المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الحياة الطيبة



امـ حمد
09-11-2014, 02:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يظن بعض الناس أن السعادة،أن يعيش الإنسان حياة صافية من كلّ كَدَر،أوْ لا يُصادِفه مُنغِّصَات،أوْ لا تُصيبه مُصيبة،أوْ لا يتعرّض لِفتنَة،وهذه لا بُـدّ منها فهي كالملْح في الطّعام،ثم إن طبيعة هذه الحياة الدنيا أنها طُبِعت على كدر،فهي لا تصفو لأحد،ولا تدوم لِمخلوق،
سمع الْحَسَن البصري رجلاً يقول لآخر،لا أراك الله مكروهاً أبداً، فقال له،دَعَوتَ الله له بالموت،فإن الدنيا لا تخلو عن المكروه،
وقد وصف الله حياة ابن آدم فقال(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَد)فهو في مَشَقّـة ومُكابَدة في دنياه ،
وأما معنى الحياة الطيبة،الوارد ذِكرها في قوله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )وجماع معنى الحياة الطيبة في الآية، حياة القلب ، وسعادته ، وانشراحه ، وإذا رُزق شيئا من متاع الدنيا فيكون حلالاً يقنع به ،
ذكر الإمام الطبري رحمه الله أقوال العلماء في معنى،الحياة الطيبة،وهي،يحييهم في الدنيا ما عاشوا فيها بالرزق الحلال،
يرزقهم القناعة،
الحياة الطيبة ،الحياة مؤمنًا بالله عاملا بطاعته،
الحياة الطيبة،السعادة،
الحياة في الجنة،
فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة،وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رِزق،لم يَكثر للدنيا تعبُه ، ولم يعظم فيها نَصَبه،ولم يتكدّر فيها عيشُه،
وأما القول الذي رُوي عن ابن عباس أنه الرزق الحلال،
وقال الحسن،هي القناعة،
وقال أبو بكر الوراق،هي حلاوة الطاعة،
وقال القاضي البيضاوي(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) في الدنيا يعيش عيشاً طيباً،فإنه إن كان مُعْسِراً يَطيب عيشه بالقناعة والرضا بالقسمة وتوقّع الأجر العظيم،
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،مَنِ أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية،
وهي،حياةُ قلب مؤمن بالله ، راض بقضائه ، مُسْتَسْلِم لِحُكْمِه ، واثق بِوَعْدِه،
والحياة الطيبة،ربما يعيشها المؤمن وهو لا يشعر بها ، وربما لا يَجِد لذّتها،كيف،
ربما عاش المؤمن راحة البال ، ووجَد الأمن النّفسي ، لا يُزعجه المستقبل،ولا يُقلقه ما في غـد،
الأمن النفسي من أعظم ما يَمنّ الله به على عبده المؤمن،
ولذا قال سبحانه وتعالى(الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْم أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
ليس فقط الأمن الاجتماعي في الأوطان،بل حتى الأمن النفسي في نفوس المؤمنين،
وهذا يُفسِّر لنا سِـرّ سعادة الكافر إذا أسلم،إذ وجد ما كان يفتقده ، وعاش لـذّة الطاعة ، وخالطت قلبه بشاشة الإيمان،
عاش بعض السّلف هذه السعادة،قال حرام بن ملحان رضي الله عنه،لما طعنه الكافر الغادر،فُـزْتُ وربِّ الكعبة،فكان الكافر الغادر يتساءل،أي فوز فازه وأنا قتلته،
فالسعادة ليست في مال وجارية،ولا في المراكب الفارهة،ولا في القصور العامِرة،
وإنما هي بطاعة الله جل جلاله،
ويُبين لنا هذا أن من العلماء من وُضِع في السّجن والقيد ، فما يزيد على أن يبتسم،لقد كان يتذوّق طعم السعادة،ويعتبر السجن خلوة، والقيد وسام فخـر،يَرى الدنيا بعين مؤمن راض بقضاء الله،يجِد حلاوة الإيمان في قلبه،
يُدفع بإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل إلى السّجن،فما يَردّه ذلك عن مبادئه،ولا يُزحزحه عن مواقفه،يُضرب بالسِّياط فما يشكو ولا يئِنّ، يَغتسل السّوط في جُرحه فيصدع بما يَكرهون،لقد مَزَج مرارة الألم بحلاوة الإيمان فطَغَت حلاوة الإيمان،
إن بعض الناس يشكو أنه لا يعيش الحياة الطيبة،في حين أنه يعمل الأعمال الصالحة،وهو أهنأ ما يكون في عيش وصحّة،وأمن ورخاء،وهذا ربما تُوجد عنده صُورة العمل،ولا تُوجد حقيقة العمل،
والفَرْق بينهما كما بين الثرى والثريّا،
إن الرجلين ربما صليا إلى جوار بعض،وبينهما في صلاتهما كما بين المشرق والمغرب،فَرَجُل قلبه يحوم حول العَرش يُسبِّح بِحَمْدِ ربه،وآخر يحوم حول الحش،
قال بعض السلف،إن هذه القلوب جوّالة،فمنها ما يَجُول حول العرش ، ومنها ما يَجُول حَول الحشّ،فيا بُعد ما بينهما،
والله لا يستويان لا في الصلاة والأجر،ولا في أثَرِهَا،
فَمَن صلّى بقلبه نَهَتْه صلاته،ورفَعت درجاته،وكفّرت سيئاته،
ومن صلّى بِبَدَنِه أجزأته،
فَمن تعلّق قلبه بالله ، ملأه الله غنىً ورضاً وطُمأنينة .
ومن تعلّق بغيره وُكِل إليه(تَعِسَ عَبْدُ الدينار وعَبْدُ الدرهم و عَبْدُ الخميصة )
قال ابن القيم رحمه الله،إن أردت المكارم فتحمّل المكارِه،وإن أردت السعادة الأبدية فالزم عَتَبة العبودية،والله يتولاك،
فهذه الجنة التي وجدها شيخ الإسلام ، ويجدها أهل الإيمان والتقوى،من انشراح الصدر ، والبال ومن الطمأنينة،والعيش بين الشكر والصبر،لهي والله السعادة التي ينشدها العقلاء ، ويطلبها الصالحون ، ويسعى إليها الساعون،
وهذه والله هي حقيقة الحياة الطيبة التي وعدهم الله إياها في الدنيا،
قال بعض المحبِّين،مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطْيَب ما فيها، قالوا،
وما أطيب ما فيها،قال،محبَّة الله والأُنْس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عمَّا سواه،مدارج السالكين لابن القيم،
خذ من الدنيا بلغة تبلغك الى الله عز وجل والى الدار الآخرة،وكن مطمئن النفس قرير العين،ارضى بما قسم الله لك،لا تحمل الغل والحقد في قلبك على احد،
اللهم إني أسألك عيشة هنية وميتة سوية ومرداً غير مخز ولا فاضح،
نسأل الله تعالى الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.

الحسيمqtr
14-11-2014, 02:58 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بـارود
14-11-2014, 05:24 PM
فالسعادة ليست في مال وجارية ، ولا في المراكب الفارهة ، ولا في القصور العامِرة

وإنما هي بطاعة الله جل جلاله

ليت قومي يعلمون ..

جزاج الله خير

امـ حمد
14-11-2014, 11:56 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
14-11-2014, 11:56 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
14-11-2014, 11:58 PM
فالسعادة ليست في مال وجارية ، ولا في المراكب الفارهة ، ولا في القصور العامِرة

وإنما هي بطاعة الله جل جلاله

ليت قومي يعلمون ..

جزاج الله خير

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوى
15-11-2014, 12:27 AM
ارحم الله والديج وجزاج ربي الفردوس الاعلى من الجنة

امـ حمد
15-11-2014, 12:40 AM
ارحم الله والديج وجزاج ربي الفردوس الاعلى من الجنة



بارك الله فيج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا