المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدد إيمانك



امـ حمد
01-12-2014, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جدد إيمانك
إنّ أهمّ ما يجب على العبد العنايةُ به في هذه الحياة الإيمان فهو أفضل ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة،
بل إنّ كل خير في الدُّنيا والآخرة متوقف على الإيمان الصّحيح،فهو أعظم المطالب وأجل المقاصد وأنبل الأهداف فبالإيمان يحيا العبد الحياة الطيبة في الدارين وينجو من المكاره والشرور والشدائد ويدرك جميل العطايا وواسع المواهب، وبالإيمان ينال ثواب الآخرة فيدخل جنّةً عرضُها كعرض السماء والأرض فيها من النّعيم المقيم والفضل العظيم ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،
وبالإيمان ينجو العبد من نارٍ عذابُها شديد وقعرها بعيد وحرُّها أليم، وبالإيمان يفوز العبد برضا ربه سبحانه فلا يسخط عليه أبداً ويتلذّذ يوم القيامة بالنظر إلى وجهه الكريم في غير ضرّاء مضرّة ولا فتنة مُضلّة،
وبالإيمان يطمئن القلب وتسكن النفس ويسر الفؤاد(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)الرعد،
والإيمان مكانه قلب المؤمن،وأصول الإيمان الستة،الإيمان بالله،وملائكته،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والإيمان بالقدر خيره وشره،وأعلى هذه الأصول الإيمان بالله،
والأعمال الصالحة والطاعات المتنوعة،التي يقوم بها المؤمن من صلاة وزكاة وحجٍّ وصيام وبر وإحسان وغير ذلك،
فكلُّ خير وسعادة ينالها المؤمن في الدّنيا والآخرة فهو ثمرة من ثمار الإيمان ونتيجة من نتائجه(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النحل،
والناس يتفاوتون في الإيمان تفاوتاً عظيماً بحسب تفاوتهم في هذه الأوصاف قوّةً وضعفاً وزيادةً ونقصاً،فجدير بالعبد المسلم الناصح لنفسه أن يجتهد في معرفة هذه الأوصاف ويتأمّلها ثم يطبقها في حياته ليزدادَ إيمانُه ويقوى يقينُه ويعظم حظُّه من الخير،كما عليه أن يحفظ نفسه من الوقوع في الأمور التي تنقص الإيمان وتضعف الدِّين ليسلم من عواقبها الوخيمة ومغبَّتِها الأليمة،
وللإيمان أسباب كثيرة تزيده وتقويه أهمها،
تعلُّم العلم النافع،وقراءة القرآن الكريم وتدبّره، ومعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى،وتأمُّلُ محاسن الدِّين الإسلامي الحنيف،ودراسةُ سيرةِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم،وسيرِ أصحابه الكرام،والتأمّل والنظرُ في الكون وما فيه من دلالات باهرة وحجج ظاهرة وآيات بيِّنة(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار)ال عمران،كما أنّ الإيمان يزيد بالجدِّ والاجتهاد في طاعة الله والمحافظة على أوامره وحفظ الأوقات في طاعته(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)العنكبوت،
وللإيمان أسباب تنقصه وتضعفه يجب على العبد المؤمن أن يحترز منها وأهمُّها،
الجهلُ بدين الله والغفلةُ والإعراضُ، وفعلُ المعاصي وارتكابُ الذنوب، وطاعةُ النفس الأمّارة بالسوء، ومخالطةُ أهل الفسق والفجور، واتّباعُ الهوى والشيطان، والاغترارُ بالدنيا والافتتانُ بها بحيث تكون غايةَ مُنى الإنسان وأكبر مقصوده،
ولما تحقّق سلف الأمة،بعظم شأن الإيمان،وأنّ الحاجةَ إليه أعظمُ من الحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كانت عنايتُهم به عظيمةً ومقدَّمة على كلِّ أمر،فكانوا يتعاهدون إيمانهم،كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه،يقول لأصحابه،هلمُّوا نزددْ إيماناً،
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول،اجلسوا بنا نزدد إيماناً،وكان يقول في دعائه،اللهم زدني إيماناً ويقيناً وفقهاً،
وكان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه،يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول،تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولنـزدد إيماناً بطاعته لعلّه يذكرُنا بمغفرته،
وكان عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه يقول،الإيمان يزيد وينقص،
فقيل وما زيادته ونقصانه،قال إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته،
وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه،
ولهذا فإن العبد المؤمن الموفَّق لا يزال يسعى في حياته بتحقيق أمرين عظيمين،

الأول،تقوية الإيمان وفروعه والتحقق بها علماً وعملاً،
والثاني،السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها من الفتن الظاهرة والباطنة،
وتدارك الأمر قبل الفوات والإقبال على الله جلّ وعلا إقبالا صادقاً بقلب منيب ونفس مخبتة مطمئنة مقبلة على الله ترجو رحمة الله وتخاف عقابه،
روى الحاكم والطبراني،عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنَّ الإيمان ليَخْلَقُ في جوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب،فاسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم)
فوصف صلى الله عليه وسلم،الإيمان بأنه يَخْلَقُ كما يَخْلَقُ الثوب أي أنه يَبلى ويَضْعُفُ ويدخله النّقصُ من جرَّاء ما قد يقع فيه المرءُ من معاصٍ وآثام وما يلقاه في هذه الحياة من ملهيات وصوارفَ متنوعةٍ تصرفه عن الإيمان،وفتن عظام تذهب جدة الإيمان وحيويتَه وقوَّتَه وتُضعف جماله وحسنه وبهاءه،وهاهنا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام،إلى ضرورة تجديد الإيمان في القلب بالتوجه الصّادق إلى الله جلّ وعلا قال(فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)
قال تعالى(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)إبراهيم،
إن الإيمان جمالٌ للمرء وزينةٌ،قال تعالى(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)الحجرات،
وكان صلى الله عليه وسلم،يقول في دعائه(اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين)
وللإيمان حلاوة وطعم ولذّة لا نظير لها،يقول صلى الله عليه وسلم(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون اللهُ ورسولُه أحب إليه مما سواهما،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)
فمن الخير للعبد المؤمن أن ينصح لنفسه في إيمانه الذي هو أغلى شيء لديه وأثمنُ أمر عنده وهو خير زاد للقاء الله(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)البقرة،
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً إيماناً صادقاً ويقيناً كاملاً وتوبةً نصوحاً وأن يغفر لنا.

حمد 2002
01-12-2014, 07:19 AM
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً إيماناً صادقاً ويقيناً كاملاً وتوبةً نصوحاً وأن يغفر لنا.

آميييييييييييييييين

يزاج الله خير اختي ام حمد وماقصرتي ..

امـ حمد
01-12-2014, 02:51 PM
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً إيماناً صادقاً ويقيناً كاملاً وتوبةً نصوحاً وأن يغفر لنا.

آميييييييييييييييين

يزاج الله خير اختي ام حمد وماقصرتي ..


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي حمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
02-12-2014, 06:20 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
02-12-2014, 06:57 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس