المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مالمقصود من شقي أو سعيد



امـ حمد
24-11-2014, 04:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السعادة والشقاء،الواردان في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،ليسا هما ما نحسه في الدنيا من سعادة،وما يصيبنا فيها من شقاء،بل هما الإسلام والكفر،وهما الطريقان إلى الجنة والنار، والمقصود بالحديث،ما يختم للإنسان بأحد الأمرين في الدنيا،فمن ختم له بخير فهو سعيد،وهو من أهل السعادة،وجزاؤه الجنة،ومن خُتم له بشرٍّ فهو شقي،وهو من أهل الشقاء،ومصيره النار،والعياذ بالله،
وقد جاء هذا اللفظان في الكتاب والسنَّة بذات المعنى( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ،فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ،خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ،وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ )هود،
عن أبي عبد الرحمن،عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب، قَال،كنا فِى جَنَازَةٍ في بقيع الغرقد فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بِمخصرته ثم قَال(مَا مِنْكُمْ من أحد،ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب اللَه مكانها من الجنة والنار،وإِلا وقد كتبت شقية أو سعيدة)قال،فقال رجل،يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل،فقال(اعملوا فكل ميسر لما خلق له،أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة،وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة)ثم قرأ(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى،فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى،وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى،وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى،فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)رواه البخاري،ومسلم،
( المِخصرة )ما اختصر الإنسان بيده،فأمسكه من عصا،
ففي،الصحيحين(صحيح البخاري،ومسلم)عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،ففي هذا الحديث(أنَّ السعادة،والشقاوة،قد سبقَ الكتابُ بهما،وأنَّ ذلك مُقدَّرٌ بحسب الأعمال،وأن كلاًّ ميسر لما خُلق له من الأعمال التي هي سبب للسعادة،أو الشقاوة،
وفي،الصحيحين،عن عمرانَ بن حُصين،قال،قال رجل،يا رسول الله ،أيعرف أهلُ الجنة من أهل النار،قال(نعم)قال،فلم يعملُ العاملون، قال(كلٌّ يعمل لما خلق له،أو لما ييسر له )
وقد روي عنِ النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه كثيرة،وحديث ابن مسعود فيه أنَّ السعادة والشقاوة بحسب خواتيم الأعمال،
ما يشير من الغنى أو الفقر،والصحة أو المرض،والسعادة والشقاوة،وسائر ما يصيب الناس من السراء والضراء في عيشهم ،
هذا كله قد سبق به الكتاب ، من قبل أن تخلق السموات والأرض ،وقد كتب أيضاً فيما كتب للجنين من رزقه( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)وإنما يُعرف المؤمن أنه محقق للإيمان،وأنه مسلِّم لقدر الله تعالى، مؤمن به (إذا شكر ربه في السرَّاء،وصبر عند الضرَّاء)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية،رحمه الله،جعل اللهُ سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين بكل منزلة خيراً،فهم دائماً في نعمة من ربهم ، أصابهم ما يحبون،أو ما يكرهون ، وجعل أقضيته ، وأقداره التي يقضيها لهم،ويُقدرها عليهم،متاجر يربحون بها،وطُرقاً يصلون منها إليه،
كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلواتُ الله وسلامه عليه،أنه قال(عجباً لأمر المؤمن،إن أمره كله عجب،ما يقضي الله له من قضاء إلاّ كان خيراً له، إن أصابته سرَّاء شكَرَ فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)
فهذا الحديث يَعمُّ جميعَ أَقضيتِه لعبده المؤمن،وأنها خير له إذا صبر على مكروهها،وشكر لمحبوبها،بل هذا داخل في مسمى الإيمان،
كما قال السلف،الإيمان نصفان،نصفٌ صبر،ونصفٌ شكر،كقوله تعالى(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
فعلى المسلم أن يؤمن بقدر الله تعالى خيره وشرِّه،ولا يسعه غير ذلك،لأن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان،وأن يرضى بقضاء الله،ويسلِّم لما يكتبه الله له،أو عليه،فإن في ذلك حكَم بالغة،ولا يتعجل في النظر لظاهر الأمر أنه نعمة،أو نقمة،بل العبرة بما يترتب على ذلك من شكر للنعم،ومن رضى بالمصائب،يكون مستفيداً من ذلك دوافع تدفعه للعمل وعدم القنوط واليأس،كما تدفعه لشكر الله تعالى لنيل المزيد منها،
ثمة علامات يمكن للمسلم أن يستدل بها على كون أصحابها من أهل الجنة،أو أهل النار،
وعليه بوَّب الإمام النووي رحمه الله بقوله في،شرح مسلم،
بَاب الصِّفَاتِ الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّار،وقد رواه مسلم ،وفيه،
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين،رحمه الله (ذو سلطان،مقسط ،موفق )يعني،صاحب سلطان،والسلطان يعم السلطة العليا،وما دونها،
(مقسط )أي،عادل بين من ولاَّه الله عليهم
( موَّفق )أي،مهتد لما فيه التوفيق والصلاح ،قد هدى إلى ما فيه الخير،
فهذا من أصحاب الجنة
( ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رجل رحيم ، يرحم عبادَ الله ،يرحم الفقراء،والعجزة،الصغار ، يرحم كل من يستحق الرحمة،
( رقيق القلب ) ليس قلبه قاسياً،وأما للكفار،فإنه غليظ عليهم ،
هذا أيضاً من أهل الجنة،أن يكون الإنسان رقيق القلب،يعني،فيه لين ، وفيه شفقة على كل ذي قربى ومسلم .
والثالث(رجل عفيف متعفف ذو عيال ) يعني،أنه فقير،ولكنه متعفف لا يسأل الناس شيئاً يحسبه الجاهل غنيّاً من التعفف،
( ذو عيال )أي،أنه مع فقره عنده عائلة ، فتجده صابراً،محتسباً، يكد على نفسه،فربما يأخذ الحبل ويحتطب ويأكل منه،أو يأخذ المخلب يحتش فيأكل منه،المهم،أنه عفيف،متعفف،ذو عيال،ولكنه صابر على البلاء،صابر على عياله،فهذا من أهل الجنة،
فليتأمل العبد الموفق ، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم،قد جعل علامة أهل الجنة في الآخرة أن يعملوا بأعمالهم في الدنيا،
وجعل علامة أهل النار في الآخرة أن يعملوا بأعمالهم في الدنيا،
قال الإمام أحمد رحمه الله ،من يزرع خيراً يحصد غِبطة ، ومن يزرع شرًا يحصد ندامة،
فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم ،
ولا تنس أن لا يأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول(فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً،إِن مَعَ العُسرِ يُسراً)الشرح،
وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ،فاعمل لآخرتك، لتجد الحياة التي لا منغِّص لها(قال عز وجل( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) الحديد،
ففي الحديث الصحيح (إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا،ومن سخط فله السخط)رواه الترمذي،وصححه الألباني،

اللهم اجعلنا ممن يرضون بحكمك وقضاءك،ويقتنعون بعطائك،
ويلتزمون الصبر والرحمة من لدنك،وأسعدنا بما قسمته لنا من خير وبارك لنا فيه،
الإسلام سؤال وجواب،

white bird
26-11-2014, 06:12 AM
الله يجعلنا من آصحاب السعادة ..

جزاج الله خير ..

الحسيمqtr
26-11-2014, 06:34 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
26-11-2014, 02:49 PM
الله يجعلنا من آصحاب السعادة ..

جزاج الله خير ..


تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج يالغلا

امـ حمد
26-11-2014, 02:50 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

حمد 2002
27-11-2014, 11:36 PM
شكرا على الشرح والتوضيح اختي أم حمد .

يزاج الله خير

امـ حمد
28-11-2014, 03:21 AM
شكرا على الشرح والتوضيح اختي أم حمد .

يزاج الله خير







بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي حمد
وجزاك ربي جنة الفردوس