المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ



امـ حمد
28-11-2014, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)صفات المؤمنين أنهم لا يخافون لومة لائم
قوله تعالى(وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)المائدة،وصفهم بأنهم أذلة على المؤمنين،أعزة على الكافرين،يجاهدون في سبيل الله،
كلها صفات نستطيع أن نقول،إنها معروفة،لكن لا بد منها وهي ضرورية للإنسان المستخلف الذي يريد أن يمكنه الله تعالى وأن ينصر به دينه،
لكن قوله(وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)المائدة،كثير من الناس لا يمنعه من قول الحق،أو السير في طريق الدعوة والاستمرار فيه،إلا لوم اللائمين،فإن كان قريباً أو صديقاً أو محباً قال(يا فلان أنا أحبك، وأعزك، وأشفق عليك،ولا أريد أن تؤذى، ولا تهان،ولا تُخذل، أريدك أن تقعد محترماً )وفعلاً قد يكون يحبه، ولكن هذا من لوم اللائمين،
واللوم ليس شرطاً أن يكون من العدو،لأنه لو كان من العدو فلن يؤثر، لكن المشكلة إذا جاءك من المحب، ومن الموافق، وفي صورة الناصح المشفق الحنون الدءوب على مصلحتك، لكنك لو أطعته لتركت أمر الله تعالى،
فالله تعالى يصطفي هؤلاء الأصناف بدرجة عالية عظيمة المقام، كمقام الأنبياء، بحيث يقفون ويقومون مقام الأنبياء، ويرثون ميراث النبوة، ويدعون إلى الله، هذه الدرجة العظيمة ينزلك عنها، نعم هو لا يريد أن يخرجك من الدين، ولا يريدك أن تترك الحق والخير، لكن ينزلك عن هذا المقام إلى مقام بعيد بالنسبة لهذا وإن كنت من المؤمنين، ومن الأخيار،
ومن الصالحين الذين هم على خير ويدخلون الجنة، لكن ليس هذا هو الغرض الذي أنت تريده، ولا هو الشرط أو الصفة التي يريدها الله عز وجل فيمن يريد أن يمكنه وأن يستخلفه وأن ينصر به دينه ويظهره،
لماذا لا يخاف الإنسان في الله لومة لائم،
لا بد أن يهتم الإنسان دائماً بهذا الجانب(وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)المائدة،ولا يخاف أبداً ما دامت أعماله حقاً،وبميزان الكتاب والسنة،
فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا دائماً يتحرون الحق حتى في الأمور المندوبة، وفي السنن المستحبة، ويعلل أحدهم ذلك بأني لا أخاف في الله لومة لائم،
يقول ابن رجب رحمه الله،فإن من تمام المحبة مجاهدة أعداء المحبوب،فالمحب لله يحب اجتلاب الخلق كلهم إلى بابه،كما قال بعضهم،وددت لو أن لحمي قرض بالمقاريض، وأن أحداً لم يعص الله عز وجل،وهذا من غيرته على دين الله،وغيرته أن تنتهك حرمات الله، ومن تعظيمه لله، ومن محبته لله لا يريد أن أحداً يغضب الله أو يتعدى حدود الله،فيؤثر أن يقرض بالمقاريض ولا يعصى الله عز وجل،
فالمحب لله يحب أن يكون الخلق كلهم عبيداً لله طائعين له، ولا يرضى أن أحداً منهم يعصي الله أو يتجاوز حدوده،
قال الشيخ سفر الحوالي( فمن لم يجب الدعوة إليه باللين والرفق احتاج إلى الدعوة بالشدة والعنف،
قال الشارح رحمه الله،أسوأ أحوال المرء أن يكون مغبوناً، فإن الغبن بجميع صوره وألوانه يوقع صاحبه في دائرة النقص وفوات الحظ،وإن أعظم غبن يصيب الإنسان أن يخسر حياته التي ليس لها في الدنيا ثمن ولا عنها عوض،
ومن العجائب أنه مع فداحة هذا الخسار وخطورة آثاره إلا أن السالم منه قليل، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)رواه البخاري
فلو حصلت له الجنة بحذافيرها، لكان مغبوناً،فكيف إذا لم يحصل له إلا نزر حقير يسير من دار كلها لا تعدل جناح بعوضة،
هذه الدار التي قال فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم(لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) فكلها لا تعدل جناح بعوضة، ويستمتع فيها الكفار من قديم الزمان إلى نهاية هذه الدنيا، فكم نصيب الكافر الواحد من هذه الدنيا كلها التي لا تعادل جناح بعوضة،نسبة عجيبة جداً لو تأملها الإنسان بذهنه وخياله، فهذا آثرها على الله والدار الآخرة، وباع حظه من الآخرة، وحظه من محبة الله، ومعرفته بهذه الفانية العاجلة الحقيرة التافهة،
جبار السماوات والأرض سبحانه الغني الحميد الذي يقول(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)فاطر،
فمهما تخيلت من ملأ في الدنيا، فالملأ الأعلى،المقربون عند الله تعالى،هم خير من هذا،ولهذا لما قال النبي صَلّى اللهُ عَليه وسلم،
للصحابي أبي بن كعب(إن الله أمرني أن أقرأ عليك،قال،أو قد سماني الله عز وجل وذكرني باسمي، قال،فبكى )الراوي،عائشة المحدث،الألباني،المصدر،صحيح ابن ماجه،
هكذا يكون المحبُ المحبة الحقيقية،
أما أهل الهوى فيقولها في حق المحبوب،فالعملية واحدة، والتضحية واحدة، والتعلق والتعب والمشقة لا بد منها، ولذلك لا تجد أحداً حتى من أكثر الناس تطفلاً على الحب،كما يسمونه، وعلى الغزل،ويكتب،الحب عذاب على سيارته، وعلى أوراقه، وعلى كتاباته، فما دام عذاباً فلا تتعذب من أجل أي شيء، بل ينبغي إذا أحببت شيئاً وتعبت من أجله،فليكن من مَن يستحق ذلك الحب، ولا شيء يستحق أن يُحب على الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالى،ومن والاه عز وجل،
يجب أن تقف رغبتك ومحبتك وميولك حيثما أمر الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا تكون متقدماً عنه ولا متأخراً، هذا الذي يليق بك أن تكون، لا تغلو فتزيد من عندك في الدين ما ليس منه ولا تقصر،لأنه ماذا عسى أن يقول الناس فيك، إلا أنك محب لله، تجاهد في سبيل الله، وتدعو إلى الله،وهل هناك شرف أفضل أو أعظم من هذا،
وقوله تعالى(وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)
يقول شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية،رحمه الله(عجباً لهؤلاء، أطع الله تجد من يلومك )أي،أطع الله، واتق الله، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر،تجتمع الدنيا كلها عليك لوماً،
فقد ليم الإمام أحمد،وتعرض للوم أيضاً شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية، فأوذي وعذب وسُجِن وشُهِّر به،كل هذا تعرض له،لأنه استقام،
فيقول،استقم على دين الله،فسوف تلام، وعندها يجب عليك أن تصبر،فتحتسب هذا اللوم،فإن النبي صلى اللهُ عَليه وسلم وأصحابه،استقاموا على دين الله ولامهم الخلق وعذبوا، وأوذوا، واضطُهدوا،
إذاً،أنت استقم على الدين، وافعل الخير، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وسيأتيك اللوم، وحينئذٍ لا تأخذك في الله لومة لائم، لأن هذه الصفة، هي كما قال الله تعالى(يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)المائدة،
كلما ازداد إيمان العبد بربه وعقيدته,ازدادت شجاعته وجرأته في الحق,
يقول الله سبحانه وتعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ)المائدة،
هذه الآية في كل من قال كلمة الحق، وجاهد في سبيل الله، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر،طاعة لله تعالى، ولم يترك النّصيحة من أجل الناس أو من خشية الناس،فإنّ هذا هو الملوم،
نسأل الله أن يرزقنا حبَّه، وحبَّ من يحبه، وحبَّ عمل يقربنا إلى حبِّه.

الحسيمqtr
29-11-2014, 07:29 AM
نسأل الله أن يرزقنا حبَّه، وحبَّ من يحبه، وحبَّ عمل يقربنا إلى حبِّه

جزاكِ الله جنة الفردوس

حمد 2002
29-11-2014, 10:22 AM
يزاج الله خير اختي أم حمد ..

امـ حمد
29-11-2014, 04:44 PM
نسأل الله أن يرزقنا حبَّه، وحبَّ من يحبه، وحبَّ عمل يقربنا إلى حبِّه

جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
29-11-2014, 04:44 PM
يزاج الله خير اختي أم حمد ..

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي حمد
وجزاك ربي جنة الفردوس