امـ حمد
11-12-2014, 04:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
الإنسان مؤلف من نفس وروح وجسد ،نفسه هي ذاته، هي حقيقته، نفسه هي التي تؤمن أو تكفر، هي التي تسعد أو تشقى، هي التي ترضى أو تغضب، هي التي تذوق الموت ولا تموت﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾سورة آل عمران،
هي التي تخلد في جنةٍ يدوم نعيمها،أو في نارٍ لا ينفذُ عذابها،
فالنفس من خلال الجسد ترى،وتسمع،وتتحرك،وقد تبطش،وقد تحسن، فما الجسد إلا وعاءٌ أو قالبٌ لهذه النفس،
والروح هي القوة المحركة، فلولا الروح لما رأى الإنسان بعينه، ولا سمع بأذنه، ولا تقلصت عضلاته، ولا عملت أجهزته،
أنّ النفس هي الأصل،هي ذات الإنسان،هي التي تسعد،وتشقى، هي التي ترقى،وتسمو، هي التي تخلد، هي الباقية، هي الخالدة،
والروح قوةٌ محركةٌ لهذا الجسد،فإذا انتهى أجل الإنسان، توقف الإمداد الروحي، فتعطل الجسد فخلعته النفس، فصعدت النفس إلى باريها،
يعني،إذا اعتنيت بالجسد، فالجسد فانٍ،أكلت أطيب الأكل، وتمتعت بأجمل المناظر، وسكنت في أجمل البيوت، واقترنت بأجمل النساء، هذا الجسد مصيره إلى التراب، فكل عنايتك وطاقتك،ورعايتك لهذا الجسد خسارة، لأنه سينتهي إلى القبر،وإلى الفناء،
الله سبحانه تعالى يقول﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾
اعتنِ بنفسك لأنها باقية،لأنها في جنةٍ، أو في نار،
لذلك يقول الله عز وجل﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء،
أمراض الجسد مهما تفاقمت تنتهي عند الموت،والموت يُنهي قوة القوي،
يعني مثلاً إنسان ساكن في بيت،وله دخل كبير،هل من الحكمة أن ينفق هذا الدخل الكبير في تزيين هذا البيت، والعناية به، وطلائه، وتزيين سقفه،لكن العقل أن تزيِّن بيتك الأبدي، البيت النهائي،
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)الفلاح كل الفلاح،والتفوق كل التفوق، والفوز كل الفوز والنجاح كل النجاح، والذكاء كل الذكاء، والعقل كل العقل، بأن تعتني بنفسك، أن تُعرفها بربك، أن تحملها على طاعة الله، لأنه إذا جاء الموت، وأصبح الجسد جثة هامدة، بعد حين الروح انقطع إمدادها، بقيت هذه النفس التي هي أنت،
إما أن تسعد لتزكيتها، وإما أن تشقى لفسادها،الزموا،و طهروا،وزكُّوا أنفسكم، عِّرفوا أنفسكم بربها، احملوها على طاعته، عرِّفوها كتاب الله، عرِّفوها سنة رسوله، احملوها على العمل الصالح،
لتعرف حقيقة جوهرها،ماذا بعد الموت﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾يعني،انتبه لنفسك، هي الأصل،الذي يقول،أنا مع الناس،كل إنسان يحتجُّ بالتيار العام،بقوله،الناس كلهم هكذا،هكذا يكون كسب المال، والتجاره،إذا ما غششنا لا نعيش،عندنا أولاد، هذا الذي يقول،أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، هذا إمعة، وطِّنْ نفسك على أن الناس لو أساءوا جميعاً، عليك أن تحسن،
﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾يعني،إذا اهتدى إنسان إلى الله، وعرف الحق ينبغي ألاّ يقلد الناس، في ضلال، في بُعد، في غفلة، في جهل،﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾سورة الأنعام،
﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾
بمعنى،إذا عرفت الحق، لو أن الأكثرية كانت مع الباطل،مع أكلِ الربا،مع إطلاق البصر،ومع كسب المال الحرام،ومرتكب معاصٍ، وآكل حقوق، معتدٍ على أعراض، مقصّر في واجبات، هؤلاء،والتفلت من الدين،والانغماس في الشهوات،أنت عليك نفسك،لا يضرك من ضل إذا اهتديت،
ومعنى آخر للآية، يعني أنت إذا لزمت نفسك وزكيتها، وطهرتها وحملتها على طاعة الله،عندئذٍ هؤلاء الذين ضلوا لا يستطيعون أن يصلوا إليك،ولا يستطيع هذا الضال أن يضرك﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾
لذلك ورد في أحد الأحاديث الصحيحة( أن إذا رأيت شُحاً مُطاعاً، وهوى متبعاً،وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، فالزم بيتك، وامسك لسانك،وخذ ما تعرف،ودع ما تنكر،وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)الراوي،أبو هريرة ،المصدر،صحيح مسلم،
إذا كنت في زمنٍ صعبٍ، في زمن القابض على دينه كالقابض على جمر، في زمن يصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفًا، في زمن يُؤمر فيهُ بالمنكر وينهى عن المعروف، في زمن يُكَذَّب الصادق، ويُصَدَّق الكاذب، يُؤتمن الخائن ويُؤمَّن الخائن.
في هذا الزمن الصعب﴿عليكم أنفسكم﴾
يعني لا تحمل همَّ الناس،فعليك مِن نفسك، عِّرف نفسك بربها، واحملها على طاعته، لا يضرك من ضل، لو أن الناس جميعاً ضلوا، لهم رب يحاسبهم،ولن يصلوا إليك، فأنت في حفظ الله،
وفي الحديث الصحيح(من رأى منكُم منكراً فلْيُغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري،
الله سبحانه وتعالى،لا يقبل أن تنكر المنكر بقلبك إذا كنت قادراً على أن تنكره بلسانك، كما أنه لا يقبل منك أن تنكره بلسانك إذا كنت قادرًاً على أن تنكره بيدك، فإذا رأى الإنسان منكرًا، وليس بإمكانه أن يصلحه فليقل،اللهم هذا منكر لا أرضى به، ولا أقوى على تغييره،
اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء واعيننا من الخيانة والسنتنا من الكذب،
اللهم انا نسالك الأمن يوم الخوف ونسالك النعيم المقيم الذى لا يحول ولا يزول.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
الإنسان مؤلف من نفس وروح وجسد ،نفسه هي ذاته، هي حقيقته، نفسه هي التي تؤمن أو تكفر، هي التي تسعد أو تشقى، هي التي ترضى أو تغضب، هي التي تذوق الموت ولا تموت﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾سورة آل عمران،
هي التي تخلد في جنةٍ يدوم نعيمها،أو في نارٍ لا ينفذُ عذابها،
فالنفس من خلال الجسد ترى،وتسمع،وتتحرك،وقد تبطش،وقد تحسن، فما الجسد إلا وعاءٌ أو قالبٌ لهذه النفس،
والروح هي القوة المحركة، فلولا الروح لما رأى الإنسان بعينه، ولا سمع بأذنه، ولا تقلصت عضلاته، ولا عملت أجهزته،
أنّ النفس هي الأصل،هي ذات الإنسان،هي التي تسعد،وتشقى، هي التي ترقى،وتسمو، هي التي تخلد، هي الباقية، هي الخالدة،
والروح قوةٌ محركةٌ لهذا الجسد،فإذا انتهى أجل الإنسان، توقف الإمداد الروحي، فتعطل الجسد فخلعته النفس، فصعدت النفس إلى باريها،
يعني،إذا اعتنيت بالجسد، فالجسد فانٍ،أكلت أطيب الأكل، وتمتعت بأجمل المناظر، وسكنت في أجمل البيوت، واقترنت بأجمل النساء، هذا الجسد مصيره إلى التراب، فكل عنايتك وطاقتك،ورعايتك لهذا الجسد خسارة، لأنه سينتهي إلى القبر،وإلى الفناء،
الله سبحانه تعالى يقول﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾
اعتنِ بنفسك لأنها باقية،لأنها في جنةٍ، أو في نار،
لذلك يقول الله عز وجل﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ،إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء،
أمراض الجسد مهما تفاقمت تنتهي عند الموت،والموت يُنهي قوة القوي،
يعني مثلاً إنسان ساكن في بيت،وله دخل كبير،هل من الحكمة أن ينفق هذا الدخل الكبير في تزيين هذا البيت، والعناية به، وطلائه، وتزيين سقفه،لكن العقل أن تزيِّن بيتك الأبدي، البيت النهائي،
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)الفلاح كل الفلاح،والتفوق كل التفوق، والفوز كل الفوز والنجاح كل النجاح، والذكاء كل الذكاء، والعقل كل العقل، بأن تعتني بنفسك، أن تُعرفها بربك، أن تحملها على طاعة الله، لأنه إذا جاء الموت، وأصبح الجسد جثة هامدة، بعد حين الروح انقطع إمدادها، بقيت هذه النفس التي هي أنت،
إما أن تسعد لتزكيتها، وإما أن تشقى لفسادها،الزموا،و طهروا،وزكُّوا أنفسكم، عِّرفوا أنفسكم بربها، احملوها على طاعته، عرِّفوها كتاب الله، عرِّفوها سنة رسوله، احملوها على العمل الصالح،
لتعرف حقيقة جوهرها،ماذا بعد الموت﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾يعني،انتبه لنفسك، هي الأصل،الذي يقول،أنا مع الناس،كل إنسان يحتجُّ بالتيار العام،بقوله،الناس كلهم هكذا،هكذا يكون كسب المال، والتجاره،إذا ما غششنا لا نعيش،عندنا أولاد، هذا الذي يقول،أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، هذا إمعة، وطِّنْ نفسك على أن الناس لو أساءوا جميعاً، عليك أن تحسن،
﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾يعني،إذا اهتدى إنسان إلى الله، وعرف الحق ينبغي ألاّ يقلد الناس، في ضلال، في بُعد، في غفلة، في جهل،﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾سورة الأنعام،
﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾
بمعنى،إذا عرفت الحق، لو أن الأكثرية كانت مع الباطل،مع أكلِ الربا،مع إطلاق البصر،ومع كسب المال الحرام،ومرتكب معاصٍ، وآكل حقوق، معتدٍ على أعراض، مقصّر في واجبات، هؤلاء،والتفلت من الدين،والانغماس في الشهوات،أنت عليك نفسك،لا يضرك من ضل إذا اهتديت،
ومعنى آخر للآية، يعني أنت إذا لزمت نفسك وزكيتها، وطهرتها وحملتها على طاعة الله،عندئذٍ هؤلاء الذين ضلوا لا يستطيعون أن يصلوا إليك،ولا يستطيع هذا الضال أن يضرك﴿لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾
لذلك ورد في أحد الأحاديث الصحيحة( أن إذا رأيت شُحاً مُطاعاً، وهوى متبعاً،وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، فالزم بيتك، وامسك لسانك،وخذ ما تعرف،ودع ما تنكر،وعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)الراوي،أبو هريرة ،المصدر،صحيح مسلم،
إذا كنت في زمنٍ صعبٍ، في زمن القابض على دينه كالقابض على جمر، في زمن يصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفًا، في زمن يُؤمر فيهُ بالمنكر وينهى عن المعروف، في زمن يُكَذَّب الصادق، ويُصَدَّق الكاذب، يُؤتمن الخائن ويُؤمَّن الخائن.
في هذا الزمن الصعب﴿عليكم أنفسكم﴾
يعني لا تحمل همَّ الناس،فعليك مِن نفسك، عِّرف نفسك بربها، واحملها على طاعته، لا يضرك من ضل، لو أن الناس جميعاً ضلوا، لهم رب يحاسبهم،ولن يصلوا إليك، فأنت في حفظ الله،
وفي الحديث الصحيح(من رأى منكُم منكراً فلْيُغَيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري،
الله سبحانه وتعالى،لا يقبل أن تنكر المنكر بقلبك إذا كنت قادراً على أن تنكره بلسانك، كما أنه لا يقبل منك أن تنكره بلسانك إذا كنت قادرًاً على أن تنكره بيدك، فإذا رأى الإنسان منكرًا، وليس بإمكانه أن يصلحه فليقل،اللهم هذا منكر لا أرضى به، ولا أقوى على تغييره،
اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء واعيننا من الخيانة والسنتنا من الكذب،
اللهم انا نسالك الأمن يوم الخوف ونسالك النعيم المقيم الذى لا يحول ولا يزول.