امـ حمد
03-12-2014, 03:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علامات الكاذب
عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(دع مايريبك إلى مالا يريبك،فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)صحيح،رواه الترمذي،والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان،
ما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة،ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً،وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)صحيح البخاري,ومسلم,
وللكذب علامات تظهر على الكاذب،
الكذب على الناس بادِّعاء الإيمان،كذب يظهر الإنسان فيه أنَّه من أهل الخير والصلاح،والتقى والإيمان، وهو ليس كذلك، بل هو من أهل الكفر والطغيان،والعياذ بالله،فهذا هو النفاق الأكبر،الذين قال الله فيهم(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ)البقرة،
لكنَّهم يقولون بألسنتهم، ويحلفون على الكذب وهم يعلمون، وشواهد ذلك في القرآن والسنة،هم المنافقين،أهل الكذب يكذبون على الناس في دعوى الإيمان وهم كاذبون،وانظر إلى قول الله تعالى،ببيان كذبهم حيث قال تعالى(إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ)سورة المنافقون،
يؤكدون أنهم يشهدون أنَّ محمدًا رسول الله، فقال الله تعالى(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)
الكذب في الحديث بين الناس،يقول،قلت لفلان كذا،وهو لم يقله، جاء فلان،وهو لم يأت وهكذا، هذا محرم ومن علامات النفاق،كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم(آية المنافق ثلاث،إذا حدث كذب)
الكذب لإضحاك الناس،
روي عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ويل للذي يحدث بالحديث، ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له)
قال المناوي في شرحه للحديث،بشدة هلكته،وذلك لأنَّ الكذب وحده رأس كلِّ مذموم،
قال ابن عثيمين(وهذا يفعله بعض الناس ويسمونها النكت، يتكلم بكلام كذب من أجل أن يضحك الناس، هذا غلط،
تكلم بكلام مباح من أجل أن تدخل السرور على قلوبهم، وأما الكلام الكذب فهو حرام)
الكذب على الأولاد،فكثيراً ما يكذب الوالدان على أولادهما الصغار،تخويفًا لهم،كي يكفُّوا عن العبث واللعب،أو حفزًا لهم كي يجِدُّوا في أمر ما،أو غير ذلك،
شهادة الزور(الحلف في الشهادة من أشنع الكذب، فالمسلم لا يبالي إذا قام بشهادة ما أن يقرر الحقَّ،
فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر،ثلاثًا،قلنا،بلى،قال،الإشراك بالله، وعقوق الوالدين،وقتل النفس،وكان متكئًا فجلس،وقال،ألا وقول الزور،وشهادة الزور،فما زال يكررها حتى قلنا،ليته سكت)رواه البخارى،ومسلم،
والذي يكذب عليك سيحاول قدر الامكان ألا ينظر إليك بعينيه،
لاحظ العلامات الاولية للمشاعر أي،التي تظهر على الوجه قبل الكلام، فما لا يعرفه كثير من الكاذبين هو أن الكلام هو تعبير عن مشاعر تشكلت في النفس وعلى الوجه،
فمثلا إذا غضب المرء فإن علامات الغضب تظهر على وجهه قبل أن ينطق بكلمة وأحياناً كثيرة لا ينطق بكلمة،
وأما الكاذب فإنه سينطق بكلام غضب وصوت مرتفع وبعدها يحاول أن يصطنع المشاعر المؤيدة لذلك،
فالعواطف والاحاسيس هي الاساس وما الكلام إلا توضيح وتعبير عنها،فإن تبادل النظرات بينهما في كثير من الاحيان تغني عن الكلام،
عندما توجه تهمة لرجل بريئ فإنه يثور ويهاجم ،وأما إن كان مذنباً ومخادعاً فإنه يقتصر على الدفاع،والكاذب فإنه يسعى أن يحصل وبسرعة على تأكيد أنك صدقته وكأنه يسعى للحصول على إيصال بإستلامك لكذبته حتى يتمكن من تغيير الموضوع،
أما المؤمن فنجد ناصيته نظيفة ولا تنشط إلا في التوجه إلى الله تعالى كما كان الأنبياء يفعلون في توجههم إلى ربهم وتسليمهم الأمر إليه،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم،في دعائه لربه (ناصيتي بيدك)ويقول سيدنا هود عليه السلام في خطابه لقومه(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)هود،
ولذلك اعملوا على صيانة هذه المنطقة وتجنب الكذب، لأن الإنسان يستطيع أن يخدع البشر ولكن لن يخدع خالق البشر جل وعلا،
ويقول العلماء،إن أي تصرف لدى تكراره بكثرة فإنه يترك آثاره الواضحة على الوجه بالدرجة الأولى حتى يصبح جزءاً من تعابير الوجه، ولذلك قال تعالى في حق المؤمنين الذين يكثرون من السجود(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)الفتح،
وكذلك فإن هؤلاء المؤمنين يتميزون بوجوههم النضرة يوم القيامة نتيجة صدقهم(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ،عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ،تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)المطففين،
أما المنافقين الذين يظنون بأنهم يخدعون المؤمنين في الدنيا ويخفون ذلك فإن هذه الوجوه لا تخفى على الله تعالى،ولذلك صور لنا القرآن عذاب هؤلاء وأن وجوههم التي حاولوا إخفاء النفاق من خلالها سوف تقلب في النار(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)الأحزاب،
ولذلك فإن هذه الوجوه التي كذبت في الدنيا تُحشر سوداء يوم القيامة من آثار الكذب، يقول تعالى(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)الزمر،
اللهم اجعلنا من الصادقين في الدنيا والآخرة ومن الذين يسلمون وجوههم لله تعالى فهو المتصرف في هذه الوجوه، وهو الذي يوجهها كيف يشاء(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)لقمان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علامات الكاذب
عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(دع مايريبك إلى مالا يريبك،فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)صحيح،رواه الترمذي،والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان،
ما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة،ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً،وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)صحيح البخاري,ومسلم,
وللكذب علامات تظهر على الكاذب،
الكذب على الناس بادِّعاء الإيمان،كذب يظهر الإنسان فيه أنَّه من أهل الخير والصلاح،والتقى والإيمان، وهو ليس كذلك، بل هو من أهل الكفر والطغيان،والعياذ بالله،فهذا هو النفاق الأكبر،الذين قال الله فيهم(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ)البقرة،
لكنَّهم يقولون بألسنتهم، ويحلفون على الكذب وهم يعلمون، وشواهد ذلك في القرآن والسنة،هم المنافقين،أهل الكذب يكذبون على الناس في دعوى الإيمان وهم كاذبون،وانظر إلى قول الله تعالى،ببيان كذبهم حيث قال تعالى(إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ)سورة المنافقون،
يؤكدون أنهم يشهدون أنَّ محمدًا رسول الله، فقال الله تعالى(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)
الكذب في الحديث بين الناس،يقول،قلت لفلان كذا،وهو لم يقله، جاء فلان،وهو لم يأت وهكذا، هذا محرم ومن علامات النفاق،كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم(آية المنافق ثلاث،إذا حدث كذب)
الكذب لإضحاك الناس،
روي عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ويل للذي يحدث بالحديث، ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له)
قال المناوي في شرحه للحديث،بشدة هلكته،وذلك لأنَّ الكذب وحده رأس كلِّ مذموم،
قال ابن عثيمين(وهذا يفعله بعض الناس ويسمونها النكت، يتكلم بكلام كذب من أجل أن يضحك الناس، هذا غلط،
تكلم بكلام مباح من أجل أن تدخل السرور على قلوبهم، وأما الكلام الكذب فهو حرام)
الكذب على الأولاد،فكثيراً ما يكذب الوالدان على أولادهما الصغار،تخويفًا لهم،كي يكفُّوا عن العبث واللعب،أو حفزًا لهم كي يجِدُّوا في أمر ما،أو غير ذلك،
شهادة الزور(الحلف في الشهادة من أشنع الكذب، فالمسلم لا يبالي إذا قام بشهادة ما أن يقرر الحقَّ،
فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر،ثلاثًا،قلنا،بلى،قال،الإشراك بالله، وعقوق الوالدين،وقتل النفس،وكان متكئًا فجلس،وقال،ألا وقول الزور،وشهادة الزور،فما زال يكررها حتى قلنا،ليته سكت)رواه البخارى،ومسلم،
والذي يكذب عليك سيحاول قدر الامكان ألا ينظر إليك بعينيه،
لاحظ العلامات الاولية للمشاعر أي،التي تظهر على الوجه قبل الكلام، فما لا يعرفه كثير من الكاذبين هو أن الكلام هو تعبير عن مشاعر تشكلت في النفس وعلى الوجه،
فمثلا إذا غضب المرء فإن علامات الغضب تظهر على وجهه قبل أن ينطق بكلمة وأحياناً كثيرة لا ينطق بكلمة،
وأما الكاذب فإنه سينطق بكلام غضب وصوت مرتفع وبعدها يحاول أن يصطنع المشاعر المؤيدة لذلك،
فالعواطف والاحاسيس هي الاساس وما الكلام إلا توضيح وتعبير عنها،فإن تبادل النظرات بينهما في كثير من الاحيان تغني عن الكلام،
عندما توجه تهمة لرجل بريئ فإنه يثور ويهاجم ،وأما إن كان مذنباً ومخادعاً فإنه يقتصر على الدفاع،والكاذب فإنه يسعى أن يحصل وبسرعة على تأكيد أنك صدقته وكأنه يسعى للحصول على إيصال بإستلامك لكذبته حتى يتمكن من تغيير الموضوع،
أما المؤمن فنجد ناصيته نظيفة ولا تنشط إلا في التوجه إلى الله تعالى كما كان الأنبياء يفعلون في توجههم إلى ربهم وتسليمهم الأمر إليه،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم،في دعائه لربه (ناصيتي بيدك)ويقول سيدنا هود عليه السلام في خطابه لقومه(إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)هود،
ولذلك اعملوا على صيانة هذه المنطقة وتجنب الكذب، لأن الإنسان يستطيع أن يخدع البشر ولكن لن يخدع خالق البشر جل وعلا،
ويقول العلماء،إن أي تصرف لدى تكراره بكثرة فإنه يترك آثاره الواضحة على الوجه بالدرجة الأولى حتى يصبح جزءاً من تعابير الوجه، ولذلك قال تعالى في حق المؤمنين الذين يكثرون من السجود(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)الفتح،
وكذلك فإن هؤلاء المؤمنين يتميزون بوجوههم النضرة يوم القيامة نتيجة صدقهم(إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ،عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ،تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)المطففين،
أما المنافقين الذين يظنون بأنهم يخدعون المؤمنين في الدنيا ويخفون ذلك فإن هذه الوجوه لا تخفى على الله تعالى،ولذلك صور لنا القرآن عذاب هؤلاء وأن وجوههم التي حاولوا إخفاء النفاق من خلالها سوف تقلب في النار(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)الأحزاب،
ولذلك فإن هذه الوجوه التي كذبت في الدنيا تُحشر سوداء يوم القيامة من آثار الكذب، يقول تعالى(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)الزمر،
اللهم اجعلنا من الصادقين في الدنيا والآخرة ومن الذين يسلمون وجوههم لله تعالى فهو المتصرف في هذه الوجوه، وهو الذي يوجهها كيف يشاء(وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)لقمان.