المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خبراء يستبعدون تأثر البورصة بتراجع أسعار النفط



Beho
29-11-2014, 07:28 AM
خبراء يستبعدون تأثر البورصة بتراجع أسعار النفط
الراية 29 نوفمبر 2014

الدوحة - طوخي دوام:

استبعد خبراء ومحللون ماليون أن تتأثر بورصة قطر باستمرار تراجع أسعار النفط ، وأكدوا أن السوق القطري قادر على استيعاب عمليات التراجع الحالية والمستقبلية التي ينفذها بعض المستثمرين والعودة إلى ساحة الارتفاعات مرة أخرى، وعزوا ذلك إلى العديد من المحفزات التي يتمتع بها الاقتصاد القطري، بالإضافة إلى انضمامها إلى مؤشر الأسواق الناشئة وهو ما يعزّز من فرص جذب استثمارات إضافية للسوق.

وقال الخبراء: إن تراجع أسعار النفط العالمية دون 80 دولاراً للبرميل لن يؤثر على البورصة خاصة والاقتصاد القطري عامة؛ نظراً لحرص الحكومة على بناء موازناتها السنوية بشكل متحفظ فيما يتعلق بأسعار النفط تجنبا لأي انزلاق في أسعار المنتج الخام. بالإضافة لتنويع مصادر الدخل واستثمار الفوائض المالية للدولة في أكبر الاقتصادات الأوروبية.

ووصفوا هبوط البورصة الأسبوع الماضي بالعشوائي وغير المبرر ونتج عن حالة خوف بين صفوف الأفراد، مشيرين إلى أن الأجانب استغلوا فرص هبوط الأسعار لإعادة تكوين محافظهم المالية. وعزوا تلك التراجعات إلى انخفاض أسعار النفط من جهة، والأداء السلبي الذي كانت عليه أسواق المال العالمية خلال الأيام الماضية من جهة أخرى، وأشاروا إلى أن الخسائر التي تعرض لها مؤشر السوق الفترة الماضية تعتبر مؤقتة وغير متفقة مع حقيقة الزخم الذي يوفره الاقتصاد القطري من فرص للنمو وزيادة للربحية.

وجاء تراجع السوق نتيجة الخسائر التي تعرض لها كثير من الأسواق العالمية والخليجية، متأثرة بانخفاض أسعار خامات برنت تحت مستوى 80 دولاراً مقارنة بأسعارها منذ أشهر قليلة فوق 100 دولار. وهبط المؤشر العام للسوق بنهاية الأسبوع الماضي لأدني مستوياته منذ شهر بالغاً 13330.9 نقطة مقارنة بإغلاق الأربعاء 13518.35 نقطة بنسبة تراجع بلغت 1.39% بالتزامن مع تواصل الهبوط الحاد بأسعار النفط العالمية.

موجة هبوط

وتوقع الخبراء أن تشهد بورصة قطر الأسبوع القادم هدوءا في موجة الهبوط وتتجه السوق إلى موجة من الصعود الكبير كرد فعل للتراجع الحاد الذي منيت به الأسبوع الماضي حيث إنه عادة ما يعقب موجة الهبوط الكبير صعود ضخم يفوق نقطة الهبوط.

واجمعوا في أحاديث لـ «[ الاقتصادية» أن أبرز الأسباب التي قادت إلى تراجع المؤشر بهذا الشكل كانت ناتجة انخفاض أسعار النفط التي استغلتها المحافظ الأجنبية في تنفيذ عمليات بيع منظمة، بالإضافة إلى اتساع عمليات المضاربة التي اتسمت بها تداولات السوق خاصة في أسهم شركات المضاربة والتي سجلت ارتفاعات غير مبررة قادت إلى إلحاق خسائر كبيرة ببعض المتعاملين. وأشاروا إلى أن قيام محافظ أجنبية بتسييل استثماراتها إما أن يكون قد جاء بناء على أسباب نفسية فقط، أو أنه في إطار حركة طبيعية تقوم بها تلك المحافظ بين الحين والآخر إما لجني أرباح أو إعادة تبديل المراكز وبناء مراكز جديدة في أسواق أخرى.

وقالوا: هبوط البورصة الحاد وباقي الخليج خلال تعاملات الأسبوع الماضي دليل واضح على الترقب الكبير لنتائج قمة أوبك وأسعار النفط التي ما زالت مرشحة للهبوط.

وأضافوا: إن الأفراد فضلوا البيع بهدف جني الأرباح وجمع أكبر قدر من السيولة تمهيدا لإعادة الشراء مرة أخرى في حال حدوث تراجع أكبر للأسعار، لافتين إلى أن الأفراد يغلب عليهم السلوك العشوائي من خلال البيع مع تراجع الأسعار والشراء عندما ترتفع الأسهم وهو ما يجعلهم يتكبدون خسائر مستمرة.

رؤية إيجابية للسوق

وقال الخبراء: إن رؤيتهم الإيجابية للسوق على المدى المتوسط لم تتغير على الرغم من التراجعات التي تعرّضت لها البورصة على الأجل القصير، وتوقعوا أن يستهدف المؤشر منطقة 14 ألف نقطة مرة أخرى، وأشاروا إلى أنه على الرغم من هبوط غالبية الأسهم المتداولة بالسوق على الأجل القصير، لكنها اقتربت بقوة من مناطق دعم مهمة على الأجل المتوسط.

وأشاروا إلى أن موجات التصحيح التي تعرضت لها بورصة قطر بنهاية الأسبوع الماضي تخلق فرصًا استثمارية مهمة للمحافظ الاستثمارية والمستثمرين على الأجل الطويل، وأشاروا إلى أن الأسهم أصبحت تتمتع بمرونة في التعاطي مع عمليات جني الأرباح والتصحيح. وأصبح بمقدورها الاحتفاظ بجانب من مكاسب موجة الصعود على عكس ما كان يحدث في السابق، الأمر الذي يؤكّد تحسّن ثقة المستثمرين وجودة مستويات السيولة.

تعويض الخسائر

في البداية قال أسامة عبدالعزيز شريك استثمارات مالية بشركة "مزارز قطر": إن بورصة قطر قادرة على تعويض الخسائر التي تعرّضت لها الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن تراجع السوق كان غير مبرّر خاصة أن الاقتصاد القطري من أقوى اقتصادات المنطقة وكذلك الشركات العاملة في السوق حققت نتائج مالية متميزة. وأوضح أن تراجع السوق يرجع إلى العامل النفسي للمتداولين الذين يتبعون المحافظ الأجنبية في تعاملاتهم، ويهرعون للبيع العشوائي بمجرد حدوث أي انخفاض بغض النظر عن مدى مناسبة الوقت والسعر للبيع من عدمه.

وأشار إلى أن عوامل التراجع تراوحت بين مخاوف أفرزتها حركة بيع أجنبي ناجمة عن عمليات جني أرباح على أسهم قيادية ذات وزن مؤثر في السوق. وبين عمليات بيع قامت بها مؤسسات بهدف الضغط على الأسهم ثم معاودة شرائها من جديد وهو ما أدى إلى سلسلة تراجعات قوية، وأفرز بعض المخاوف ليتوسع بذلك نطاق عمليات البيع، وبالتالي تزايدت الخسائر.

حركات التصحيح

وأكد عبد العزيز أن السوق استوعب المزيد من حركات التصحيح على الأسهم التي ارتفعت في الجلسات السابقة، مشيرا إلى أن نزول السوق إلى هذا الحد تسبب في هلع صغار المستثمرين الخائفين على أموالهم ومدخراتهم حيث إنهم يستثمرونها في السوق، ولكن عمليات جني الأرباح والضغط المتعمد على مجريات التداولات أرغمت المؤشر إلى النزول عن المستوى الذي ارتضت به شريحة المستثمرين لاسيما الصغار وهو 13400 نقطة ولكن من الواضح أنه سينزل عن ذلك مطلع الأسبوع المقبل.

ومضى قائلاً: في تقديري الشخصي إن أحد أهم أسباب النزول هو ما رأيناه من قيام بعض المحافظ المحلية بعمليات بيع عشوائية أدت إلى إرباك المشهد أمام المستثمر الفرد ودفعه إلى السير في على نفس خطى تلك المحافظ. واختتم قائلاً بأن التحليل الفني يشير إلى بعض النقاط الإيجابية ومنها أننا نقف الآن عند مناطق دعم جيدة على المدى القصير للمؤشر العام. ومن دراسة الصفقات لهذا الأسبوع الماضي لم نشاهد عمليات تصريف كبيرة، ولم يكن النزول بكمية عالية في معظم الأسهم، وهذا شيء إيجابي. وهناك مؤشرات أخرى تقيس نسبة السيولة ومقدار التشبع وجميع هذه المؤشرات لم تظهر علامات سلبية قوية. لذا لا أتوقع أن يستمر النزول دون هذه المستويات.

انخفاض غير مبرر

من جانبه قال طه عبد الغني المدير العام لشركة نماء للاستشارات: إن موجة التراجع التي تعرّضت لها بورصة قطر الأسبوع الماضي غير مبرّرة على الإطلاق، إلا أنه أشار إلى أن الأجواء السلبية التي صاحبت انخفاض أسعار النفط لعبت دورًا كبيرًا في اهتزاز ثقة المستثمرين، ما أدى لحدوث موجة كبيرة من البيوع من قبل المحافظ الأجنبية وبالتالي أثر ذلك على الأسعار وعلى المستثمر المحلي، بالإضافة إلى اتخاذ قرار البيع والشراء من قبل المستثمرين بالاعتماد على ما يجري في الأسواق العالمية.

حركة بيع أجنبي

وأشار إلى أن السوق يمر بمرحلة تذبذب واضحة متأثرًا بالأسواق العالمية وأن المتحكم في السوق الآن هو عامل الخوف الذي يسيطر على المستثمرين دون سبب واضح ورغم قوة الاقتصاد القطري ورغم الأرباح التي حققتها الشركات وكذلك التوزيعات النقدية التي أعلنتها هذه الشركات كل ذلك والخوف هو العامل الفاعل في حركة السوق.

واستبعد عبد الغني أن يكون لانخفاض أسعار النفط تأثير مباشر على السوق على المدى الطويل، مشيرا إلى أن أساسيات السوق سليمة بالإضافة إلى أن السوق يستمد قوته من قوة الاقتصاد القطري الذي يعد من أقوى اقتصادات المنطقة.

وأضاف: إن تعاملات الأسبوع الماضي شهدت عمليات بيع عشوائية من قبل المستثمرين الأفراد على أسهم المضاربات ما انعكس سلبا على بقية السوق خاصة مع استحواذ الأفراد على نسبة كبيرة من تعاملات السوق الكلية. وأشار إلى أن العامل النفسي للمتداولين كان هو الضاغط الرئيس على السوق أمس، خاصة أن الغالبية العظمى منهم أفراد، الذين يهرعون للبيع العشوائي بمجرد حدوث أي انخفاض بغض النظر عن مدى مناسبة الوقت والسعر للبيع من عدمه.

فائض الموازنة

وأوضح أن الحكومة أخذت في الاعتبار احتمال تراجع أسعار النقط عند إعدادها للموازنة العام للدولة، حيث تم تقدير سعر النفط بـ 65 دولارا وهو ما خلق فائضا كبيرا في الموازنة الأمر الذي عزز من قوة الاقتصاد وساهم في تنوع مصادر الدخل من خلال استغلال هذه الفوائض في استثمارات داخلية وخارجية.