذكرت ما قمت به في حياتي وأول ما خطر على بالي هو مشروعي للتخرج من برنامج الدعوة والإعلام لكلية الشريعة والذي انتهيت منه منذ أشهر قليلة قبل الحادث فكنت قد كتبت في أحد حلقاتي الأذاعية عن حب الله سبحانه وتعالى فقلت لنفسي أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم فسجدت سجدة شكر لله شاكرة ربي بأن صغيراتي توافاهم الله وأبقى أبنائي الذكور ..بعدها رأيت زوجي وأثناء حملي لسيارة الإسعاف جائني خبر وفاة الوليد صغيري الجميل قد فارق الحياة .. أردته حلم انتظرت صامده أريد ان يوقظني احدهم ليقول بأنه حلم بل كابوس ولكن قدره الله واراده واقع ..
قدر الله الشي وما شاء فعل سبحانه .. صمدت وفي المستشفى لم يتم معاينتي جيدا ..أصبت بكسور في الكتف واليد من غير تلك الاصابات التي في رأسي ورقبتي والظهر والرجل وغيرها .. كذلك لم يتم معاينة أبنائي الثلاث المتبقين ولله الحمد .. اتذكر لحظة دخولي للمقبرة رأيت جميلاتي وهم يغسلون ويكفنون ...
فكنت أبتسم حينها وأذكر الله وأحمده ...بينما جميع المغسلت يبكين على ماذا لا أعلم...فقالت لي أحدى المغسلات جزاها الله خيرا أن أبتسامة ابنتي الغالية تشبة أبتسامتي لم أصدق حتى رأيت غاليتي مبتسمة مستبشره الحمد الله رب العالمين شعرت بأنني أقوم بتجهز بناتي لزفافهن ..
رغم صعوبة ذاك الشعور وقسوته ولكن بفضل من الله ورحمته نلت كل شي نلت الصبر على القضاء بخيره وشره مؤمنة بأن كل امر المسلم خير ف الحمدلله على كل حال لله ما أخذ ولله مااعطى ..

تعمدت ان أنشر قصتي... لنحمد الله معاً على حلو القضاء ومره فنعم الله وافضاله علينا كثيره لننظر الى مااعطانا ونشكره ولننظر الى ما أخذ ونحمده فلله الحمد والشكر على كل حال فكلنا ذاهبون ومانحن الا في دار العبور نمر بها مرور الكرام المحظوظ فيها من صبر وعمل وعلم انها فانيه وفان كل من عليها الا وجه الله سبحانه..
ف اصبروا واحتسبوا فالدنيا لن تنتهي بفقد أحدهم .. والصبر على أقدار الله من تمام الإيمان والتوكل عليه وحسن الظن به جل جلالهوالحمد لله على ما آتى والحمدلله على ماهو آت ..فهناك كثيرا من منغصات العيش أتعرض لها بشكل يومي ولكن أحمد الله وأشكرة على كل حال ...فلا زال قلبي ينبض بهم أيجابي وبذكر الواحد الأحد ..أبتسم وتوكل على الله فأنت في نعمة عظيمة أدركها قبل زوالها عنك

الله يصبرج يا اختي
الله يرحمهم ويشفي البقيه


قصه مؤلمه

Charisma
01-11-2014, 03:25 PM
مرحبا اخوي بو محمد .. وجزاك الله خير على افراد القصه بموضوع .. أختنا ام عبدالرحمن والله انها مثال للصبر وقوة الأيمان بالله .. نسأل الله ان يعوضها ويأجرها خير على صبرها واحتسابها .

سبق وشاركت الاخت في هالموضوع ورقم المشاركه #89 www.qatarshares.com/vb/showthread.php?590769-3/page9 تحت معرف qatar22