المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تكبر أذله الله



امـ حمد
27-11-2014, 03:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول ذنب عصى الله به أبوا الثقلين،الكبر والحرص،فكان الكبر ذنب إبليس للعين،
فأهل الكبر والإصرار،مع قائدهم إبليس إلى النار،
والمستغفرون التائبون المعترفون بالذنوب،مع أبيهم آدم في الجنة،
وشيخ الإسلام ابن تيمية،رحمه الله،يقول،التكبر شر من الشرك فإن المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى،والمشرك يعبد الله وغيره،
ولذلك جعل الله النار دار المتكبرين،كما قال تعالى،في سورة الزمر(ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)وقال تعالى(أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)أن أهل الكبر والتجبر هم الذين طبع الله على قلوبهم،فقال تعالى(كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار)
وقال صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)رواه مسلم،
قال الإمام ابن القيم،والتواضع هو،سبب لمحبة الناس لك،كما أن من تواضع لله رفعه،
فكذلك من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله ووضعه،وصغره وحقره،
فإنما تكبره على الله فإن الله هو الحق،وكلامه حق،ودينه حق،
( الكبر بطر الحق غمص الناس )تفسير الإمام مالك،عن،ابن مسعود ،غمص الناس، يعني إنسان له مكانته، فتتجاهل هذه المكانة،
ما هو التواضع،أن تخضع للحق، أي أنت عبد من عبيد الله، فالله سبحانه وتعالى أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام،قرآناً هو منهجك في الحياة،فمن لوازم تواضعك لله عزَّ وجل أن تقبل كل ما في هذا القرآن،وأن الله عزَّ وجل لن يدع خلقه من دون منهج،من دون دستور،حينما تيَقنت أن هذا القرآن كلامه،وأن الله سبحانه وتعالى خلق الكون،الآن يقتضي التواضع أن تخضع لهذا القرآن بكل آياته،وحينما تنصاع لأمر النبي عليه الصلاة والسلام،والسنته،والتوجيهه، فأنت مؤمن﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾
سورة الأحزاب،
فالتواضع أن تخضع للحق،فالمتكبر لا يحب إلا نفسه، لا يرى مع نفسه أحداً،
لا يرى أحداً أعلم منه، هذا إنسان يعبد ذاته، حينما تنقلب إلى تعظيم ذاتك فهذا أحد أنواع العبادة للذات، وهذا مرض خطير،
قال ابن القيم رحمه الله،من تكبر عن الانقياد للحق ولو جاءه على يد صغير أو من يبغضه أو يعاديه فإنما تكبره على الله فإن الله هو الحق،
قال الحسن رضي الله عنه،إنما الناس بين ثلاثة نفر،مؤمن،ومنافق وكافر،
فأما المؤمن،فعامل بطاعة الله عز وجل،
وأما الكافر،فقد أذله الله تعالى،
وأما المنافق،فههنا في البيوت والطرق نعوذ بالله والله ما عرفوا ربهم،بل عرفوا إنكارهم لربهم بأعمالهم الخبيثة ظهر الجفا وقل العلم وتركت السنة،
والمتعالون على الخلق،من تكبر أذله الله ومن تواضع لله رفعه والمتكبرون يحشرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بإقدامهم،
قال تعالى(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)سورة القصص،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ،أنه قال(ما نقصت صدقة من مال،وما زاد الله رجلاً بعفو إلا عزاً،وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله،عز وجل)أخرجه أحمد، ومسلم،
عن أبي هريرة،قال،قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة،ولا ينظر إليهم،ولا يزكيهم،ولهم عذاب أليم،شيخ زان،وملك كذاب،وعائل مستكبِر)أخرجه أحمد،ومسلم،
عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف,عن أبيه,عن النبي صلى الله عليه وسلم,أنه قال(من أذل عنده مؤمن فلم ينصره,وهو يقدر على أن ينصره,أذله الله,عز وجل,على رءوس الخلائق يوم القيامة)أخرجه أحمد ،
روي عن عمر بن شيبة انه قال،بينما كنت في مكة المكرمة بين الصفا والمروة رأيت شخصاً قد ركب جملاً وغلمانه يبعدون الناس من حوله،بعد مدة دخلت بغداد فرأيت شخصاً ناحلاً حافياً أشعث طويل الشعر فأطلت النظر إليه فقال لي مالك تنظر إلى،فقلت،انك تشبه رجلاً متكبراً رأيته بين الصفا والمروة،
وكان كذا وكذا فقال،آنا ذلك الرجل،فقلت،وما الذي جرى حتى صرت إلى ما أنت فيه، فقال،لقد تكبرت حين كان يتواضع لي الناس،فجعلني الله في موضع يتكبر علي الناس،
ومن أمراض القلوب المقيتة الذي يفتك بصاحبه ويؤدي به إلى الردى إذا تمكَّن منه،داء الكبر،
ولقد أصاب هذا الداء بعض ضعاف القلوب،فأدى إلى احتقار غيرهم والاستهزاء بهم،واستنقاصهم،
ألم يدرك المتكبر،أن التفاضل عند الله بالتقوى،لا بالنسب،ولا باللون،ولا بالمال،قال جل وعلا(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)الحجرات،
قال الإمام الطبري،رحمه الله،إن أكرمكم أيها الناس عند ربكم أشدكم اتقاء له، بأداء فرائضه واجتناب معاصيه،لا أعظمكم بيتا ولا أكثركم عشيرة،تفسير الطبري،
وقال صلى الله عليه وسلم(يا أيها الناس إن ربكم واحد و إن أباكم واحد،ألا لا فضل لعربي على عجمي،ولا لعجمي على عربي،ولا لأحمر على أسود،ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى)من حديث جابر رضي الله عنه،وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة،
ألم يعلم هذا المتكبر بأن في فعله الشنيع هذا،منازعة لله جل جلاله فيما هو متفرد به،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قال الله عز وجل،الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار)رواه أبو داود،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- وصححه الشيخ الألباني،
قال الخطابي،رحمه الله،معنى هذا الكلام أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه اختص بهما لا يشركه أحد فيهما،ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما،لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل،
ألم يسمع،لوصية لقمان لابنه وهو يعظه بالبعد عن هذا الداء المهلك كما جاء على لسانه في القرآن الكريم (ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور )لقمان،
لقد كان الأحرى بمن أصيب بهذا الداء،أن يعتبر بقصص من سبقه من المستكبرين ، وينظر ماذا فعل الله بهم،
فهذا قارون أتاه الله مالاً كثيراً،فبدل أن يشكر الله، كفر بنعمته الله ، فطغى وتكبر وأعرض عن المؤمنين،فخسف الله به وبداره الأرض،وتركه عبرة لمن جاء بعده،قال تعالى( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين)القصص،
قال الشيخ السعدي،رحمه الله،جزاء من جنس عمله، فكما رفع نفسه على عباد الله،أنزله الله أسفل سافلين،هو ما اغتر به،من داره ، وأثاثه،ومتاعه،تفسير السعدي،
فما أقبح التكبر،خاصة من الضعفاء والفقراء،
فعلى كل من أصيب بهذا المرض أن يبادر بعلاجه،وذلك بالتوبة لله سبحانه،
فما استجلبت البغضاء والشحناء بمثل الكبر،وما اكتسبت المحبة بمثل التواضع،
أسأل الله العظيم أن يجنبنا الكبر والغرور وسائر مساوئ الأخلاق،وأن يرزقنا التواضع وحب الخير للناس،وسائر محاسن الأخلاق.

qatara
27-11-2014, 06:22 PM
اللهم احيني مسكين واحشرني بزمرة المساكين والمتقين

واعوذ بالله من المتكبرين على الله وخلقه


جزيتي الجنه

حمد 2002
27-11-2014, 10:09 PM
الدنيا زايله والإنسان مهما عاش مرده تحت التراب ، لذلك يجب على الإنسان أن يتواضع للناس مهما بلغ منصبه وجاهه!! ، شكرا اختي أم حمد على الطرح الراقي والهادف ، يزاج الله خير ورحم الله والديج .

حمد 2002
27-11-2014, 10:10 PM
اللهم احيني مسكين واحشرني بزمرة المساكين والمتقين

واعوذ بالله من المتكبرين على الله وخلقه


جزيتي الجنه

صدقت والله

امـ حمد
28-11-2014, 03:29 AM
اللهم احيني مسكين واحشرني بزمرة المساكين والمتقين

واعوذ بالله من المتكبرين على الله وخلقه


جزيتي الجنه


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي قطري
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
28-11-2014, 03:29 AM
صدقت والله

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي حمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
28-11-2014, 03:30 AM
الدنيا زايله والإنسان مهما عاش مرده تحت التراب ، لذلك يجب على الإنسان أن يتواضع للناس مهما بلغ منصبه وجاهه!! ، شكرا اختي أم حمد على الطرح الراقي والهادف ، يزاج الله خير ورحم الله والديج .

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي حمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
28-11-2014, 08:45 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-11-2014, 03:51 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس