المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إشادة واسعة بالإسمنت القطري المخترع



Maxetor
21-05-2005, 07:34 PM
إشادة واسعة من المهندسين العرب بالإسمنت القطري المخترع


بحث الملتقى العربي للعمارة البيئية الذي تستضيفه الدوحة برعاية سعادة الشيخ سعود بن خالد آل ثاني رئيس الهيئة العامة للشباب ويشارك فيه نحو «34» مهندسا معماريا واستشاريا من العالم العربي في يومه الثاني عددا من القضايا في مجال العمارة البيئية‚ تحدث فيه مهندسون من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومصر والأردن اضافة إلى قطر الدولة المضيفة‚

وعقدت جلسات اليوم الثاني على غير عادة المؤتمرات والملتقيات خارج الفنادق‚ إذ تمت الجلسات الصباحية في قاعة المها بمحمية المها بالشحانية التي تتبع المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية فيما عقدت الجلسات المسائية بالخيمة الخضراء بمركز أصدقاء البيئة بفريج بن عمران بالدوحة وأثارت قضايا أمس صباحا ومساء نقاشا علميا راقيا في مجال العمارة شمل المدينة المستدامة ودور المخطط العمراني في تحقيقها‚‚ والبناء الرفيق بالبيئة واختيار المدن السكنية‚‚ والإسمنت القطري الأول وهذا هو اختراع تقدمت به د‚ كوكب النعيمي إذ وجد إشادة كبيرة جدا من قبل المهندسين والاستشاريين وقد حرص أمس عدد كبير من المهندسين من عدد من الشركات على حضور الجلسات للاستماع للآراء العلمية‚

وأثناء المداخلات أشاد المهندسون والاستشاريون بالجهود التي بذلها المكتب الاقليمي بالدوحة التابع للاتحاد العربي للشباب والبيئة من أجل اقامة هذا الملتقى الذي وصفه المتحدثون بأنه من الملتقيات المهمة التي يجب أن تعقد بشكل دوري ليكون المهندسون والاستشاريون على اطلاع بالمستجدات في مجال العمارة‚

وقدمت الدكتورة كوكب النعيمي ورقة دولة قطر وكانت بعنوان «الاسمنت الجيوبوليمري القطري الأول» وقالت إن هذا الإسمنت من مواد صديقة للبيئة حيث إن إغفال أحد العناصر يودي بالبنية البيئية‚ والبناء صديق البيئة لابد أن يرعي كافة الشروط وتستكمل المواد الداخلة فيه مواصفات صداقة البيئة‚

وبدأت السيدة الدكتورة بعرض تاريخي حول الإسمنت البورتلاندي والذي يمتد إلى 1800م‚

وكيف اعتبر في حينه أحد أهم الانتصارات في الحصول على مواد تشكل 11% من مادة الخرسانة التي تعد مجرد مادة للصق مواد البناء‚

ثم انتقلت للقول إن هذه المادة أثبتت فشلها في جانبين كونها أولا تتحلل بمرور الزمن والثاني كونها شكلت مخاطر بيئية خطيرة‚

أما الإسمنت الذي قامت الدكتورة باكتشافه وهو إسمنت الإرتيستون‚‚ فهو ذو مصدرين‚ أولهما طبيعي وهو منسوب للمكان الذي اكتشف فيه في ايطاليا وهو من الأتربة الناتجة عند فوهات البراكين والآخر ما توصلت اليه الدكتورة من إمكانية تصنيعه معمليا‚ إن هذه المادة ليست مستخدمة وإنما يعود استخدامها منذ المصريين القدماء الذين أسموه الحمرة‚ وفي الحضارة الهندية الفدية وغيرها أي أنه ضارب منذ القدم‚

وما تدعو إليه الدكتورة هو تأكيد البحث عن مواد حديثة للبيئة حتى يمكن التوصل إلى بناء بيئي‚

اختيار المدن السكنية

وتناول المهندس إبراهيم الناشي من دولة الكويت موضوع اختيار المدن السكنية حيث استهل حديثه بالأمور التي يجب مراعاتها عند تصميم المدن والمرافق الرئيسية التي يجب أن تتضمنها كل مدينة والمتطلبات الأساسية في المدينة وقال ان هناك عوامل وشروطا أساسية لاختيار المناطق السكنية تشمل:

ــــ عدد الوحدات‚

ــــ والابتعاد عن مصادر الإزعاج والتلوث والضوضاء‚

ــــ الابتعاد عن المناطق الصناعية (المصانع + المصافي)‚

ــــ عدم تحويل الأراضي الزراعية للاستخدام السكني أو التجاري أو الاستثماري‚

ــــ توفير الأراضي السكنية لا يكون على حساب الشواطئ والمحميات البرية‚

ــــ يجب الابتعاد عن حقول النفط ومراعاة المحافظة على المياه الجوفية والابتعاد عن معسكرات الرماية ومناطق الصراع العسكري ويجب المحافظة على المناطق الأثرية والغابات والتاريخ الطبيعي‚

وقال المهندس الناشي: هناك عدة أمور يراعيها المتخصصون الموكل إليهم تخطيط وتصميم المدينة‚ منها توزيع الوحدات السكنية بشكل حضاري ومنسق يعتمد على أساليب العمارة الحديثة‚ والاستعانة بدراسات المردود البيئي‚ والابتعاد عن الأطوار النمطية ذات الطابع الممل‚ وعمل دراسات مرورية لتحاشي الازدحام‚ وتوفير أكبر عدد من المداخل والمخارج التي تربط المدينة بالطرق الرئيسية والطرق السريعة بالشكل الصحيح مما يسهل على السكان الدخول والخروج في انسياب‚ والاستفادة من الهندسة المرورية وتوزيع الإشارات الضوئية وتقاطعات الطرق والانحناءات وغيرها‚ كما لابد من الاستعانة بمتخصصين بيئيين لضمان المحافظة على جودة كل من التربة والهواء والماء‚

وفي تناوله للمرافق الرئيسية في كل مدينة قال إنها يجب أن تشمل المدارس والمرافق الصحية والمحلات التجارية والأسواق المركزية ومكاتب البريد والبلديات وحماية المستهلك والمكتبات العامة والحدائق العامة وصالات الأفراح والسينما والمسارح ومراكز الشباب والطفولة والمساجد وساحات الملاعب ومحطات الوقود‚

وحول المتطلبات الأساسية في المدينة السكنية قال انها تشمل: أماكن تجمع بها النفايات المنزلية بحاويات خاصة لكل من الورق والزجاج والبلاستيك والمعادن الأخرى كالحديد والألمنيوم والنحاس وغيره والبطاريات الجافة المستهلكة وحاويات خاصة بفضلات الطعام‚

ومراعاة أن تلحق بالمراكز الصحية والمستشفيات حاويات خاصة لنفاياتها والتي يتم التخلص منها عن طريق أفران خاصة على مستوى جميع المستشفيات والمناطق الصحية بالدولة‚

شبكات الصرف الصحي ترتبط بالمحطات التنقية لمعالجتها ومن ثم استخدامها مرة أخرى لأغراض الزراعة والغسيل وخلافه‚

وشبكات لتصريف مياه الامطار توصل بخزانات خاصة للاستفادة منها في الري الزراعي‚

وعرض المهندس رائد أبو حيانة من الأردن موضوع «البناء الدقيق بالبيئة استدامة وحماية» وشرح قصة البناء البيئي عبر الحضارات والتشريعات والقوانين المنظمة للبناء في الأردن والفجوة بين التنمية العمرانية والبيئة والمشاكل البيئية المصاحبة لعمليات التنمية المعمارية والعمرانية وكيفية تحقيق تنمية عمرانية بيئية وشملت الورقة حماية الحياة البرية والمحميات الطبيعية‚

وقال ان اجتماع القانون والتكنولوجيا والتوعية مع بعضها البعض ينتج عن ذلك إدارة فعالة تؤدي لتقليل التلوث وإدارة سليمة للموارد الطبيعية وحماية للنظام البيئي والتنوع الحيوي‚ وقال إنه عند الحديث عن التنمية المستدامة لابد من الأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية (الدخل + الحاجات الإنسانية) والعوامل البيولوجية والعوامل الاجتماعية (الصحة والعادات والقيم الدينية)‚

وأشار المهندس أبو حيانة إلى عدد من التشريعات والقوانين التي صدرت في الأردن في الأعوام 1909 و 1925 و 1933 و 1956 في مجالات البلديات وتنظيم مدينة عمان وقوانين أخرى خاصة باستخدامات الأراضي ونظام الأبنية وتخطيط الأقاليم والنمو السكاني‚‚ وشرح عددا من القوانين والتشريعات البيئية الخاصة بنظام رسوم جمع النفايات وقانون البيئة وإنشاء المؤسسة العامة لحماية البيئة ووزارة البيئة‚

وناقش مع المهندسين والاستشاريين المشاكل البيئية المصاحبة لعمليات التنمية المعمارية والعمرانية وتشمل التلوث البصري للبيئة العمرانية والضوضاء وتداعي الخدمات والتلوث الهوائي والضغط على المصادر الطبيعية واختلال التنوع البيولوجي وتفاقم مشكلة التصحر اضافة إلى الضغط على المصادر المائية‚ ودعا إلى ترشيد الطاقة والماء وشرح أفكارا هامة حول دوافع التغيير وركز على تقييم الأثر البيئي وتشجيع الاستثمار والتثقيف الاكاديمي والتوعية البيئية‚

وعرضت المهندسة أنوار الشمري من دولة الإمارات العربية المتحدة المدينة المستدامة ودور المخطط العمراني في تحقيقها وشرحت المحددات الطبيعية والبشرية التي تشكل الحضر وشرحت أيضا خصائص المدينة وفق لرؤية «جوردن شايلد» من حيث الكثافة السكانية والعمالة ونظام الحكم وغيرها وتعرضت إلى تاريخ تطور العمران (عصر حجري‚‚ ثورة زراعية‚‚ حضرية‚‚ وثورة صناعية)‚

وشرحت الحضارات التي قامت في بلاد الرافدين والحضارة الاغريقية وناقشت مسألة الاستدامة وفئات تطور المدن وخصائص المدينة المستدامة (إنشائية - متنوعة‚‚عامة‚‚ ملهمة‚‚ عادلة‚‚ ديمقراطية‚‚ ذات جذور)‚

وقدم الدكتور خالد الخشن من جمهورية مصر العربية عرضا بالفيديو عن «موروث عمران وعمارة الشرق الأوسط تحت المنظار»‚

منقول من جريدة الوطن