brooq
10-12-2014, 09:39 AM
للكاتب عبدالعزيز الخاطر
رفقا يا أختاه، فلم أكن أعهدك هكذا، عهدتك تحبين النظام من أجل النظام، عهدتك تحرصين على التنظيم من أجل التنظيم، لم أعهدك تتربصين بمحفظتي مع بداية كل شهر، لم أعهدك تبحثين عما في جيبي، أكثر من الحرص على سلامتي حتى أمر سالما، لم أعهدك تضعين الرادارات تربصا وخفية والله لا يحب المتربصين.
أوصتني أمي قبل وفاتها بك احتراما للنظام وللقانون، ولم توصني بالإنفاق عليك، إلا في حالات التعدي والإدانة الصريحة التي قد أرتكبها غفلة أو نسياناً،
لست مسؤولا عن أخطائك في التخطيط،
لست مسؤولا عن إعطاء الرخص والاتجار بها لكل قادم للبلد، لست مسؤولا عن بنية مرورية متآكلة تدفعك للمخالفة دفعا رغم أنفك،
لست مسؤولا عن كل هذه الزحمة حتى تصبح فرصة مواتية للدخل، أنا مواطن أحرص على النظام حرصي على وطني الذي هو الأم التي تجمعنا. عندما يعود سائقي بشكل شبه يومي بمخالفات تثقل كاهلي،
وأبحث لأجد أنه يسير في حدود 90 كيلو مترا، أو توقف لإنزال مريض أمام مستشفى أو مطعم أو سوق قد امتلأت مواقفه، أشعر وكأنك لم تعودي أختي التي عهدت، أشعر بيديك تتسلل يوميا إلى جيبي، لتغتال ما فيه من رزق أولادي، في كل محاولات الحكومة لتحسين دخل المواطنين، أجدك متربصة بها في كل جانب، وكأنما ثمة توافق مسبق،
رفقا يا أختاه، لابد من وضع آلية فارزة بين المتربص بخرق النظام وبين الغافل، بين المضطر وبين الجاهل،
عندما تكون البنية المرورية تتسع لمائتي ألف سيارة ونجد عليها مليوني سيارة، كيف سيمر الحال؟ أخبريني يا أختاه، عندما تتسع مواقفنا لمائة ألف سيارة ونجد خمسمائة ألف سيارة تبحث عن موقف، كيف نتصور ذلك؟
عندما نجد أمام مجمع المحاكم، مواقف لألف سيارة والمراجعون يزيدون على ثلاثة آلاف، ماذا نتوقع؟ لابد إذاً من علاوة مخالفات، بنسبة معينة حتى نتلافى الظلم، متى تكون المخالفة مخالفة تستحق الغرامة؟ هذا سؤال يجب أن يطرح ويدرس، عندما يدفع المواطن من راتبه الثلث أو الربع مخالفات هو ليس مسؤولا عن نصفها على الأقل لسبب من الأسباب التي ذكرت أو لتجاوز من شرطي المرور الحامل لورقة وقلم، بدلا من التدخل وتسهيل السير، حتى أصبح التسابق لدى البعض منهم تسجيل أكثر عدد من المخالفات لإثبات أنه كان يعمل وقد سمعت ذلك مباشرة من أحدهم.
أختاه نحن مع النظام ومع التنظيم وتطبيق القانون، لكننا لسنا مع تحول الإدارات الخدمية إلى إدارات جباية وهذه سياسة كان وزير المالية السابق يطبقها ومعروفة لدى الجميع دون استثناء، نفرح بالزيادات من قبل حكومتنا الرشيدة لتحسين أوضاع المواطنين ومواجهة ارتفاع الأسعار، لكن يجب ألا نقع ضحايا أمام الطريق المسدود، بالطبع هناك من لا يسأل ولا يشعر بذلك ولكننا يا أختاه على مفترق طرق فهناك من أصبح فوق السحاب فلا تصله راداراتك، وهناك من يتعرقل عند أول إشارة مرور من إشاراتك.
نرجو من حكومتنا الرشيدة ومن معالي رئيس الوزراء الموقر الحريص على أمن وسلامة المواطن البدنية والنفسية أن يضع الأمر في جادة اهتمامه وأن يعيدك يا أختاه إلى طريق الاتزان والتوسط بعيدا عن الجور والظلم، فالقانون أولى أن يتبع والقضاء هو الفيصل حتى بين الأخوين. شكا الشاعر بيرم التونسي في أيامه من جور المجلس البلدي وتسلطه على لقمة المواطن البسيط من خلال رفع أسعار الغذاء وقال أبياتا منها:
يا بائع الفجل بالمليم واحدة كم للعيال وكم للمجلس البلدي كأن أمي بلَ الله تربتها أوصت وقالت أخوك المجلس البلدي. ونحن نقول:
كأن أمي بلَ الله تربتها
أوصت وقالت أختك إدارة المرور.
رفقا يا أختاه، فلم أكن أعهدك هكذا، عهدتك تحبين النظام من أجل النظام، عهدتك تحرصين على التنظيم من أجل التنظيم، لم أعهدك تتربصين بمحفظتي مع بداية كل شهر، لم أعهدك تبحثين عما في جيبي، أكثر من الحرص على سلامتي حتى أمر سالما، لم أعهدك تضعين الرادارات تربصا وخفية والله لا يحب المتربصين.
أوصتني أمي قبل وفاتها بك احتراما للنظام وللقانون، ولم توصني بالإنفاق عليك، إلا في حالات التعدي والإدانة الصريحة التي قد أرتكبها غفلة أو نسياناً،
لست مسؤولا عن أخطائك في التخطيط،
لست مسؤولا عن إعطاء الرخص والاتجار بها لكل قادم للبلد، لست مسؤولا عن بنية مرورية متآكلة تدفعك للمخالفة دفعا رغم أنفك،
لست مسؤولا عن كل هذه الزحمة حتى تصبح فرصة مواتية للدخل، أنا مواطن أحرص على النظام حرصي على وطني الذي هو الأم التي تجمعنا. عندما يعود سائقي بشكل شبه يومي بمخالفات تثقل كاهلي،
وأبحث لأجد أنه يسير في حدود 90 كيلو مترا، أو توقف لإنزال مريض أمام مستشفى أو مطعم أو سوق قد امتلأت مواقفه، أشعر وكأنك لم تعودي أختي التي عهدت، أشعر بيديك تتسلل يوميا إلى جيبي، لتغتال ما فيه من رزق أولادي، في كل محاولات الحكومة لتحسين دخل المواطنين، أجدك متربصة بها في كل جانب، وكأنما ثمة توافق مسبق،
رفقا يا أختاه، لابد من وضع آلية فارزة بين المتربص بخرق النظام وبين الغافل، بين المضطر وبين الجاهل،
عندما تكون البنية المرورية تتسع لمائتي ألف سيارة ونجد عليها مليوني سيارة، كيف سيمر الحال؟ أخبريني يا أختاه، عندما تتسع مواقفنا لمائة ألف سيارة ونجد خمسمائة ألف سيارة تبحث عن موقف، كيف نتصور ذلك؟
عندما نجد أمام مجمع المحاكم، مواقف لألف سيارة والمراجعون يزيدون على ثلاثة آلاف، ماذا نتوقع؟ لابد إذاً من علاوة مخالفات، بنسبة معينة حتى نتلافى الظلم، متى تكون المخالفة مخالفة تستحق الغرامة؟ هذا سؤال يجب أن يطرح ويدرس، عندما يدفع المواطن من راتبه الثلث أو الربع مخالفات هو ليس مسؤولا عن نصفها على الأقل لسبب من الأسباب التي ذكرت أو لتجاوز من شرطي المرور الحامل لورقة وقلم، بدلا من التدخل وتسهيل السير، حتى أصبح التسابق لدى البعض منهم تسجيل أكثر عدد من المخالفات لإثبات أنه كان يعمل وقد سمعت ذلك مباشرة من أحدهم.
أختاه نحن مع النظام ومع التنظيم وتطبيق القانون، لكننا لسنا مع تحول الإدارات الخدمية إلى إدارات جباية وهذه سياسة كان وزير المالية السابق يطبقها ومعروفة لدى الجميع دون استثناء، نفرح بالزيادات من قبل حكومتنا الرشيدة لتحسين أوضاع المواطنين ومواجهة ارتفاع الأسعار، لكن يجب ألا نقع ضحايا أمام الطريق المسدود، بالطبع هناك من لا يسأل ولا يشعر بذلك ولكننا يا أختاه على مفترق طرق فهناك من أصبح فوق السحاب فلا تصله راداراتك، وهناك من يتعرقل عند أول إشارة مرور من إشاراتك.
نرجو من حكومتنا الرشيدة ومن معالي رئيس الوزراء الموقر الحريص على أمن وسلامة المواطن البدنية والنفسية أن يضع الأمر في جادة اهتمامه وأن يعيدك يا أختاه إلى طريق الاتزان والتوسط بعيدا عن الجور والظلم، فالقانون أولى أن يتبع والقضاء هو الفيصل حتى بين الأخوين. شكا الشاعر بيرم التونسي في أيامه من جور المجلس البلدي وتسلطه على لقمة المواطن البسيط من خلال رفع أسعار الغذاء وقال أبياتا منها:
يا بائع الفجل بالمليم واحدة كم للعيال وكم للمجلس البلدي كأن أمي بلَ الله تربتها أوصت وقالت أخوك المجلس البلدي. ونحن نقول:
كأن أمي بلَ الله تربتها
أوصت وقالت أختك إدارة المرور.