امـ حمد
05-11-2014, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلك عورات
ما أكثر ما نشتغل بعيوب الناس،ناسين أو متناسين،أنهم بشر مثلنا ،وأنهم يقعون في الخطأ ويقع منهم الخطأ،وأننا مُـلئنا عيوباً لو اشتغلنا بها وبإصلاحها لأشغلتنا عن عيوب الناس،أن من تتبّع عورات الناس تتبّع الله عورته،فالجزاء من جنس العمل،وأننا أغرنا على الإنصاف،فنظرنا في سيئات أقوام وأكبرناها وأعظمناها، وكتمنا حسناتهم،
وقديماً قيل،أرى كل إنسان يرى عيب غيره،،،،،ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه،،،،،ويبدو له العيب الذي لأخيـه
روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى(بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ،وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ )أَي هو شهيد على نفسه عالم بما فعله ولو اِعتذر وأنكر كما قال تعالَى(اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبًا)
وقال علي بن أَبي طلحة،عن ابن عباس،بل الإنسان على نفسه بصيرة،يقول سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه،
وقال قتادة،إذا شئت واَللّه رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم غافلاً عن ذنوبه،
ومن كان كذلك فقد تمّت خسارته،كما قال بكر بن عبدالله،إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس،ناسياً لعيبه،فاعلموا أنه قد مكر بِه،
وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه،وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مكـبّر،
وروى الجرجاني،عن أحمد بن الحسن بن هارون أنه قال،أدركت بهذه البلدة أقواما كانت لهم عيوب،فسكتوا عن عيوب الناس، فـنُـسيَت عيوبهم،
قال ابن رجب،رحمه الله،وقد روى عن بعض السلف أنه قال، أدركت قوماً لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبا ، وأدركت قوما كانت لهم عيوب ، فكفوا عن عيوب الناس فـنُـسيت عيوبهم ،
أو كما قال،وشاهد هذا حديث أبي بردة عن النبي صلى الله عليه ،وسلم أنه قال،يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يدخل الإيمان في قلبه،لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوارتهم، فإنه من اتبع عوراتهم ، تتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته)أخرجه الإمام أحمد وأبو داود،والترمذي،من حديث ابن عمر،
ومن كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي،فإذا وقعت منه هفوة أو زلة،فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها،
وفي ذلك قال الله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )
ومن أدب هذه الآية،أنشأن المؤمن أن لا يحب لإخوانه المؤمنين إلا ما يحب لنفسه ، فكما أنه لا يحب أن يشيع عن نفسه خبر سوء،كذلك عليه أن لا يحب إشاعة السوء عن إخوانه المؤمنين،
ولشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالكذب مفسدة أخلاقية،فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر،فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها،وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة،
هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس،
ولهذا دل هذا الأدب الجليل بقوله(والله يعلم وأنتم لا تعلمون) أي يعلم ما في ذلك من المفاسد فيعظكم لتجتنبوا وأنتم لا تعلمون فتحسبون التحدث بذلك لا يترتب عليه ضر وهذا كقوله(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )
من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها ولا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل له،هذا هو الفاجر المعلن،
قال القرطبي في التفسير،من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره،
فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله،ولعل من اشتغل بعيوب الخلق،يُبتلى بالانشغال عن عيب نفسه حتى تعطب،
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى،،،،ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ،،،،فكلّـك عورات وللناس ألسـن
وعينك إن أبدت إليك معايباً،،،،،فدعها وقل،يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى،،،،وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ
وأبلغ من ذلك قول الله تعالى(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النور،
وصية، فالواجب على المسلمين أن يحرصون على حماية أنفسهم وحماية إخوانهم من هذه الفواحش،وصيانة أعراض إخوانهم وأخواتهم،فالذين يحبون أن تشيع هذه الفواحش لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة،
وقد يكون العذاب في الدنيا من الله تعالى أن يفضحهم، وأن يظهر مساوئهم، ويظهر أسرارهم التي يكنونها،وأن نُزكي أنفسنا بالعلم النافع،والعمل الصالح، ونترك الاشتغال بعيوب الناس،فإننا لن نُسأل في قبورنا إلا عن رجل واحد(ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم)
يقول آلإمآم آلشآفعي،لوِ كنت مغتآباً لّإغتبت أمِي،
فهي أحق آلنِآس بحسنآتي،
جعلنا الله واياكم من عبادك الذين يسترون ولا يفضحون،ويقدمون ولا يأخذون نحن وجميع المسلمين،وممن يتقون الله ولا يرمون بباطل،
اللهم آمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلك عورات
ما أكثر ما نشتغل بعيوب الناس،ناسين أو متناسين،أنهم بشر مثلنا ،وأنهم يقعون في الخطأ ويقع منهم الخطأ،وأننا مُـلئنا عيوباً لو اشتغلنا بها وبإصلاحها لأشغلتنا عن عيوب الناس،أن من تتبّع عورات الناس تتبّع الله عورته،فالجزاء من جنس العمل،وأننا أغرنا على الإنصاف،فنظرنا في سيئات أقوام وأكبرناها وأعظمناها، وكتمنا حسناتهم،
وقديماً قيل،أرى كل إنسان يرى عيب غيره،،،،،ويعمى عن العيب الذي هو فيه
وما خير من تخفى عليه عيوبه،،،،،ويبدو له العيب الذي لأخيـه
روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى(بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ،وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ )أَي هو شهيد على نفسه عالم بما فعله ولو اِعتذر وأنكر كما قال تعالَى(اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبًا)
وقال علي بن أَبي طلحة،عن ابن عباس،بل الإنسان على نفسه بصيرة،يقول سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه،
وقال قتادة،إذا شئت واَللّه رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم غافلاً عن ذنوبه،
ومن كان كذلك فقد تمّت خسارته،كما قال بكر بن عبدالله،إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس،ناسياً لعيبه،فاعلموا أنه قد مكر بِه،
وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه،وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مكـبّر،
وروى الجرجاني،عن أحمد بن الحسن بن هارون أنه قال،أدركت بهذه البلدة أقواما كانت لهم عيوب،فسكتوا عن عيوب الناس، فـنُـسيَت عيوبهم،
قال ابن رجب،رحمه الله،وقد روى عن بعض السلف أنه قال، أدركت قوماً لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبا ، وأدركت قوما كانت لهم عيوب ، فكفوا عن عيوب الناس فـنُـسيت عيوبهم ،
أو كما قال،وشاهد هذا حديث أبي بردة عن النبي صلى الله عليه ،وسلم أنه قال،يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يدخل الإيمان في قلبه،لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوارتهم، فإنه من اتبع عوراتهم ، تتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته)أخرجه الإمام أحمد وأبو داود،والترمذي،من حديث ابن عمر،
ومن كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي،فإذا وقعت منه هفوة أو زلة،فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها،
وفي ذلك قال الله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )
ومن أدب هذه الآية،أنشأن المؤمن أن لا يحب لإخوانه المؤمنين إلا ما يحب لنفسه ، فكما أنه لا يحب أن يشيع عن نفسه خبر سوء،كذلك عليه أن لا يحب إشاعة السوء عن إخوانه المؤمنين،
ولشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالكذب مفسدة أخلاقية،فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر،فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها،وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة،
هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس،
ولهذا دل هذا الأدب الجليل بقوله(والله يعلم وأنتم لا تعلمون) أي يعلم ما في ذلك من المفاسد فيعظكم لتجتنبوا وأنتم لا تعلمون فتحسبون التحدث بذلك لا يترتب عليه ضر وهذا كقوله(وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )
من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها ولا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل له،هذا هو الفاجر المعلن،
قال القرطبي في التفسير،من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره،
فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله،ولعل من اشتغل بعيوب الخلق،يُبتلى بالانشغال عن عيب نفسه حتى تعطب،
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى،،،،ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ،،،،فكلّـك عورات وللناس ألسـن
وعينك إن أبدت إليك معايباً،،،،،فدعها وقل،يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى،،،،وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ
وأبلغ من ذلك قول الله تعالى(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النور،
وصية، فالواجب على المسلمين أن يحرصون على حماية أنفسهم وحماية إخوانهم من هذه الفواحش،وصيانة أعراض إخوانهم وأخواتهم،فالذين يحبون أن تشيع هذه الفواحش لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة،
وقد يكون العذاب في الدنيا من الله تعالى أن يفضحهم، وأن يظهر مساوئهم، ويظهر أسرارهم التي يكنونها،وأن نُزكي أنفسنا بالعلم النافع،والعمل الصالح، ونترك الاشتغال بعيوب الناس،فإننا لن نُسأل في قبورنا إلا عن رجل واحد(ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم)
يقول آلإمآم آلشآفعي،لوِ كنت مغتآباً لّإغتبت أمِي،
فهي أحق آلنِآس بحسنآتي،
جعلنا الله واياكم من عبادك الذين يسترون ولا يفضحون،ويقدمون ولا يأخذون نحن وجميع المسلمين،وممن يتقون الله ولا يرمون بباطل،
اللهم آمين .