المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا جائكم من ترضون دينه وخلقة فزوجوه



امـ حمد
18-11-2014, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالوالد مُحبّ لأولاده ، شَفيق عليهم ، ودود لهم،وتلك فِطرة فَطَر الله عليها جميع المخلوقات،وذلك من أثر تلك الرحمة التي أنزلها الله
ولذا فإن كل أب يَسْعى لإيصال الخير لأولاده،
إلا أن من الآباء من قد يُخطئ الطريق،فيَضُرّ حين كان يَروم النفع،
قد يَرى أن الخير لهم فيما رآه،أو يَرى أن الْخِيرة فيما اختاره لهم، فيَحمِله ذلك ويَدفَعُه على فَرْض رأيه،أو تنفيذ مَطْلَبِه،وإن كان ذلك مُتعلِّقاً بِحياة أولاده،وإن كان فيه اختيار أسلوب حياتهم،
أو اختيار من يَعيشون معهم من أزواج وزوجات،
ونَسي أو تَناسَى أنه بشر يُخطئ ويُصيب،وأن اختياره لهم قد يَكون هو الأسوأ،وقد يُوصِل إلى الهلاك،أو يُوقِع في الرَّدَى،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم،جعل مدار قبول الخاطب على أمرين،
أن يكون مَرْضِيّ الدِّين،وأن يكون مَرْضِيّ الْخُلُق،
من قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم(إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)رواه الترمذي،
وعن ابن مسعود،التمسوا الغنى في النكاح، يقول اللّه تعالى( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)أي إن لم تُزَوِّجُوا الخاطِب الذي تَرضون خُلُقه ودِينه،تكن،تَحْدُث،فتنة في الأرض،وفساد،خروج عن حال الإستقامة النافعة الْمُعِينَة على العفاف،
يعني أنّكم إن لم تَرْغَبُوا في الْخُلُق الْحَسَن والدِّين الْمَرْضِيّ الْمُوجِبَين للصلاح والإستقامة،ورغبتم في مُجَرّد المال الجالب للطغيان الجارّ للبغي والفساد تكن فتنة في الأرض وفساد عريض،
أو المراد إن لم تُزَوِّجُوا من تَرْضَون ذلك منه،ونَظَرْتُم إلى ذِي مَالٍ، أو جَاهٍ،يَبْقَى أكثر النساء بلا زوج،والرجال بلا زوجة،
وهذا يَعني أنّ من اختار من الأولياء تَزويج مَن لا يُرضى دِينه وخُلُقه،أنّه طالب للفساد،مُبْتغٍ للفتنة،
يعني أنكم إن لم تَرْغَبُوا في الْخُلُق الْحَسَن والدِّين الْمَرْضِيّ الْمُوجِبَين للصلاح والاستقامة ، ورغبتم في مُجَرّد المال الجالب للطغيان الجارّ للبغي والفساد،تكن فتنة في الأرض وفساد عريض،
ومن ذلك الفساد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم،أن يتأخّر زواج الفتاة،وقد يَحمِلها ذلك إن لَمْ تُراقِب الله،على مواقعة الفواحِش،
وإن تَعْجَب فاعْجَب لآباء يَتَقدَّم إليهم الخاطب الكفء،الذي يُرضى دِينه وخُلُقه،فَيَردّونه لأتْفَه الأسباب،
ويُريدون من موليّاتهم قَبول مَنْ يَتقدَّم لِخطبتهنّ من أقاربهم،وإن كانوا لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر،
فلو كان القريب تارِكاً للصَّلاة،أو كان مُعتقِداً للباطِل،قَبِلُوه،وقد يَكون القريب أراد رَفع قريبه بِمُصاهَرتِه،
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما(أن جارية بِكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم،فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيّرها النبي صلى الله عليه وسلم)رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه،
ولو كان البعيد تَقيّا نقيّا،على خُلُق ودِين،لرّدّوه أسوأ الرَّدّ،بل وربما طَعنوا في دِينه وأمانته من غير بيّنة،
إن المقياس الشرعي لِقَبول الخاطِب،هو رضا الدِّين والْخُلُق،ولا اعتبار بِغيرها،
في حين أن من اعتبارات الناس اليوم،
كونه من نفس القبيلة،وكونه غنياً ذا وظيفة أو منصبن
ناسِين أو متناسِين قوله تعالى(وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
قال عُمَر ،عَجِبْتُ لمن ابتغى الغِنَى بغير النكاح،ذَكَرَه القرطبي،
غافِلين أو مُتغافِلين عن قوله عليه الصلاة والسلام(ثلاثة حَقّ على الله عز وجل عَونهم ،المكاتب الذي يُريد الأداء ، والناكِح الذي يُريد العفاف،والمجاهد في سبيل الله)رواه الترمذي والنسائي،
فأين نحن من هذا الضمان الرباني والضمان النبوي،
وكم من الناس كانت لديه وظيفة أو كان غنياً ، ثم طُرد من وظيفته ،أو افتقر بعد غِنَى،فليست الوظيفة هي التي تَضْمَن الرزق،ولكن الرزق في السماء(وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )
ومن ذلك الفساد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم،
أن يتأخّر زواج الفتاة،وقد يَحمِلها ذلك،إن لَمْ تُراقِب الله،على مواقعة الفواحِش،
ولذا فإنّ كل أبٍ يَسْعى لإيصال الخير لأولاده،
إلّا أنّ من الآباء من قد يُخطئ الطريق،فيَضُرّ حين كان يَروم النفع،
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله،عن أهم الأمور التي على أساسها تختار الفتاة زوجها،فأجاب،
أهم الأوصاف التي ينبغي للمرأة أن تختار الخاطب من أجلها هي الخلُق والدين، أمَّا المال والنسب فهذا أمرٌ ثانوي، لكن أهم شيء أن يكون الخاطب ذا دين وخلُق،لأنَّ صاحب الدِّين والخلُق لا تَفقد المرأة منه شيئاً إن أمسكهَا أمسكها بمعروف، وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان، ثمَّ إنَّ صاحب الدِّين والخلُق يكون مباركاً عليها وعلى ذريتها، تتعلم منه الأخلاق والدين، أمَّا إن كان غير ذلك، فعليها أن تبتعد عنه لاسيما بعض الذين يتهاونون بأداء الصلاة،أمَّا الذين لا يصلُّون أبداً فهم كفار لا تحل لهم المؤمنات، ولاهم يحلون لهن، والمهم أن تركز المرأة على الخلق والدين، أمّا النسب فإن حصل فهذا أولى،لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال(إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلُقه فأنكحوه)ولكن إذا حصل التكافؤ فهو أفضل،
يقول الله تعالى(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الروم،حتى لو كان الرجل المتقدم للخطبة.. تكتمل فيه الصفات لبناء زواج ناجح،ولكن لأنه يحمل نسب قبيلة أخرى يتم رفضه،وبالتالي تكون النتائج،خسارة الفتاة فرصة الزواج من زوج صالح،ولا يخفى علينا حكم الإسلام في نهيه لأولياء الأمور عن عضل النساء أي منعهن من الزواج ممن يرغبن فيه إذا كان كفؤا لها، أى ذا دين وخلق،ولم يقل إذا كان صاحب مال وجاه،
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم(كلّكم راع وكلكم مسئول عن رعيته،والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها)رواه البخاري،ومسلم،
قال تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا)الأحزاب،
إنّ المقياس الشرعي لِقَبول الخاطِب،هو رضا الدِّين والْخُلُق،
ولتكن لك في العالم الربّاني الجليل سعيد بن المسيب قدوة وعظة.
الذي تمنى الصحابة أن لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لفرح به،هذا التابعي العظيم هو سعيد بن المسيب،رجل لم تبهره الدنيا،ولم تفتنه بزينتها،يخطب عبد الملك بن مروان بنته لتكون زوجة لابنه الوليد وتحظى بقصر الخلافة،وتساق إليها الدنيا بزينتها،إلّا أنّه يرفض تزويجها منه، ويعرضها على تلميذه عبد الله بن أبي وداعة،ذاك الشاب الصالح المتفقه في أمور دين،
وإليك قصة موسى عليه السلام مع صاحب مدين وفيها رسالة واضحة توجه الأباء للبحث لابنتهم عمن يرضون دينه وخلقه بل وعرضها عليه،
أنّ الرجل الصالح جوهرة نيرة لا يفرط فيها، فالسعادة الزوجية في بيوت نشأت تحت رعاية الله وطاعته، وأي عمل أرجى عند الله من تأسيس بيوت سعيدة تعبد خالقها وتوحده،
لذا كان الإسلام مقراً هذا العمل الطيب وهذه المبادرة الكريمة و كان سلفنا الصالح أحرص النّاس على تزويج بناتهم وأخواتهم لمن يتوسمون فيه الديانة والصلاح،بل كان الرجل فيهم إذا رأى من أخيه صلاحاً وديناً خطب ابنته إليه، بل لربّما كانت المرأة أحرص على ذلك من وليها،
وليس أدل على ذلك من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه ،أنّ عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر ،من خنيس بن حذافة السهمي،وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفي بالمدينة،فقال عمر بن الخطاب أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال،سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، ثم لقيني،فقال،قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا،
قال عمر،فلقيت أبا بكر الصديق،فقلت،إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئاً،وكنت أوجد عليه من على عثمان،فلبثت ليالي، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إيّاه، ثم لقيني أبو بكر الصديق بعد ذلك وقال لي إنّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلّا أنّني كنت علمت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم،قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقبلتها)رواه البخاري،
فاتّقوا الله أيها الآباء والأولياء،في موليّاتكم،ولا تَبْغُوا الفساد في الأرض،ولا تَكونوا من المفسِدِين،فـ (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)
اللهم هيىء لفتيات المسلمين الأزواج الصالحين وهيأ لشباب المسلمين الزوجات الصالحات،

الحسيمqtr
19-11-2014, 06:34 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
19-11-2014, 02:58 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم

راجي الْعفو
19-11-2014, 11:02 PM
وعليك و رحمة الله

جزيت الفردوس

امـ حمد
20-11-2014, 02:04 PM
وعليك و رحمة الله

جزيت الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي راجي العفو

حمد 2002
28-11-2014, 12:06 AM
للاسف من يطبق هالحديث اختي أم حمد الآن في زمن الماديات والعادات والتقاليد والمظاهرات الخداع !! ؟ ، إلا ماندر طبعا .

شكرا ويزاج الله خير .

امـ حمد
28-11-2014, 03:18 AM
للاسف من يطبق هالحديث اختي أم حمد الآن في زمن الماديات والعادات والتقاليد والمظاهرات الخداع !! ؟ ، إلا ماندر طبعا .

شكرا ويزاج الله خير .



بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي حمد
وجزاك ربي جنة الفردوس