المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق المؤمنين عند ارتداء الملابس



امـ حمد
12-12-2014, 04:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخلاق المؤمنين عند ارتداء الملابس
المؤمنين الذين يعيشون فى رحاب الأخلاق القرآنيّة هم فقط من تتجدّد فى ذهنهم حقيقة أن هذه الثّياب نعمة من نعم الله الكثيرة التي أنعم بها على الإنسان،فالمؤمنون يعرفون أنّ ذلك لطف ورحمة من الله بعباده فيشكرونه ويحمدونه على أن كساهم،
والثياب عند المؤمن تعنى الملابس التي تستخرج من الصوف أو القطن أو الحرير، كما أنّ الملابس التي تصنع فى كلّ لحظة يلبسها الإنسان من أبسطها إلى أفخرها مصدرها المخلوقات الحية التي خلقها الله تعالى،فتكون فى خدمة الإنسان،ولو لم توجد هذه المخلوقات لما استطاع الإنسان أن يكتسي أو يستر نفسه،
ورغم هذه الحقائق تجد من الناس من ينكرها أو يكون في غفلة عنها، لذلك نراهم لا يقدّرون النعم التي أنعمها الله عليهم، ربّما يكون ذلك لأنهم تعودوا على وجود هذه الملابس منذ الولادة فنسوا أنّ تلك الثياب هي في الحقيقة نعمة من نعم الله تعالى، وبالتالي لا بدّ من شكره عليها،
لقد خلق الله سبحانه وتعالى،النّعم فى الأرض من أجل الإنسان فقط حتّى يشكره عليها، لذلك علينا النظر فى حكمة الله من خلقه للثياب،
الفوائد التي تعود على الإنسان من لبس الثياب،فالثوب يقي الجسم من صرّ البرد وحر الشّمس وغير ذلك من الأخطار الخارجيّة،
وعدم لبس الثياب يؤثر تأثيرا سلبيا على جلد الإنسان الحسّاس فيصاب بالألم ويصبح مهدّدا بالأمراض،
لقد ذكّرنا الله سبحانه وتعالى بأهمية الثوب والحكمة منه في ستر العورة وحماية البدن فقال تعالى(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)الأعراف،
إن الثياب تمنح الإنسان احتراماً وتزيد جسمه جمالاً وجاذبية، ولاشكّ أن اللّباس من أهمّ النّعم التي أنعمها الله علينا وهو حاجة ملحّة لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك نرى المؤمن الحقّ يحرص دائما على اختيار اللّباس اللاّئق النّظيف،
ما يميز المؤمن انه،عند اختياره لملابسه،لا يسرف ولا يصل البذخ ،بل يشتري
الملابس معقولة الثمن وذلك استجابة لأمر الله تعالى(وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) الفرقان،
والمؤمن الذي يعيش وفق أخلاق الإسلام يحرص على نظافة هندامه لأن الله تعالى يأمرنا بالقول(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)المدثر،
فالمؤمن الصادق هو الذي ينزل عند أوامر القرآن الكريم، فهو لا يكتفي باختيار ملابس للستر،بل هو مطالب أن يكون حسن المظهر، فالزينة أمر مطلوب لأن المؤمن يأخذ أوامر الله كلها ولا يدع منها شيئاً،
فلا يلبس لباساً غريباً شاذاً ينفر منه الناس أو يثير سخريتهم،
كما أنّ لنا فى أحاديث الرسول،صلى الله عليه وسلم،أسوة حسنة
والأخذ بها في خصوص نظام اللّباس
(عن أبي الأحوص عن أبيه قال،أتيت النبي،صلى الله عليه وسلم،في ثوب دون،فقال،ألك مال، قال،نعم،قال،من أي المال،
قال،قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق،
قال،فإذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته )رواه النسائي،وأبو داود،
(إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس) رواه البيهقي،والطبراني،
وقد بينت لآيات القرآنية أن اللباس والحلي من نعم الجنة،قال تعالى
(إِنَّ الله يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ)الحج،
وقال تعالى(عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً)الإنسان،
أنّ الله تعالى أنزل للإنسان لباساً ليكون زينة للإنسان في الدّنيا وفي الآخرة،
والمؤمن يبحث دائماً عن الحكمة من خلق الله لتلك الأشياء والنعم التي هي متاع الحياة الدنيا،أمّا غايته فهي نعم الآخرة الأبدية التي لا زوال لها،
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً )الكهف،
إنّ المؤمن الذي يعيش فى رحاب الأخلاق القرآنية يسعى من خلال الاهتمام بمظهره إلى تحقيق غايات منها،
عند ربط علاقات مع الآخرين لأوّل مرّة يحصل انطباع ايجابي عند رأيته بمظهر لائق خاصّة إذا كان داعية للإسلام والأخلاق القرآنية فيحرص على أن يكون نظيفاً بشوشاً،
ولا يُفرط في ارتداء اللّباس الفاخر،فهو هنا يقدم رسالة للآخرين من خلال مظهره تدل على حرصه على تطبيق الأوامر الإلهيّة فيكسب تقديرهم واحترامهم،
إن للمؤمن الصادق ميزة لا نجدها عند غيره، وهي أن لباسه يبعث على الطمأنينة مهما كانت الحالة النفسية للطرف المقابل، ويتصرف المؤمن حينها حسب تلك الحالة، فهو بشكله الظاهر المتواضع يرفع الحواجز بينه وبين مخاطبه، ويزيل ما عنده من هواجس منذ الوهلة الأولى،
إنّ المؤمن يتّخذ من الرّسول صلّى الله عليه وسلم،القدوة، فهو دائماً نظيف ومرتب سواء في بيته أو في مجتمعه، معتنيا بنفسه، غايته من ذلك كسب مرضاة الله تعالى،
أن أهم شيء في المرأة لباسها،لأن لباسها على قدر دينها، فكلما كان لباسها سابغاً كان دينها متيناً،
والمرأة جعلها الله محببةً، وأودع في فطرتها حب التزين،وعناية المرأة بهيئتها وزينتها جزء من دينها،
بل إن المرأة التي تتزين لزوجها تفعل هذا بدافع من دينها، لأنها كلما تزينت، وبدت بشكل مقبول ومرغوب، كان زوجها أبعد عن الحرام، وهذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام حينما أمر الشباب بالزواج لأنه أغض للبصر،
كانت الصحابية الجليلة تقول لزوجها، ألك بيحاجة،فإن قال،نعم، كان ما أراد، وإن قال،لا،ذهبت إلى مُصَلاها وصلت ليلها،فجزء من دين المرأة أن تعتني بهيئتها وزينتها،
لكن انطلاقاً من أن طبيعة الحياة الدنيا طبيعة ابتلاءٍ، فهذا التزين موضوع في أصل فطرة المرأة، فإما أن يكون هذا التزين للزوج فهو الطاعة والعبادة،
وإما أن يكون هذا التزين لغير الزوج فهو المعصية والفجور،
النساء المؤمنات يتزين لأزواجهن،بل إن المرأة تخشى أن ترتدي ثوباً جديداً لا يكون زوجها هو أول من يراه،
بيت المؤمن جنة، لا لأنه واسع،ولا لأنه كبير،ولا لأنه فخم، بل لأن فيه طاعة الله عز وجل، إلا أن الانحراف من أين يبدأ،حينما تتزين المرأة لغير زوجها،لذلك في الحديث الشريف
(أيما امرأة استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عينٍ زانية )رواه النسائي والحاكم وأحمد،
التزين،والتعطر،والتجمل للزوج جزءٌ من دين المرأة،
والتزين، والتعطر،والتجمل لغير الزوج، ربما أوردها إلى النار،والله سبحانه وتعالى يقول(ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)سورة النور،
المرأة المؤمنة الطاهرة العفيفة لا يبدو منها للرجال إلا ما لا تستطيع إخفاءه،كطولها،أو امتلاء جسمها،أو لون ثيابها فقط،إلا الذي لا أتستطيع إخفاءه، لقوله تعالى(ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)سورة النور،
التكشف، وارتداء الثياب الضيقة، والرقيقة، هذا كله من المعاصي الكبرى في حياة المرأة،بلفت نظرهم إليها، والشعور بالحرمان ممن لم يتزوج، والشعور بالندم ممن تزوج على غير هذه الشاكلة،وفي الصحيح عن أبي هريرة قال،قال عليه الصلاة والسلام(صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )رواه مسلم،

الحسيمqtr
13-12-2014, 10:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
14-12-2014, 12:39 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس